تلقى الفائزون جوائز مادية وشهادات تقدير
توجت إدارة ديربي مراكش الدولي للحمام الزاجل، يوم الأحد الماضي، الفائزين الذين شاركوا في النسخة الأولى من ديربي السنة الحالية في حفل نظمته بمقهى فضاء أحمر بمدينة اليوسفية بالمغرب، من الساعة الحادية عشرة صباحا واستمر إلى غاية السابعة مساءً.
بلغ عدد الفائزين 45 فائزًا من أصل 122 مشاركًا خلال المراحل الخمس التي مر منها الديربي، بما في ذلك مرحلة النهائي. وحصل الفائزون على شهادات تقديرية وجوائز مادية متنوعة، اختلفت حسب مراحل السباق.
تضمن الحفل، الذي حضره 600 شخص من مختلف المناطق المغربية، مزادًا علنيًا عرض فيه 133 طائرًا من الطيور المميزة التي أحرزت مراتب متقدمة خلال مراحل سباق الديربي. كذلك، 10 فائزين من أصحاب الحمام المميز الذي تم اختياره في المزاد العلني.
حول الجوائز التي قدمت للفائزين، أوضح إبراهيم الضياي، المشرف العام على ديربي مراكش الدولي للحمام الزاجل، أن المراحل الثلاث الأولى من السباق تميزت بقطع مسافة 160 كيلو مترًآ في السباق الأول، و220 كيلو مترًآ في السباق الثاني، و270 كيلو مترًا في السباق الثالث، توج فيها الفائزون الخمسة الأوائل بشهادات تقديرية ومجسمات للحمام الزاجل.
تتويج 45 فائزًا في مختلف مراحل السباق
وأضاف الضياي لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة أن مرحلة نصف النهائي التي اقتصرت على قطع مسافة 360 كيلو متر جوًا، توج فيها الفائزون الخمسة الأوائل أيضًا بشهادات تقديرية، فضلًا عن مجسم للحمام الزاجل ودراجة نارية للفائز الأول، في حين حصل كل من الفائز الثاني والثالث على جهاز تلفاز من الحجم الكبير بجانب شهاداتهما.
وبيّن الضياي أن مرحلة سباق النهائي التي شارك فيها 181 طائرًا بقطع مسافة 460 كيلو متر جوًا، توج فيها 15 فائزًا بشهادات تقديرية، وحصل الفائز الأول على سيارة وشارة البطل، في حين حصل الفائز الثاني على جهاز تلفاز، أما الفائزين الثلاث الأوائل فقد توجوا بمجسمات عالية الجودة للحمام الزاجل.
كذلك حصل الفائزون العشرة في المزاد العلني حيث عرض الحمام المتفوق في جميع مراحل سباق الديربي على شهادات تقديرية ومجسمات وأجهزة تلفاز.
قدمت إدارة الديربي هذه الجوائز في إطار استراتيجية التشجيع التي تعتمدها لتشجيع المشاركين ومكافئتهم على ثقتهم التي وضعوها في طاقم الديربي الذي يحرص على النهوض بهذا النوع من السباقات وحمايته من الاندثار.
في هذا السياق، أعرب محمد الوعيد، أحد الفائزين بالمرتبة الثانية في مرحلة النهائي، عن سعادة بالمشاركة والفوز، مشيرًآ إلى أن نجاح النسخة الأولى لهذه السنة ومرورها في أحسن الظروف، يعود للمشرفين على الديربي والطاقم الذي ضاعف جهوده بالرغم من الظروف الاستثنائية الصعبة التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد.
تأثرت المشاركة في الديربي بالإجراءات الاحترازية فاقتصرت على المغاربة
على الرغم من نجاح ديربي مراكش الدولي للحمام الزاجل في نستخه الأولى لهذا العام، فإن إبراهيم الضياي رأى أن الإقبال على المشاركة هذه السنة كان ضعيفًا، إذ اقتصر على مشاركة مربي الحمام الزاجل المغاربة فقط، من دون مشاركة من الدول العربية والأجنبية كما كان يحدث في السنوات السابقة.
وأرجع الضياي ذلك إلى حزمة التدابير الاحترازية التي اعتمدتها المملكة المغربية من ضمنها تعليق الرحلات الجوية مع عدد من الدول التي كانت تشارك بكثافة في ديربي مراكش الدولي للحمام الزاجل.
أما حول طريقة تنظيم هذه النسخة الأولى من الديربي، فأوضح أن الديربي يمر قبل انطلاق السباق بمراحل أولية تستغرق أشهرًا، تبدأ بمرحلة استقبال الزغاليل، وهي صغار طيور الحمام، في الأول من شهر أيلول/ سبتمبر من السنة الماضية إلى غاية شهر كانون الأول/ ديسمبر، ويتم تسجيل أسماء أصحابها مقابل 50 دولارًا شاملة مصاريف تدريب الحمام وطعامه ونظافته، ومشاركته في الديربي.
