الرباط تشيد بالتعاون الفرنسي في مسألة المهاجرين القصر
جدد المغرب وفرنسا تأكيد عزمهما على “تسهيل” عودة القاصرين المغاربة المتواجدين في أوروبا بوضعية غير نظامية، وذلك في تصريحات صدرت الأربعاء والخميس، بعد تدفّق المهاجرين إلى جيب سبتة الإسباني مؤخرا على خلفية أزمة بين الرباط ومدريد.
ورحّبت الرباط في مذكرة دبلوماسية نشرت الخميس بـ”تعاون نموذجي” مع فرنسا، وحوار “قائم على الاحترام المتبادل”.
وجاء في المذكرة أن المغرب يأسف لإصرار بعض الدول على اتّباع نهج الوصم وتحميل الذنب.
من جهتها شدّدت الخارجية الفرنسية الأربعاء على وجود “نية مشتركة” لدى المغرب وفرنسا لـ”معالجة هذه المسألة الصعبة بأفضل السبل وبروحية الثقة والشراكة”، في إشارة إلى قضية المهاجرين المغاربة القاصرين.
وجاء في بيان الخارجية الفرنسية “نتابع باهتمام الأوضاع في سبتة وتوترات الأيام الأخيرة ونأمل بتهدئة سريعة”.
توتر بين المغرب وإسبانيا
وفي الفترة الممتدة من 17 إلى 20 أيار/مايو، دخل نحو 10 آلاف شخص، معظمهم من الشباب المغربي المستعدين للمخاطرة بحياتهم على أمل مستقبل أفضل، إلى سبتة بعدما تراخت القوات المغربية قبل أسبوعين في مراقبة الحدود ردا على استقبال مدريد زعيم جبهة بوليساريو ابراهيم غالي.
وتسبب دخول زعيم “الجبهة الشعبيّة لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” (بوليساريو) الى المستشفى في شمال اسبانيا بأزمة دبلوماسية كبرى بين اسبانيا والمغرب الذي يعتبره “مجرم حرب”.
والثلاثاء أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس في بيان رسمي أنه يريد “تسوية نهائية” لقضية القاصرين المغاربة الموجودين في وضع غير قانوني في أوروبا.
واعتُبر البيان بادرة تهدئة ولقي ترحيبا في بروكسل وباريس.
وكان زعيم بوليساريو قد عاد ليل الثلاثاء الأربعاء إلى الجزائر بعدما مثل عبر الفيديو أمام محكمة إسبانية في إطار شكويين قدّمتا ضدّه في ملفّي “تعذيب” وارتكاب “إبادة”، في جلسة قرّر القاضي إثرها عدم اتخاذ أي إجراء بحقّه فيما
كان مقدمو الدعوى يطالبون بمصادرة جواز سفره وتوقيفه احتياطيا.
ومذّاك تؤكد مدريد سعيها لاستعادة “علاقات قائمة على الاحترام، وبناءة للغاية” مع المغرب، حليفها التقليدي، فيما كانت الرباط إلى حينه قد لزمت الصمت.