توزع وجبات الإفطار في أكياس ورقية تتضمن إفطارًا مغربيًا
تنظم جمعية سند الأجيال أكادير، وبالتحديد حي السلام، طيلة شهر رمضان الفضيل، النسخة الرابعة من مشروع إفطار صائم، تحت شعار “بالإفطار أساعد غيري وبالوقاية والتلقيح أحمي بلادي”.
النسخة التي تأتي في ظروف استثنائية فرضتها جائحة فيروس كوفيد 19، يشرف على ضمان السير العادي فيها فريق عمل مكون من 15 عضوًا وعضوة، يوكل إليهم إعداد الوجبات وتوزيعها في آجال ومواعيد محددة سلفًا، وذلك لتفادي الازدحام.
يتم الشروع في إعداد وجبات اليوم الموالي مباشرة بعد الانتهاء من توزيع إفطار اليوم الحالي، وذلك لأجل كسب الوقت وتفادي تراكم العمل بشكل يؤخر عملية التوزيع. وقد عمل فريق الجمعية على تحديد لوائح المستفيدين قبل بدء شهر رمضان، مراعاة لوضعيتهم الاجتماعية وحاجتهم، إذ تم تخصيص أرقام هاتفية لاستقبال طلبات الراغبين والراغبات في الاستفادة من الحصص اليومية التي يتم توزيعها.
استهدفت المبادرة بشكل أساسي الأيتام والأرامل والطلبة والأسر التي فقد معيلها عمله جراء جائحة فيروس كوفيد 19، وعلى عكس السنوات الفارطة حين كان الإفطار يقدم في عين المكان، فإن هذه السنة يتم توزيع الإفطار في أكياس ورقية من الحجم المتوسط.
وتضم الحصص في الأكياس الورقية مكونات الإفطار المغربي باستثناء الحريرة، وهي حساء مغربي شهير، إذ يطلب من المستفيدين إحضار أوانٍ خاصة لأجل الحصول على الحصة الشخصية.
يضم الإفطار الذي يقدم للمستفيدين والمستفيدات البيض والخبز، والتمر والحليب، واللبن المحلى، وحلوى الشباكية التقليدية التي تستهلك في شهر رمضان، والمسمن وهو نوع من الفطائر المغربية، فضلًا عن قنينة ماء وحساء الحريرة.
وتشهد الخيمة التي تم نصبها في حي السلام وسط مدينة أكادير، حركة دؤوبة إذ يُشرَع في تقسيم المهام بين الفريق المشرف، فتتكلف النساء بإعداد الفطائر في حين يتكلف فريق من الشباب بتوزيع الحصص داخل الأكياس.
وهناك فريق مهمته نقل الإفطار عبر سيارات لأجل توزيعها في نقط محددة مع مراعاة الإجراءات الاحترازية، ويتكلف فريق رابع بالإشراف على المخزون وتحديد الحاجيات اليومية. ومن بين النقاط الأساسية التي تمر منها قافلة التوزيع، الحي الجامعي التابع لجامعة ابن زهر، والذي يقطن به عدد مهم من الطلبة الجامعيين الذين تضرروا جراء توقف عمل المطعم الجامعي بسبب جائحة كوفيد 19.
المحسنون مغاربة مقيمون في الوطن وخارجه
وفي تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، قال البشير أبو النعائم، رئيس جمعية سند الأجيال أكادير، إن هده المبادرة تدخل في المبادرات الإنسانية التي تقوم بها الجمعية بشكل سنوي. وأضاف أنها تستهدف بشكل أساسي الفئات المتضررة من كوفيد 19 والفئات الفقيرة، وبشكل أساسي الطلبة والعائلات الفقيرة في الأحياء الأكثر هشاشة في أكادير.
كما تقوم الجمعية بمبادرات أخرى من قبيل مبادرة سند لسقيا الماء التي تستهدف حفر الآبار وتجهيزها بالمضخة والطاقة الشمسية من أجل تنمية المناطق الجبلية والنائية التي تعيش في عزلة تامة. وبنهاية مشروع سند لسقيا الماء يتم توفير الأنابيب لإيصال الماء إلى منازل الساكنة ما يدخل السرور والفرحة إليهم، خاصة النساء والأطفال الذين يعانون الويلات لقطع مسافات طويلة وعرة وغير معبدة لجلب الماء، وبالتالي الانقطاع الدائم عن الدراسة.
وأشار أبو النعائم إلى أن “العديد من المحسنين من المغرب وخارج المغرب ساهموا في هذا المشروع الإحساني؛ منهم من يقيمون في بريطانيا وهولندا والإمارات العربية المتحدة، ويعتبرون شركاء أساسيين بالنسبة إلينا، وقد استطعنا أن ننال ثقتهم بالعمل الجاد الذي نقوم به والأثر الذي ننجزه على الواقع”.
ولفت أبو النعائم إلى أن الجمعية لا تزال تستقبل الحالات الإنسانية الراغبة في الاستفادة عبر وضع أرقام الهاتف رهن إشارة الجميع، “وبعد التواصل معنا نتوجه إلى زيارة الحالة والوقوف عند ظروفها وحالة توفر شروط الاستفادة تتم إضافتها لقائمة المستفيدين”.
وأنهى قوله إن “تتويج مشروع إفطار صائم بجائزة “دير يديك” كأفضل مبادرة تضامنية خلال شهر رمضان، التي تقدمها إحدى شركات الاتصالات في المغرب هو اعتراف بالعمل الذي نقوم به والذي تنخرط فيها نساء ورجال حي السلام بأكادير بفاعلية كبيرة لضمان تحقيق هدف توفير 500 إفطار يوميًا”.
يذكر أن جمعية سند الأجيال أكادير هي جمعية شبابية تأسست سنة 2014، تهدف إلى إنجاز مبادرات تنموية واجتماعية وبيئية كبرى بجهة سوس ماسة وعلى المستوى الوطني.
كما تقوم بتشجيع الشباب على العمل التطوعي وتنمية المجتمع في كافة المجالات، ومساعدة الفئات المحتاجة عبر مجموعة من المبادرات والمشاريع الاجتماعية التي تنجزها الجمعية بتعاون مع شركائها الوطنيين والدوليين.