70 من كشافة المغرب ببرشيد يزورون نزلاء مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية

قامت جمعية كشافة المغرب فرع برشيد، بتنظيم زيارة إنسانية عائلية لنزيلات ونزلاء مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية المتواجد بمدينة برشيد المغربية، وذلك يوم الأحد 13 حزيران/ يونيو الجاري (2021).

انطلقت الزيارة الساعة الخامسة مساءً، واستمرت إلى غاية السابعة من مساء نفس اليوم، وتضمنت حصة رياضية لفائدة النزلاء، وفقرات ترفيهية تنوعت بين أغاني شعبية وأناشيد ورقصات.

 

قدم المتطوعون الذين بلغ عددهم 70 شخصًا، من بينهم 34 عضوًا بالجمعية المنظمة للزيارة، مجموعة من العصائر والفواكه الجافة والحلويات المغربية والمكسرات والشوكولاتة، علمًا أن هذه الأنواع كانت بطلب مسبق من طرف النزلاء خلال أول زيارة تفقدية لهم أجراها بعض الأعضاء في وقت سابق. كما جهز المتطوعون أيضًا جناح الرجال بجهاز تلفاز من الحجم الكبير، فيما استفادت النساء من النقش بالحناء.

تأتي هذه المبادرة التي استفاد منها 36 نزيلًا و 56 نزيلة، في إطار البرنامج السنوي لجمعية كشافة المغرب فرع برشيد، الذي تحاول من خلاله الاهتمام بالفئات الاجتماعية المهمشة وإعادة بناء علاقة تواصلية معها وتسليط الضوء على مشاكلها والعمل على حل بعض منها.

في صلة بالموضوع، قال محمد نخيلي قائد جمعية كشافة المغرب فرع برشيد، لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة، إن تنظيم هذه الزيارة الإنسانية جاء في إطار المبادرات الإنسانية الهادفة إلى مساعدة الفئات الاجتماعية المقصية، وبناء عليه تم اختيار نزلاء مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية هذه السنة ليكونوا من ضمن المستفيدين.

كما أوضح نخيلي، في السياق ذاته، أن قيام بعض أعضاء الجمعية بزيارة ميدانية تفقدية، كشف عن الوضع المزري والمؤلم الذي يعيشه النزلاء، وتدهور حالتهم الصحية بسبب عدم تواصلهم مع العالم الخارجي، إذ تحولت المستشفى في نظرهم إلى  سجن، خاصة بعد انقطاع زيارات ذويهم ووجود معظمهم بدون عائلات.

وكشف نخيلي أن مسؤولي المستشفى أكدوا حاجة هؤلاء النزلاء إلى التواصل مع أشخاص خارج المستشفى عن طريق زيارات دائمة من طرف المجتمع المدني والمشاركة في أنشطة ترفيهية معينة، ما سيساعدهم في الاستجابة للعلاجات التي يخضعون لها بصفة مستمرة داخل المستشفى، ويخفف شعورهم بالوحدة والكآبة.

حصل فريق الزيارة التفقدية كذلك من طرف أحد المسؤولين على قائمة بأسماء الحاجيات والمستلزمات التي يحتاجها النزلاء، وكان على رأسها جهاز تلفاز من الحجم الكبير.

وبيّن نخيلهم أنهم بعد أيام من الزيارة، “قمنا بالتواصل مع إحدى الممرضات وبرمجنا زيارتنا التي رافقنا فيها عدد من المحسنين، وقد كان الهدف الرئيس منها هو خلق جو عائلي مع النزلاء وبناء جسور تواصلية معهم، إلى جانب الترفيه عنهم عن طريق فرقة موسيقية شعبية ومدربة رياضة قدمت حصة رياضية لجناح النساء وأخرى لجناح الرجال، وأعطتهم بعض النصائح التي ستساعدهم في التخلص من التوتر والحزن”.

تضمنت الزيارة حفل شاي جماعي وزع فيه المتطوعون عصائر وفطائر مغربية وأشكال متنوعة من الحلويات والمكسرات، وتبادلوا أطراف الحديث مع النزلاء الذين كانوا في غاية السعادة، التي عبّر بعضهم عنها، وفق نخيلي، بالبكاء لحاجتهم الماسة لأجواء عائلية وتواصلية مع الآخرين.

ونظرًا للأثر الإيجابي الذي خلفته الزيارة والتفاعل الكبير من طرف النزلاء، أوضح نخيلي، أنه من المبرمج تكرار زيارات مشابهة خلال الأشهر القليلة المقبلة، على أن تكون هذه الزيارات طيلة السنة.

من جهتهم، عبر مسؤولو المستشفى عن ترحيبهم بفكرة الزيارة، موضحين أن هذه الالتفاتة الإنسانية ستساهم في علاج عدد كبير من المرضى الذين يعانون أمراضًا نفسية، وستحسن مزاجهم وستقلص لديهم الشعور بالغربة والرغبة في الانعزال، وقد لا يحتاجون إلى مسكنات لمدة أسبوع كامل.

وجه محمد نخيلي، في نهاية تصريحه لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية، نداء إلى المجتمع المدني داعيًا باقي الجمعيات والمحسنين، إلى ضرورة الإهتمام بنزلاء هذه المستشفيات لاختلاف طبيعتها وتخصصاتها التي يضطر معظم النزلاء بها إلى قضاء فترة طويلة فيها، قد تستمر إلى الأبد، ما يجعلهم بحاجة إلى زيارات متقاربة وأنشطة ترفيهية بين الفينة والأخرى لإشعارهم بوجودهم وقيمتهم في المجتمع.