وفور تسلم الطيور من مالكيها، يشرح الضياي أنه يتم ترقيمها بأرقام إلكترونية، يسلم نسخة منها للمالكين. وبعد إقفال باب التسجيل وانتهاء عملية جمع الحمام، تنطلق مرحلة التدريب، فيتم بين فترات متقاربة إخراج الحمام من مساكنه إلى الهواء الطلق وتدريبه.
من مراحل التدريب أيضًا نقل طيور الحمام في شاحنة خاصة إلى أماكن بعيدة، حيث يتم إطلاقها في الاتجاه الصحيح لتعود إلى مساكنها، وهذا النوع من التدريب يكسب الطيور قوة الصمود والقدرة على الطيران لفترات طويلة.
وكشف الضياي أن أول فترة تدريبية قطعت فيها الطيور مسافة اثنين كيلو متر جوا، تلى ذلك انطلاق المراحل الخمس الرئيسة للديربي، مشيرًا إلى أن كل محطة تتميز بمسافة محددة سلفًا من قبل الإدارة، ويتم التحضير لها عبر تجهيز الطيور ووضع خواتم إلكترونية لتتبع الطيور ومراقبة المسافة التي قطعتها ومدة الانطلاق من نقطة السباق ومدة الوصول إلى مساكنها.
كما لفت الانتباه إلى أن جميع هذه المعطيات المتعلقة بتوقيت انطلاق الحمام وتوقيت وصوله تسجل بشكل أوتوماتيكي على موقع One loft Race، الخاص بنتائج السباق، والذي يتابعه عدد كبير من المهتمين بالديربي من مختلف الجنسيات والبلدان.
وقال الضياي لمراسلة “تطبيق خبّر” إن مرحلة النهائي تميزت بقطع مسافة أكبر، تطلبت نقل الحمام إلى مدينة طنجة التي شكلت نقطة السباق، وقطع فيها الحمام المتسابق مسافة 460 كيلو مترًا، ليعود إلى مسقط رأسه.
ديربي الحمام الزاجل ليس فقط فرصة للتنافس ولقاء الهواة وعرض السلالات الجديدة، بل يشكل أيضًا مصدر عيش عدد من الشباب والأسر القاطنة باليوسوفية أو مراكش.
في هذا الإطار، أوضح الضياي أن “الديربي لا يقتصر فقط على التنافس بين المشاركين والحصول على هدايا متنوعة، بل إنه يعد أيضًا مصدرًا مهمًا لعيش الكثير من الأسر وأبناء المنطقة، الذين أتاح لهم هذا الديربي إيجاد فرص عمل سواء عبر عملهم في تربية سلالات جديدة في منازلهم، أو عن طريق العمل المباشر معنا”.
وبيّن أن لديهم عدد كبير من العاملين حاليًا، تتوزع مهامهم بين مدربين وموظفين تقنيين ومدربين داخل نقطة السباق ومدربين خارج نقطة السباق، وحراس، وعمال مختصين في إطعام الحمام وتنظيف مساكنه، فضلًا عن عاملين في الجانب الإعلامي.
وفي الشق المتعلق بمصدر أجور هؤلاء العاملين بإدارة الديربي ومصدر التمويل المعتمد لشراء جوائز الفائزين، قال الضياي إن الإدارة تعتمد في ذلك على مصاريف التسجيل المدفوعة مسبقًا من قبل المشاركين، فضلًآ عن نسبة الأرباح المحصلة من المزاد، التي تصل إلى 50% لكل فائز، فيما يحتفظ الأخير بنسبة 50%.
وعن أسباب توجهه إلى مجال تربية وتدريب الحمام الزاجل وإقامة ديربي خاص، ذكر إبراهيم الضياي أن شغفه بالحمام الزاجل بدأ منذ الصغر، حين وجد أشقاءه مولعين بتربية الحمام في المنزل، وسرعان ما شاركهم في هذا الشغف، الذي دفعه حين كبر إلى التفكير في تأسيس جمعية محلية خاصة بتربية وتدريب الحمام الزاجل.
وبيّن أن الفكرة إقبالًا واسعًا، ليس فقط من قبل أبناء المنطقة، بل أيضًا من مختلف المناطق المغربية، ليتحول الأمر بعد ذلك إلى تنظيم مسابقات سنوية يشارك فيها عدد كبير من الأشخاص من المغرب وخارجه.
يطمح الضياي إلى استقطاب المزيد من طيور الحمام والإشراف على تدريبها، وكذلك تكوين مدربين جدد من خلال دورات تكوينية ليصبحوا مدربين وطنيين ودوليين أيضًا للانخراط في فعالية دولية خارج المغرب.
يذكر أن الحمام الزاجل يعد أحد أنواع الحمام التي كانت تستخدم لنقل الرسائل قديمًا، وأهم ما يميزه عن باقي أنواع الحمام الأخرى وعن الطيور بجميع أصنافها، هو قدرته على العودة إلى موطنه وأقفاصه بعد عملية تسريحه خلال التدريبات أو المسابقات.