روضة الأطفال كانت قد أغلقت عند هجوم داعش على سنجار
افتتحت منظمة سنرايز لتطوير المجتمع المدني روضة للأطفال في مركز مدينة سنجار غرب محافظة نينوى شمال غربي العراق، بعد أن كانت هذه الروضة قد أغلقت إثر هجوم داعش على القضاء.
وقد بات الاهتمام بالأطفال أمر جدي في قضاء سنجار، ليس فقط لتوفير التعليم، بل لتأمين الدعم النفسي والنشاطات الترفيهية كذلك. وسيتمكن العشرات من أطفال سنجار الاستفادة من هذه الروضة والنشاطات التي توفرها في بيئة تربوية وترفيهية تساهم في تنمية شخصياتهم.
حضر مدير تربية سنجار سعد حمد مطو افتتاح روضة سنجار للأطفال الذي نظمته منظمة سنرايز غير الحكومية، وسط اتخاذ الاجراءات الوقائية المتبعة من فيروس كورونا المستجد.
حول فكرة افتتاح هذا المشروع وأهدافه، قال معاون مدير منظمة سنرايز لتطوير المجتمع المدني خلف مراد، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في العراق ذياب غانم خلف، إن “الهدف من فتح هذه الروضة هو تشكيل بيئة آمنة للأطفال حتى يتمكنوا من اللعب وبناء علاقات اجتماعية والتعلم بشكل منتظم”.
وأضاف مراد إلى أن “أهم ما في المشروع هو إيجاد وسائل تساعد الاطفال الذين تعرضوا للخوف والرعب جراء الحرب والأزمات التي مروا بها في الفترات الأخيرة مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي”، مشيرًا إلى أنهم لم يتلقوا أي دعم من قبل أي جهة أخرى، بل هو بكامله من جهود منظمة سنرايز لتطوير المجتمع المدني.
وأكد أنهم سيبذلون المزيد من “الجهود ليكون مشروع روضة أطفال سنجار ناجحًا ومستدامًا، بحيث يتم توسيعه فيما بعد إذا توافرت الشروط والمؤشرات و الآليات الجيدة اللازمة”.
كما رأى خلف مراد أن “وجود المساحات الصديقة للطفل ضروري جدًا لتوفير الأمن والأمان للطفل من خلال الفعاليات المختلفة كالموسيقى، والرياضة، والفن، وكون سنجار تعيش فترة تأهيل واستيقاظ من أزمة كانت الأصعب في هذا القرن من التاريخ، فمناطقنا من أشد المناطق احتياجًا لهذا النوع من المشاريع التي تؤهل الطفل نفسيًا واجتماعيًا”.
ستساهم روضة الأطفال في الدعم النفسي والمعنوي
وبيّن أن “الروضة مخصصة للأطفال من 5 سنوات إلى 16 سنة، وسيكون هناك طاقم مخصص للعمل فيها من خريجي التربية الخاصة وذوي الخبرة و التجربة مع الأطفال”، لافتًا إلى أنهم يسعون للحصول على الدعم من أجل تنفيذ مشاريع مماثلة في أماكن مختلفة من المنطقة.
المواطن كمال علي، واحد ممن حضرواافتتاح روضة الأطفال في سنجار، أخبر مراسل “تطبيق خبّر” أنه عاد للقضاء منذ تحريره من تنظيم عام 2017، وأعرب عن سعادته بمثل هذا المشروع لأن “الأطفال في هذه البقعة يحتاجون لاهتمام بهم أكثر من أي فئة أخرى، لما واجهوه من النواحي النفسية والمعنوية والعلمية”.
واعتبر كمال علي أنه “ربما يكون هذا المشروع صغيرًا، لكن يبدو لنا كبيرًا جدًا لأننا كنا مهمشين من قبل الجهات وأطفالنا لم يروا أي روضات، فمن الممكن أن تكون هذه الروضة نقطة تحول بالنسبة لأطفال سنجار الذين يعيشون بين كم هائل من الركام الذي خلفته الحرب مع داعش”.
ولفت النظر إلى أن “الروضة تعتبر شيء أساسي في غالبية بلدان العالم ومن حق الأطفال في سنجار أيضًا أن يدخلوها كمحطة تحضير لدخول الدراسة فيما بعد”، مضيفًا أن “المنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية تساهم في تخفيف المارثة الإنسانية في سنجار في وقت يعاني فيه القضاء من إهمال الحكومة العراقية”.
وعبّر عن شكره لمنظمة سنرايز لتنفيذها هذا المشروع الذي وصفة بالاستثنائي، كما طالب المنظمات بالاستمرار بالعمل للمساهمة في إعادة الحياة إلى القضاء.
يذكر أن سنرايز منظمة محلية غير ربحية تأسست بعد عام 2014 وتهدف إلى تقديم خدمة تطوعية للمنطقة من خلال مشاريع مختلفة، من بينها التعليم وترميم المؤسسات الحيوية والاهتمام بالطفل والمرأة وغيرها.