القافلة زارت ولاية المغير برفقة أكثر من 20 طبيبًا
أطلقت الشبكة الجزائرية للشباب قافلة طبية تطوعية تجاه ولاية المغير جنوب الجزائر، ضمت أكثر من 20 طبيبًا ومختصًا لإجراء أكثر من 70 عملية جراحية والقيام بفحوصات وعمليات جراحية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية الشهيد دباخ السعيد في عديد التخصصات، منها الجراحة العامة وجراحة الأطفال وطب النساء والتوليد وجراحة المسالك البولية.
انطلقت القافلة من الجزائر العاصمة وتنوع طاقمها الطبي بين بروفيسور، وطبيب مقيم، وأطباء الإنعاش والجراحة العامة ومختصين في المسالك البولية، وجراحة النساء والتوليد، وجراحة طب الأطفال، وطبيبة نفسية تهتم بالحالات النفسية بالمستشفى خلال الأيام الخمسة التي يقوم فيها الأطباء بالعمليات الجراحية.
في تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر عبد المؤمن لعرابي ، أوضحت إكرام زاودي من الشبكة الجزائرية للشباب، أن “هذه القافلة تعتبر واحدة من بين القوافل التي انطلقت ضمن المرحلة الثانية لمساعدة المرضى والمحتاجين في مناطق الظل الذين يحتاجون إلى مساعدات في المجال الطبي بحكم نقص الأطباء المقيمين في المناطق الجنوبية للوطن”.
وأضافت زاودي إن المرحلة الثانية من القوافل الطبية شملت مدن بسكرة، وتقرت، والمغير، فيما كانت المرحلة الأولى التي كانت قد انطلقت شهر أيلول/ سبتمبر من السنة الماضية كلًا من برج بوعريريج، وبسكرة والمسيلة والجلفة والأغواط والبيض والنعامة.
جاءت فكرة القوافل الطبية عقب انتشار وباء كورونا المستجد، وتعذر الوصول إلى المستشفيات من قبل المرضى في المناطق النائية والبعيدة عن مراكز المدن تبعًا للبروتوكول الصحي المعمول به، فضلًا عن اقتصار الكثير من المستشفيات الجامعية على معالجة المرضى المصابين بكوفيد 19 فقط، وتخصيص كل الأقسام لهم، ما استدعى شباب الشبكة لإطلاق قوافل من الأطباء تعمل على عدد كبير من العمليات في مختلف التخصصات خلال أسبوع كامل لتدارك النقص الحاصل في إجراء العمليات الجراحية في مناطق الظل.
بدوره، وفي تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني، صرح الدكتور عبد المؤمن مسعودي المختص في الجراحة العامة وأحد المشاركين في هذه القافلة، أن هذه المبادرة هي الأولى من نوعها في منطقة المغير التي تم ترسيمها كولاية في كانون الأول/ ديسمبر عام 2019، وتعتبر واحدة من مناطق الظل التي تعاني من نقص الأطباء والمختصين في الكثير من المجالات الطبية، كما تحتاج لمرفقة طبية في الكثير من الاختصاصات.
يأتي اختيار هذه المناطق، حسب الدكتور مسعودي، من خلال استطلاعات للرأي في الكثير من المناطق النائية التي تعاني نقصًا في اختصاصات طبية معينة، فيذهب الأطباء المتطوعون بالتنسيق مع وزارة الصحة ومديرية الصحة في المنطقة المنتقاة، وبتنظيم من الشبكة الجزائرية للشباب الجزائري، للقيام بحملة تطوعية واسعة لتطبيب المرضى وإجراء عدد كبير من العمليات الجراحية في وقت قصير.
إجراء أكثر من 75 عملية جراحية و423 حالة فحص وعلاج
انطلقت القافلة يوم 20 حزيران. يونيو 2021، واختتمت أعمالها يوم 25 منه، وقام الأطباء على مدى خمسة أيام من إجراء أكثر من 75 عملية جراحية، و423 حالة فحص في مختلف الاختصاصات. وقد سجل الكثير من المرضى والعاملين في القطاع الصحي ارتياحهم لهذه المبادرة، خصوصًا المرضى من المناطق المجاورة للمدينة، إذ أن الكثير منهم ينتظر لأكثر من أربعة أشهر لكي يصل دوره لإجراء العملية الجراحية وسط نقص في الأطباء والجراحين، في حين يتعذر عليهم القيام بهذا العدد الهائل من العمليات الجراحية في فترة زمنية قصيرة.
تهدف القافلة إلى تسليط الضوء أكثر على واقع الصحة في المناطق البعيدة عن العاصمة، وتقليل الضغط على الفرق الطبية العاملة في مناطق الظل، الذي يستمر عادة من ثلاثة إلى ستة أشهر، أمام تزايد أعداد المرضى ممن هم بحاجة إلى علاج وعمليات مستعجلة، وتناقص أعداد الفرق الطبية المختصة.
يسعى الأطباء المتطوعون رفقة الشبكة الجزائرية للشباب إلى القيام بقوافل أخرى في مناطق عدة لمساعدة المرضى الذين هم بحاجة إلى علاج في أقرب الآجال.
حول ذلك، قال الدكتور مسعودي إنهم يأملون أن تكون هناك تسهيلات أكبر في قادم المرات من الناحية التقنية والطواقم الطبية التي تساعد الأطباء في المستشفيات المستقبلة، حتى يهتم الجراحون بالقيام بمهامهم الطبية دون الحاجة إلى معدات وأجهزة أخرى.
في ختام مهام القافلة، تم تكريم الأطباء من قبل والي الولاية بمنحهم شهادات شرفية تكريمًا لهم على عملهم الدؤوب وتطوعهم في مساعدة المرضى، وفك العزلة الصحية عن المدينة التي ما تزال تفتقر إلى الكثير في المجال الصحي.