يستمر التدريب 3 أسابيع
أطلقت جمعية “أنا معاق للطفل والأسرة الوطنية” المتواجدة في جماعة سيدي علال البحراوي بالمغرب (40 كلم شرق الرباط)، مستهل الأسبوع الحالي برنامجًا تكوينيًا يمتد على مدى ثلاثة أسابيع، موجهًا للأسر والأطر التي تشتغل في مجال المساعدة الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة بالمنطقة.
يعتمد هذا البرنامج توجيه ورشات تكوينية لعدد من الأسر التي يعيش بين أفرادها طفل يعاني من إعاقة معينة، كما سيستفيد عدد من الأطر بالمنطقة من حصص يتعلمون فيها عددًا من المهارات والتقنيات في مجال رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
لنتعرف أكثر على هذه المبادرة، زار مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب جواد الأطلس مقر جمعية “أنا معاق للطفل والأسرة الوطنية” والتقى رئيستها خديجة صحيب التي كشفت له في البداية أن فكرة تأسيس الجمعية جاءت بالأساس بعد وفاة ابنتها “سلوى” التي كانت في “وضعية إعاقة” وتحتاج عناية ودراية بأساليب التعامل مع مثل حالاتها.
هذه الحادثة جعلتها، كما بيّنت صحيب، تأخذ على عاتقها توجيه العائلات والأسر التي تضم بين أفرادها “شخص في وضعية إعاقة”، مشيرة إلى أن تجربتها الشخصية “بعد معاناة عشتها مع ابنتي التي لم أجد من يعينني عليها ويوجهني للتعامل مع حالتها قبل وفاتها، جعلتني اتخذ قرارًا وبالتنسيق مع أخصائيين أن أوفر للمواطنين بهذه المنطقة ما يلزمهم لرعاية حالات مماثلة”.
وأوضحت أن “الجمعية بدأت مستهل تأسيسها بالاشتغال على مشروع لتمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، وبعد ذلك فكرت في مبادرات أخرى أكثر توسعًا فكانت من بينها الدورات التكوينية التي تركز على إِشراك أطر التربية والأسر من أجل مواكبة الأشخاص المعاقين بحيث تكون دورة أساسية في التربية الخاصة موجهة للمربين الذين سيرافقون الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة سيدي علال البحراوي، وتحتوي على حالات مختلفة منها إعاقة التوحد، والثلاثي الصبغي، والإعاقة الذهنية”.
كذلك أشارت خديجة صحيب، رئيسة الجمعية المشرفة على هذه الدورات، أن المربين سيستفيدون على مدى ثلاثة أسابيع من ثلاث دورات تضم كل واحدة منها برنامجًا مكثفًا في كيفيات التعامل مع الحالات ومرافقة أخصائيين في الترويض الطبي بالنسبة للحالات التي بها إعاقة حركية.
كما لفتت إلى أن “الجمعية قررت اليوم الانخراط في هذا الورش على المستوى المحلي، لأن منطقة سيدي علال البحراوي لا تتوفر على مركز يهتم بمثل هذه الحالات، لذلك لزم التدخل ورفع المعاناة عن الأسر والعائلات التي تجد صعوبة في تربية حالة معينة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة”.
التكوين في الدمج والإدماح وأنواع الإعاقة ومجال التدخل
في سياق مرتبط، قام المسؤول بالجمعية عن التواصل مع المؤسسات العمومية والخاصة رضا الكداري بإطلاع مراسل “تطبيق خبّر” عن تفاصيل أكثر حول البرمجة الأسبوعية للدورات التكوينية التي أطلق عليها شعار “من أجلك سلوى”، نسبة إلى الابنة المتوفاة للسيدة خديجة، مبيّنًآ أن البرنامج سيركز على تسهيل تمدرس الطفل في وضعية إعاقة، كما أنه سينقسم على ثلاث محاور رئيسة.
وأضاف أن الدورة الأولى حملت موضوع التربية الخاصة للدمج والإدماج المدرسي للأطفال المعاقين، وكانت بمشاركة أطر “جمعية أنا المعاق للطفل والأسرة الوطنية”، بالإضافة لممثلي الأسر المنخرطين بالجمعية الذين استفادوا جميعًا من ورشات هذه الدورة، وتعرفوا من خلالها على مقومات التربية الدامجة، وهذا هو الدور الأساسي للجمعية.
أما فيما يتعلق بالدورة الثانية، فستعرف ورشات متعلقة بـ “التعريف بأنواع الإعاقة”، حسب ما فسر لنا الكداري، لأن معظم الأسر لا تفرق بين الثلث الصبغي، وطيف التوحد، والتأخر الذهني، والإعاقة الحسية الحركية، وكذا الإعاقة المتعلقة بالشلل الدماغي، ومن اللازم اكتساب مهارات متوافقة مع كل حالة إعاقة بعينها.
وبخصوص الدورة الثالثة ستتمحور حول موضوع “مجال تدخل الإخصائيين” لمواكبة الأطفال في وضعية إعاقة، وبناء على هذا التسلسل من أول دورة حتى آخر مرحلة سيتمكن الإطار المربي أو ممثل الأسرة المكلف بشكل مباشر مع حالة الإعاقة من التعامل باحترافية مع الطفل المعاق.
اختتم الكداري حديثه بتقدم الشكر للأطر الحاضرة والساكنة المحلية لما أبدوه من تعاون من أجل تسهيل حياة “الأطفال في وضعية إعاقة” بجماعة سيدي علال البحراوي، ولا سيما أن هذه المبادرة هي الأولى من نوعها بالمنطقة البعيدة عن مدن المركز وفي حاجة لاهتمام من طرف منظمات وجمعيات المجتمع المدني المُبادر.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج التكوينات لقي استحسانًا من كلا الجانبين، نظرًا لما يحمله من أساليب هامة في التعامل مع حالات مختلفة من ذوي الاحتياجات الخاصة.