الجولاني.. أفعال تناقض الأقوال
الشمس لا تغطى بغربال .. مقولة شهيرة تنطبق على هيئة تحرير الشام في سوريا.. فخطابه الإعلامي يلبسه لباس العدل والعدالة.. ولكن الأوضاع على أرض الواقع تناقض هذه الصورة.. فمن جهة يصدر بيانات وتصريحات تشعرك انك في المدينة الفاضلة وان الحرية تسير في شوارعها كما الأنهار.. وفي ذات الشوارع يتم الاعتداء على حقوق الناس والتعدي على حريتهم.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة أصدر التنظيم بيانا عن طريق ما يسمى “حكومة الإنقاذ” تضمن مزاعم توفير بيئة مناسبة للإعلاميين رغم الحقائق والأرقام التي تشير إلى عكس ذلك، حيث أثار البيان جدلاً باعتباره منفصلاً عن الواقع.
وبحسب مكتب العلاقات الإعلامية في الهيئة، عبر البيان فإن “حرية العمل الصحفي بالمناطق المحررة في إدلب لا تقارن بغيرها من المناطق في سوريا، وزعم إن ذلك يفسره غالبية الكوادر الإعلامية لتوفير البيئة المناسبة للعمل.
وتحدث المكتب، عن مزاعم تسهيلات الوصول إلى المعلومة ومواكبة الحدث، كما أشار إلى عدد وفود الصحافة الغربية التي توافدت إلى إدلب خلال العامين الماضيين، ولا تزال بازدياد، الأمر الذي يستغله “الجولاني”، متزعم الهيئة في تلميع صورته أمام الغرب بعد أن كانت تلك تهمة محاربته لخصومه.
أبرز الانتهاكات بحق الإعلام على يد هيئة الجولاني
17 حالة اعتقال وخطف بحق الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ أيار 2020 وحتى أيار الجاري |
توثيق 11 انتهاكا خلال شهر حزيران 2020 |
الاعتداء على الصحفيين بالضرب والشتائم خلال تغطية اعلامية على طريق “M4”في شهر حزيران |
34 انتهاكا ضد الإعلام منها مقتل إعلاميين إثنين واصابة 20 آخرين خلال النصف الأول من عام 2020 |
بلغت الانتهاكات ضد الإعلاميين 575 في محافظتي حلب وإدلب منذ عام 2011 حتى أيار من العام الماضي |
اعتقال الصحفي فايز الدغيم في شهر آذار عام 2016، وبقي حينها مدة 83 يومًا في مركز احتجاز يتبع للهيئة |
مقتل الناشط الإعلامي البارز رائد الفارس في الـ28 من شهر نوفمبر عام 2018 |
بيان الهيئة لم “يبرد” .. استدعاء صحفي والتحقيق معه
في المقابل .. وبعد ساعات من هذه التصريحات استدعى مكتب ما يسمى “مديرية الإعلام التابعة لحكومة الإنقاذ “، في إدلب (الذراع المدنية لهيئة تحرير الشام)، الناشط الإعلامي والصحفي في وكالة فرانس برس “عمر حاج قدور”، على خلفية نشره صورة لتعرضه لاعتداء من قبل عناصر الهيئة في وقت سابق، جاء نشرها على حسابه الشخصي بمناسبة “اليوم العالمي لحرية الصحافة”.
وقال الناشط عمر حاج قدور على صفحته الشخصية على فيسبوك: “تم استدعائي من قبل مديرية الإعلام التابعة لحكومة الإنقاذ العاملة في منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام، وذلك بعد نشري لمنشور يوم أمس المصادف لـ 3 أيار”.
وتعود الصورة التي نشرها “حاج قدور”، إلى عام 2020، حيث اعتدى عناصر من أمنية “هيئة تحرير الشام” بالضرب على مجموعة من الإعلاميين من بينهم “حاج قدور” أثناء تغطيتهم لحدث تسيير دورية تركية روسية مشتركة على طريق “M4” بريف إدلب.
3 أيار #اليوم_العالمي_لحرية_الصحافة
هو حال حرية الصحافة في بلدنا
👇🏻 pic.twitter.com/ktUCWz49Yj— Omar Haj Kadour (@omar_hajkadour) May 3, 2021
وردا على قضية “قدور”، قالت المديرية في بيان انها تابعت ما أسمتها تجاوزات قام بها عمر حاج قدور وقررت “تسجيل 4 نقاط ” بحقه من أصل الخمس عشرة نقطة المعتمدة في قانون الإعلام.
انتهاكات مستمرة بحق الإعلام على يد الجولاني
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أصدرت الإثنين تقريراً يوثق 17 حالة اعتقال وخطف بحق الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام على يد “هيئة تحرير الشام” من أصل 42 وثقتها منذ أيار 2020 من الماضي وحتى أيار الجاري.
وفي تقرير سابق نشرته وسائل اعلام سورية سلط الضوء على تنوع الوسائل والأساليب التي تمارسها “هيئة تحرير الشام” وأدواتها ممثلة بـ “حكومة الإنقاذ”، للتضييق على النشاط الإعلامي في مناطق سيطرتها، في محاولة مستمرة لفرض هيمنتها على النشطاء والعمل الإعلامي ككل والتحكم به.
وتحدث التقرير عن قرارات متعددة أصدرتها ما يسمى مكتب العلاقات الإعلامية، سواء في “الهيئة أو الإنقاذ”، والتي تديرها شخصيات تستخدم أسماء وهمية منها شخصيات غير سورية، لتمارس الضغط وعمليات الترهيب على النشطاء، بعد إدراكها أن الاعتقال له عواقب كبيرة تحرك الرأي العام ضدها.
وتعتمد هذه الكيانات على أسلوب الترهيب والتهديد للنشطاء، لاسيما العاملين مع مؤسسات إعلامية تخالف توجهات الهيئة، وربما تعارضها وتنتقد ممارساتها، بدعوى حرصها على العمل الإعلامي وخدمة مشروع الثورة السورية، لتقوم بتنبيه الكثير من النشطاء لضرورة ترك تلك المؤسسات، والضغط عليهم بين وعيد وتهديد بالمساءلة والملاحقة لتركها.