للمرة الأولى في تاريخ سنجار يتم مدّ شبكات المياه في القرى وقصباتها
تحت شعار “ماء لزيادة أمل سنجار”، و بدعم من الحكومة الإماراتية، قامت
مبادرة نادية بتنفيذ مشروع مياه في قرية تل قصب القديمة الواقعة في جنوب قضاء سنجار بمحافظة نينوى في العراق، دعمًا للنازحين العائدين إلى القرية بعد هجوم تنظيم داعش في 2014.
وللمرة الأولى بتاريخهم، لم يعد أهالي قرية تل قصب القديمة بحاجة إلى حفر آبار ارتوازية على حسابهم الشخصي للحصول على المياه لاستخدامها في منازلهم لمختلف الأغراض، سيما الزراعة والبناء، إثر قيام مبادرة نادية بتأهيل بئر من الآبار الارتوازية في القرية.
وقد اكتمل مشروع إعادة تأهيل المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في قرية تل قصب بقضاء سنجار, وأصبحت المياه تصل لأكثر من 450 من سكان القرية. وشمل المشروع في القرية إعادة تأهيل الآبار وبناء صهريج التخزين، فضلًا عن بناء شبكة المياه الداخلية.
للمرة الأولى في تاريخ سنجار يتم مدّ شبكات المياه في القرى وقصباتها
لتفاصيل أكثر عن هذه الخدمة التي ستحدث فرقًا إيجابيًا كبيرًا في حياة الأهالي، التقى مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في العراق ذياب غانم خلف، المتحدث باسم مبادرة نادية صلاح حسن، الذي أوضح أن “مشروع إيصال المياه الى القرى والقصبات في قضاء سنجار يعتبر من أهم المشاريع وأكبرها على مستوى القضاء، نظرًا لضرورته وحجمه”.
وبيّن صلاح حسنن أن “المشروع يشمل تسع قرى ومجمعات في جنوب وشمال جبل سنجار، هي قرى حيالي وزرافكي ورمبوسي وتل قصب القديم ومجمع حطين ودوهلا وبورك وزورافا وحردان”، مشيرًا إلى أن المشروع هذا ممول من الحكومة الإماراتية.
كما أشار إلى أنه “تم الانتهاء من المشروع في بعض القرى، فيما العمل جاري في البعض منها، ونعمل على أن يتم إكماله بأسرع وقت ممكن ليستفيد منه أكبر عدد ممكن من العائدين إلى هذه القرى و المجمعات”.
وحول ماهية المشروع بالضبط، قال إنه “عبارة عن تأهيل شبكة المياه الداخلية وبما أنه لم تكن هناك شبكة مياه في غالبية هذه القرى والمجمعات، ومن ضمنها قرية تل قصب القديمة، فقد قامت المبادرة بتخطيط شبكات مياه في هذه القرى، وهذه تعتبر المرة الأولى التي يتم وضع شبكة مياه في هذه القرية وكذلك بنسبة كبيرة من القرى الأخرى أيضًآ”.
قرى سنجار تفتقر إلى الخدمات الأساسية والمشروع يعمل على توفيرها
وأضاف صلاح حسن أن “المشروع يشمل أيضًا حفر الآبار و تأهيلها إن وجدت، لأن غالبية الآبار التي كانت موجودة تحتاج إلى صيانة وتأهيل بعد ما كانت غير شغالة في فترة سيطرة داعش على هذه القرى، هذا فضلًا عن الخط الناقل للمياه”.
ولا يزال يلجأ أهالي قرى ومجمعات قضاء سنجار إلى شراء المياه الصالحة للشرب لعدم وجود مصفى للمياه المالحة التي تصلهم بطرق أو بأخرى.
وعن الهدف من المشروع، قال صلاح إن “الهدف العام هو دعم العائدين إلى القضاء، ذلك لأن المنطقة تعيش في مرحلة إعادة التأهيل وغالبية الاهالي يعملون على إعادة بناء دورهم أو إعادة تأهيلها، وذلك يحتاج وجود المياه، كما أن معظم الأهالي يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وهي أيضًا تحتاج إلى المياه”.
كما أشار إلى أن “مبادرة نادية ستستمر في العمل على مثل هذه المشاريع الكبيرة التي تقدم منفعة للعائدين وتحث النازحين على العودة”، مؤكدًا أنه “من الممكن أن يتم تنفيذ المشروع في بقية القرى والمجمعات أيضًا في المستقبل، كما سوف يكون لدينا جولة أخرى في مناطق سنجار لتنفيذ مشاريع أخرى”.
تستفيد قرابة 170 عائلة عائدة إلى تل قصب القديمة من هذا المشروع
مراسل
“تطبيق خبّر” التقى المواطن نشأت اسماعيل، وهو أحد العائدين منذ مدة قصيرة إلى قرية تل قصب القديمة، واستطلع رأيه عن أهمية هذا المشروع لهم، فقال إن “مثل هذه المشاريع التي تساهم في إعادة الحياة إلى مناطقنا مهمة جدًا لنا كعائدين جدد، لأننا كنا نفتقد إلى المياه في المنازل في كثير من الأحيان، أما الآن و بفضل مبادرة نادية وصلت المياه الى ابواب منازلنا”.
ولفت نشأت النظر إلى أنه “في بداية عودتنا من مخيمات النزوح في إقليم كردستان العراق إلى قضاء سنجار، كنا نضطر إلى حفر الآبار قبل تنفيذ المشروع، لكن اليوم وبعد اكماله صرنا نعتمد عليه في كل أعمالناً.
تستفيد قرابة 170 عائلة عائدة إلى تل قصب القديمة من هذا المشروع
وأعرب نشأت عن أمله بأن يكون المشروع “مفتاحًا لمشاريع خدمية أخرى مثل الكهرباء”، مطالبًا “المنظمات غير الحكومية بالمزيد من العمل لأن مؤسسات الدولة لم تعد تهتم لأمرنا و نحن أناس من أكثر المحتاجين إلى أبسط الخدمات، وبالرغم من عدم توافرها فإننا عدنا وتعود الحياة شيئًا فشيئًا إلى منطقتنا ونحن سعداء جدًا بهذا الامر”.
وتستفيد قرابة 170 عائلة عائدة إلى قرية تل قصب القديمة من هذا المشروع بحسب مركز شباب قرية تل قصب القديمة الذي يهتم بشؤون العائدين الى القرية.
مبادرة نادية منظمة غير حكومية تعود للحائزة على جائزة نوبل للسلام الناشطة العراقية الإيزيدية نادية مراد.