الجمعية تعنى بالأطفال المتخلى عنهم
نظمت جمعية الصويرة دارنا التي تعنى بالأطفال المتخلى عنهم وفي وضعية صعبة حفلاً ترفيهيًا لفائدة الأطفال المستفيدين من الجمعية، في أول أيام عيد الفطر الذي وافق يوم الخميس 10 أيار/ مايو/2021.
شهد الحفل، الذي أشرفت عليه الأطر التربوية بالجمعية، ارتداء ثيابًا تقليدية جديدة كما تقتضي عادات المغاربة خلال هذه المناسبة الدينية، كما تم تزيين الفتيات بالحناء وتصفيف شَعرهن وحلاقة شَعر الفتية الأطفال.
كذلك حرصت إدارة الجمعية على أن يتم إحياء يوم العيد على الطريقة التي تعودت الأسر المغربية عليها، فتزين الأطفال بحلة العيد في الصباح الباكر، ثم أدوا صلاة العيد داخل مقر الجمعية، وتوجهوا للإفطار جماعة على أنغام الموسيقى الأندلسية التي تعتبر أساسية في أعياد المغاربة.
بعدها تم تنظيم نشاط ترفيهي جماعي، ردد خلاله الأطفال الأناشيد بشكل جماعي، وتعالت أصواتهم المرحبة بقدوم يوم العيد، وقدمت بعد ذلك الحلوى المغربية التقليدية للجميع، وهي تعتبر أساسية في مائدة يوم العيد. كما قدمت إدارة الجمعية مجموعة من الهدايا للأطفال لأجل إدخال الفرحة والسرور على قلوبهم التي ظلت تنتظر الحصول على هدية العيد قبل أيام.
وشهد يوم العيد تنظيم زيارات من لدن أسر وأفراد من مدينة الصويرة، ممن اختاروا تبادل الزيارة مع هذه الفئة من المجتمع، وقامت الجمعية بتوفير جميع الظروف اللازمة لأجل الزيارة هذه.
أسرة السيدة فتيحة، أسرة محلية دأبت على زيارة الجمعية خلال جميع الأعياد كأحد الطقوس الثابتة التي تقوم بها رفقة أسرتها الصغيرة. التقاها مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، فعبّرت له عن حرصها الكبير على الجانب الاجتماعي خلال الأعياد والمناسبات الدينية، مؤكدة أنها حريصة على نقل ذلك لأبنائها الثلاثة.
وأضافت فتيحة، وهي ربة منزل، أنها مساهمة دائمة في صندوق الجمعية، ذلك أنها الجمعية الوحيدة في مدينة الصويرة التي تعنى بالأطفال الرُضَّع المتخلى عنهم، وهذا يفرض المساهمة لضمان استمرار خدمات الجمعية لفائدة هذه الفئة التي تعتبر ضحية للمجتمع، حسب تعبيرها.
إدارة الجمعية قامت أيضًا بنحر خروف تبرع به أحد المحسنين لصالح الجمعية، وتم إعداد وجبة غذاء على شرف المستفيدين والمستفيدات بمناسبة العيد. واكتملت فرحة العيد بدعوة إلى متنزه القرية السياحية من مسيرها.
سعيد تغماوي، الممثل العالمي الشهير من أصول مغربية، الذي تم تعيينه مؤخرًا سفيرًا للنوايا الحسنة لدى جمعية الصويرة دارنا، ساهم بشكل فعال في إطلاق حملة دولية لجمع المساعدات والتبرعات لهؤلاء الأطفال.
وبسبب التزامات أسرية، تعذر عليه مشاركة الأطفال أجواء العيد شخصيًا، لكنه قام بذلك عبر اتصال هاتفي أكد فيه للأطفال وإدارة الجمعية أنه سيظل داعمًا لهذه الفئة، وأنه سيحرص على توفير الإمكانيات اللازمة لاستمرار عمل الجمعية ودورها الاجتماعي الهام. وأنهى سعيد حديثه بالقول إنه سيعمل على إتاحة فرص لبعض الأطفال لولوج عالم السنيما، مذكرًا بقصته التي اعتبرها تتشابه ووضعهم الحالي إلى حد كبير.
من جهته، صرح السيد عزيز الشعيبي الصفريوي رئيس جمعية الصويرة دارنا، أن الجمعية تحتضن الأطفال حديثي الولادة المتخلى عنهم وتتكفل بهم إلى بلوغهم سن الثامنة عشرة. وقال لمراسل “تطبيق خبّر” أن الجمعية خلال هذه المراحل العمرية توفر لهم جميع احتياجاتهم الضرورية التي تضمن لهم العيش بكرامة.
توسع الصويرة دارنا مشروعها لاستيعاب البنات بعد سن السابعة
وحول فكرة إنشاء الجمعية، قال الشعيبي الصفريوي إن إقليم الصويرة من الأقاليم التي تعاني من الهشاشة والفقر، إلى جانب ارتفاع نسبة الأمية والطلاق، ومن الطبيعي أن يتولد عن هذا الواقع وجود أطفال متخلى عنهم، ومن هنا جاءت الفكرة للعمل على إنقاذهم والمساهمة في إدماجهم داخل المجتمع، وهو عمل ليس باليسير، لكونه يحتاج إلى موارد مالية والبشرية مؤهلة.
ومن المشاكل التي تعترضهم، أشار الشعيبي الصفريوي إلى “أننا نرعى أطفالًا أقل من سبع سنوات، وبعدها عليهم الانتقال إلى مؤسسة أخرى، حيث توجد دار الطالب الخاصة بالذكور، أما البنات فليس لهن مأوى بديل”.
وأوضح أنهم بسبب ذلك، “ارتأينا توسعة المشروع، وإعادة هيكلته بغاية الرفع من الطاقة الاستيعابية من 100 إلى 200 مستفيد ومستفيدة، إلى جانب ذلك، ارتأينا بناء جناح يمكن أن يستوعب حوالى 40 فتاة من سن 7 إلى 18 سنة”.
ولفت إلى أن الأطفال يستفيدون من التكفل الشامل، فمن الناحية الصحية يشرف عليهم طبيبان بمعية ممرضات، ومن ناحية التمدرس، فهناك تتبع للأطفال من المهد إلى مرحلة التعليم الإعدادي، وبالنسبة للتغذية فإننا الجمر عية توفر خمس وجبات يوميًا.
وأكد، “أننا نحرص على إحياء جميع المناسبات الدينية والوطنية بشكل جماعي بالنظر لأهمية ذلك في التكوين النفسي للأطفال، ونسعى بالتنسيق مع شركائنا إلى تنويع البرامج الترفيهية التي يستفيدون منها ليتمكنوا من عيش طفولة سليمة وطبيعية”.
وختم رئيس الجمعية حديثه مع مراسل “تطبيق خبّر” بتوضيح أن الجمعية تعتمد بشكل أساسي على مساهمات المتطوعين والمؤسسات المانحة والشركاء المؤسساتيين، وهو ما يقتضي معه توجيه الشكر الجزيل لهم.