وأوضح أن مدة إنجاز المشروع كانت حوالى 3 أشهر من الأشغال بين البناء والتزيين وتجهيز المرافق الخاصة مثل قاعات تعليمية، وقاعة اجتماعات، وقاعة للصلاة، ومراحيض وغير ذلك، فضلًا عن تجهيزه بالأثاث والطاولات والكراسي ومكتبات، ليفتح أبوابه في وجه الملتحقين الراغبين في الاستفادة من خدماته.
وكشف أنزيض أنه منذ افتتاح المركز استفادت لحد الآن حوالى 60 سيدة من نساء القرية، بعد أن تم تسجيلهن لتلقي دروس في محاربة الأمية، مضيفًا أن مرافق المركز ستستقبل في قادم الأسابيع أطفال المنطقة دون سن التمدرس لتلقي التعليم الأولي أي مرحلة الروضة، وكذلك فإن تلاميذ القرية المتمدرسين سيستفيدون من دروس الدعم بالمواد التي يتلقون دروسها في المدارس.
60 سيدة من قرية تيورديوين يستفدن من خدمات المركز
سيتم تسويق إنتاج نساء القرية في الخياطة والحلويات وتسليمهن الأرباح
كما سيمنح المركز، حسب ما فسره يوسف لمراسل
“تطبيق خبّر” الميداني، فرصة لنساء القرية من أجل تعلُم حرفة الخياطة وصناعة الحلويات عن طريق ورشات تكوينية مستمرة طيلة السنة، ما سيجعلهن نساء منتجات مساهمات في اقتصادهن.
وأوضح أن مؤسسة “رفقاء الخير” متعهدة بتسويق ما ستصنعه نساء قرية “تيورديوين” وتسليمهن أرباح الإنتاج بشكل دوري، وبهذا الشكل سيتم دعم مدخولهن بصورة أفضل، ويأتي ذلك بعد أن تم تجهيز مرفق خاص بآلات للخياطة.
تعتبر مؤسسة “رفقاء الخير” هذا المشروع أحد أهم المشاريع الخيرية التي أشرفت عليها، وبداية عملية بناء مجموعة من المراكز الخيرية التي سيتم بناؤها مستقبلاً في مناطق أخرى نائية على شاكلة قرية تيورديوين التي تبعد عن مدينة مراكش حوالى 80 كيلومترًا وسط مناطق جبلية وعرة.
سيتم تسويق إنتاج نساء القرية في الخياطة والحلويات وتسليمهن الأرباح
في سياق مرتبط، قالت كوثر الصالحي، وهي عضو نشيط في مؤسسة رفقاء الخير، إنها قررت هذا العام رفقة بقية الأعضاء عدم الاكتفاء بتقديم المساعدات الغذائية فقط، وإنما إحداث شيء ملموس ودائم لترك بصمة في منطقة تغدوين التي كانوا قد نظموا لها زيارات متكررة في سنوات ماضية.
وبينت الصالحي لمراسل
“تطبيق خبّر” أن فكرة المركز جاءت كحل للعديد من الإشكالات التعليمية لدى أطفال القرية من أجل تشجيعهم على الدراسة والتعلم، ولضمان ذلك تم توفير مكان لتلقي الدروس والمراجعة ومكان للنساء ومحاربة الأمية لديهن، ما سيجعلهن أولى المحفزات لأطفالهن كأمهات.
ستساهم هذه المبادرة حسب ما فسرت الصالحي بمحاربة الهدر المدرسي الذي ينتشر بكثرة في مثل هذه المناطق النائية عن الحواضر، فضلًا عن إعطاء فرصة جديدة للفتيات اللواتي كن ضحايا هذه الظاهرة ولم تسعفهن ظروف المنطقة القاسية من إتمام مسارهن التعليمي بشكل طبيعي، وبالتالي سيتمكنّ من تدارك وضعهن الاجتماعي الهش واستثمار الوقت في المركز متعدد التخصصات لتعلم حرف جديدة ترفع من وضعهن الاقتصادي.
متطوعون ومتطوعات شاركوا في إنجاز التزيين والزرع والتأثيث
تنوي “رفقاء الخير” تعميم التجربة في قرى نائية أخرى
وأكدت كوثر الصالحي أن مؤسسة “رفقاء الخير” ستأخذ على عاتقها نقل هذه التجربة إلى قرى نائية أخرى في حاجة ماسة لمثل هذه المبادرات التنموية التضامنية، فالتغيير دائمًا يجب أن ينطلق من الإنسان إلى الإنسان، حسب تعبيرها.
كما أوضحت أن الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة تنقسم إلى قسمين، بعضها ثابتة على مدار العام، بمعنى أنها دورية كتلك المرتبطة بشهر رمضان المبارك والمتمثلة في توزيع المواد الغذائية الأساسية، أو مبادرات خيرية في عيد الفطر على سبيل المثال والتي يتم فيها شراء ملابس جديدة للأطفال الأيتام بشكل مركز، بالإضافة إلى ذلك هناك أنشطة جبلية سنوية.
تنوي “رفقاء الخير” تعميم التجربة في قرى نائية أخرى
وفي سياق المبادرات، هناك قسم ثانِ كأفكار مبتكرة، منها إحدى المبادرات التي كانت عبارة عن مفاجأة لعاملات الحقول، إذ تم استدعائهن في مناسبة من المناسبات على أساس العمل فكانت المفاجأة هي الاحتفاء بهن وتكريمهن في حفل بهيج نظمته المؤسسة على شرفهن.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة “رفقاء الخير” تواصل على مدار العام القيام بمبادرات المبتكرة، ذكر منها الأعضاء في حديثهم لنا، إحدى المفاجآت التي استفاد منها أحد عمال النظافة الذي كان يعاني مع الطرقات وبُعد المسافة بين سكنه ومقر عمله، إذ تم شراء دراجة نارية له والتكفل بمصاريف كراء مسكنه.
كما قاموا بمبادرة أخرى تمثلت في شراء بضاعة بثمن مضاعف من الباعة البسطاء وإدخال الفرحة لقلوبهم وتشجعيهم في أنشطتهم، حسبما بينت لنا كوثر عضو مؤسسة “رفقاء الخير”.