يعيش لبنان أزمة اقتصادية لم يشهد مثلها في تاريخه، ويرافق ذلك شلل سياسي، إضافة إلى الكارثة الصحية كورونا والتي هزّت العالم بأكمله وأثرت سلباً في كل قطاعاته، لبنان أصبح يحتلّ المرتبة الثانية عالمياً بالتضخم حيث تزداد أسعار السلع والخدمات وتقلّ القدرة الشرائية فترتفع كلفة المعيشة للأشخاص مع مرور الزمن.
بلد المليون عاطل عن العمل
كذلك أصبح لبنان يلقّب ببلد المليون عاطل عن العمل، فالجامعات تخرّج عشرات آلاف الطلاب من جميع الاختصاصات سنوياً، في المقابل تزداد نسبة البطالة بشكل كبير ومفرط بعد ارتفاع سعر الصرف الذي دفع المؤسسات إلى إقفال العديد منها وصرف العديد من العمّال والموظفين.
حلقة جديدة من برنامج منبر الشباب طرحنا من خلالها المشاكل هذه وناقشنا مع ضيوفنا الكرام المرحلة التي وصلنا إليها اقتصادياً في لبنان من حيث نسب البطالة وموجات الهجرة عبر التاريخ وتطرّقنا أيضاً للوضع النفسي الذي يعيشه خرّيجو الجامعات اليوم وهم لا يرون أيّ أفق في بلدهم.
هذا وتحدّثنا في الحلقة عن صعوبة الوضع على الطلاب حتى أثناء مرحلة التعليم الجامعي، لأنهم مدركون أنه من الصعب إن لم يكن مستحيلاً إيجاد فرص عمل مناسبة لتخصصاتهم أو قادرة على تحقيق طموحاتهم وتأمين مستقبلهم.
ثمة علاقة عكسية بين معدّل البطالة ومعدّل التضخم. لكن في لبنان ووفق اقتصاديين يتجهان في المسار نفسه ما يؤدّي إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية أكثر.
ضيفنا في الحلقة الدكتور منير راشد رئيس الجمعية الاقتصادية اللبنانية وأستاذ اقتصاد الطاقة في الجامعة الأمريكية في بيروت أوضح لنا أين تكمن المشكلة الأساسية وكيف يمكن العمل على حلّ ممكن أن نلمسه خلال عام تقريباً.
البديل عن الهجرة لشباب لبنان اليوم
وفيما لو فنّدنا الحلول اللازمة لهكذا أزمات، نجد أنها متشعّبة خاصة أن المشاكل في لبنان جذرية، من بين الأمور التي يجب توفرها لتخفيف حدّة الأزمة على الشباب، ربط مناهج التعليم بمتطلبات سوق العمل وتقديم تسهيلات للطلّاب لاختيار اختصاصاتهم الجامعية الأكثر تطلباً في سوق العمل، هذا ما حدّثنا عنه الدكتور عماد مراد الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية والذي ذكر لنا أيضاً أمثلة عبر التاريخ عن موجات الهجرة والبديل اليوم للشباب في لبنان والخيارات أمام الخرّيجين.
أما رئيسة قسم علم النفس بكلية الآداب في الجامعة اللبنانية الدكتورة ديزيري قزي، فخصّصنا لها الشقّ النفسي فيما يتعلق بخرّيجي الجامعات خاصة أنهم يعلمون مسبقاً أن سوق العمل لن تستوعب أعدادهم وأن الوضع في لبنان ليس مشجّعاً.
شارك في الحلقة طلاب وطالبات من عدة جامعات في لبنان حيث استمعنا لقصصهم، الاختصاصات التي اختاروها وإذا ما كان هناك توجيه مسبق لسوق العمل.
كما سألنا عن السفر وخطط الهجرة من لبنان بعد التخرج، وكان ملحوظاً من خلال مشاركات الطالبات والطلاب الأمل والإصرار على عدم ترك الوطن، وفي المقابل عبّر البعض عن الرغبة في العمل خارج لبنان كي يتمكنوا من مساعدة من في الداخل.