أنشطة حركية وتربوية وترفيهية
نظمت جمعية الإبداعات للتأطير التربوي والثقافي والتنمية الاجتماعية بتارودانت خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 19 تموز / يوليو الجاري (2021) مخيماً تنشيطيًا للقرب بمركز خدمات الشباب بمدينة تارودانت بالمغرب.
استفاد 50 مشاركًا ومشاركة من مدينة تارودانت تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 17 سنة، من ورشات تربوية متنوعة موزعة على برمجة زمنية طيلة اليوم، إذ كان البرنامج اليومي يستهل بدءًا من الساعة التاسعة صباحـًا وتخصص الفترة الصباحية للأنشطة الحركية والترفيهية، في حين يتم تخصيص الفترة المسائية للأنشطة الفنية والتربوية.
يعتبر اختيار الوزارة الوصية برمجة هذه الصيغة من المخيمات راجع أساسًا إلى الظروف الصحية غير المستقرة التي يعرفها المغرب، وأيضًا حاجة الأطفال إلى المشاركة في مخيمات ترفيهية بعد أن تم إلغائها السنة الماضية لنفس الأسباب.
في هذا الخصوص، حاور مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، المكلف بالتنظيم ضمن فريق الإشراف محمد العيدي الذي قال إن الجمعية اختيرت ضمن الجمعيات المستفيدة من البرنامج الوطني التنشيطي للقرب “مخيمات 2021″ الذي تشرف عليه وزارة الثقافة والشباب والرياضة، قطاع الشباب والرياضة، والجامعة الوطنية للتخييم.
وأضاف العيدي أن المخيم ينظم في ظل تدابير احترازية ضد فيروس كوفيد-19، مبيّنًا أن الوزارة اشترطت أن تكون المخيمات الصيفية بدون مبيت وتنقل.
كما أوضح أن هذا القرار جاء تماشيًا مع الإجراءات الحكومية القاضية بتخفيف الإجراءات المقررة سلفًا لمواجهة فيروس كوفيد-19، ولا سيما السماح بتنظيم التجمعات والأنشطة في الفضاءات المغلقة لأقل من 50 شخصًا، والتجمعات والأنشطة في الفضاءات المفتوحة لأقل من 100 شخص”.
التشجيع على استثمار الوقت
وحول أهمية المخيم، قال العيدي إنه يعتبر من بين أهم الأنشطة التي تشرف عليها الجمعية، ويجسد أهم الأهداف والمهام المنوطة بها في مجال التنشيط والترفيه والتثقيف والتكوين. كما أنه عملية تربوية ترفيهية بامتياز وواحد من أهم أنشطة القرب التي تتوخى تعميم الاستفادة من العطلة مع الأطفال والشباب المغاربة باختلاف مستوياتهم الاجتماعية ومكان إقامتهم.
وبيّن العيدي أن المخيم يهدف أساسًا إلى تشجيع استثمار الوقت داخل المخيم بعيدًا عن جو الأسرة والمدرسة، مع الاستفادة من الأنشطة الجماعية ذات البعد التربوي والتكويني والفني، وتمكين الأطفال والشباب من التمتع بعطلة مفيدة وهادئة، مع المساعدة على اكتشاف شساعة المحيط واحترام البيئة.
وبخصوص فضاء مركز خدمات الشباب تارودانت، لفت العيدي إلى أنه فضاءات للمعرفة والتكوين والتفتح، إذ يعتبر المركز مؤسسة عمومية تربوية ثقافية واجتماعية وفضاء خصب لممارسة أنشطة مختلفة ومتنوعة كالمسرح، والموسيقى، والرقص، والسينما، والفنون التشكيلية والرياضة.
وأضاف أنه هو أيضًا فضاء للتكوين والتعلم، بحيث يوفر للشباب خدمات تكمل المقرر المدرسي أو المهني. كما يلقن دروسًآ في المعلوميات، وكذلك في اللغات الأجنبية، فضلًا عن دروس في الدعم في مختلف المواد الدراسية. كما يمكن الشباب من فرص الالتقاء، والعيش والتأقلم داخل المجموعة والانفتاح على الآخر وتعلم قيم التسامح.
وتابع العيدي شرحه عن فضاء مركز خدمات الشباب تارودانت، واصفًا إياه بمثابة مدرسة للتفاعل الاجتماعي والتعود على تحمل المسؤولية والممارسة الديمقراطية من خلال تنظيمها الإداري وطريقة تسييرها الموكلة إلى مجلس المركز، الذي ينتخب أعضاءه بطريقة ديمقراطية في جمعيات تعمل داخل المركز.
تشجيع الهوايات الثقافية والعلمية والفنية
ويعمل المركز على تقديم مهام وأهداف تظل رهن إشارة الأطفال والشباب أهمها إعلام الشباب، بحيث يقوم أطر المركز بتزويد الشباب بكل المعلومات الممكنة، المتعلقة بحياتهم اليومية والمستقبلية. كما قد يتمّ تنفيذ هذه المهمّة على مرحلتين، الأولى تتمثل في جمع المعلومات الخاصة بالشباب في جميع الميادين بغضّ النظر عن الجهة التي تتوفر عليها ومعالجتها.
أما المرحلة الثانية فهي توصيل المعلومات إلى الراغبين فيها، ثم توجيه الشباب بحيث يتم استقبال الشباب والإصغاء إليهم قصد العمل على وقايتهم من الوقوع في أحضان الآفات الاجتماعية ومساعدتهم على تجسيد مبادراتهم في جميع الميادين.
كما تعمل على تنشيط الشباب، إذ تشرف على التنشيط الذي يهدف إلى تنظيم واستثمار الوقت الحر للشباب، من خلال نشر وتعميم ممارسة الهوايات الثقافية والفنية والعلمية في أوساط الشباب وتشجيعهم وتحفيزهم بمختلف الأشكال والطرق الممكنة.
بما أنّ هدف التنشيط الثقافي والاجتماعي، يتحقق عبر محاربة الفراغ وحسن استثمار الوقت الحر لدى الشباب، وتعميم المعارف العلمية والثقافية والفنية في أوساطهم، فإنه يتم نشر وتعميم الهوايات الفكرية والمهارات اليدوية على أوسع نطاق ممكن.
وأنهى السيد العيدي حديثه إلى مراسل “تطبيق خبّر” بالقول إن مخيم القرب التنشيطي يشمل جميع ما سبق ذكره في برمجة متنوعة ودامجة للقضايا الراهنة مع الحرص على الترفيه كأحد الأعمدة الأساس في برنامج المخيم.