البلدة نجم فلكي مرتبط بحياة الحضارمة
في متحف المكلا باليمن، اختتم أمس الخميس 29 تموز/ يوليو الجاري (2021)، موسم
البلدة السياحي الذي استمر 5 أيام واحتضن عددًا من المعارض والفعاليات التراثية والفنية.
وخلال الموسم، تحوّل متحف المكلا بقصر السلطان القعيطي في محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن إلى قبلة ومقصد لأبناء المدينة وزوارها من داخل المحافظة وخارجها الذين أتوا للاستمتاع بفعاليات موسم البلدة السياحي التي تشهدها مناطق عديدة من المكلا وليس متحفها فقط.
حول الفعاليات المقامة، أوضح رياض باكرموم المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف بساحل حضرموت، الجهة المنظمة للفعاليات، لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في اليمن عمر يعقوب، أن هذه الفعاليات أتت ضمن احتفالات متحف المكلا بموسم البلدة السياحي.
والبلدة هو نجم فلكي مرتبط بالأشهر الميلادية، ويعد من نجوم فصل الخريف بساحل حضرموت، ويبدأ حسب التقويم الميلادي في منتصف شهر تموز/ يوليو، وتتأثر به سواحل محافظتي حضرموت والمهرة، وتكون باردة جدا، لا سيما في الأجزاء المطلة على مدينة المكلا.
البلدة نجم فلكي مرتبط بحياة الحضارمة
وأضاف باكرموم أن الفعاليات دشنت يوم السبت 24 تموز/ يوليو الجاري، وشهدت استضافة وإقامة عدة معارض وأنشطة، من أهمها استضافة متحف سرار بمنطقة المشقاص شرق حضرموت وعرض مقتنياته أمام الجمهور في صالات المتحف المكلا.
وقال باكرموم، “تضمنت الفعاليات إقامة اليوم المفتوح بحصن الغويزي بالتنسيق مع مرسم ملتقى الفن، وإتاحة الفرصة لأكثر من 20 رسامًا ورسامة من مختلف مناطق محافظة حضرموت واليمن للرسم في الهواء الطلق في حديقة الحصن التاريخي، ومن ثم عرض اللوحات، ولوحات أخرى تتعلق بالبحر في معرض على جدران المتحف، فضلًا عن إقامة معرض مصور للتراث البحري لمنطقة ساحل حضرموت”.
معروضات في متحف المكلا
إقبال جماهيري فاق التوقعات
كما بيّن باكرموم أن المتحف استضاف كذلك معرضًا موازيًا لهيئة المعماريين اليمنيين حول العالم، وعرض نماذج من المجسمات للمباني التاريخية والقديمة من حضرموت، وإقامة سينما عرض لمشاريع ترميم لمباني طينية تاريخية قديمة.
أبدى باكركوم سعادته بالإقبال الجماهيري الكبير الذي حظيت به الفعاليات، مؤكدًا لمراسل
“تطبيق خبّر” أنه فاق كل التوقعات، إذ توافد مئات من مختلف الأعمار والأجناس إلى المتحف الذي فتح أبوابه للزوار على فترتين، صباحية ومسائية، للاطلاع ومشاهدة المعارض المؤقتة وما تحتويه صالات المتحف السبع الأساسية التي تمت إضافة رسومات ومخطاطات توضيحية جديدة إليها.
من المعروضات في المتحف
وتابع في سياق حديثه “أن هيئة المتاحف بساحل حضرموت نفذت العديد من البرامج والمشاريع، أهمها ترميم حصن الغويزي التاريخي، وترميم متحف المكلا والمدرسة الوسطى التاريخية بغيل باوزير، وتأهيل صالات المتحف، وكذلك تنفيذ مسح أثري في مديريات غرب حضرموت، فضلًا عن تنقيب أثري في منطقة المشهد بدوعن، وغيرها المشاريع في مجال الآثار بمحافظة حضرموت”.
وعن الخطط المستقبلية للهيئة العامة للآثار والمتاحف، كشف باكرموم عن وجود توجهات نحو تطوير متحف المكلا واستكمال ترميم القصر السلطاني بالمدينة، واستكمال مسح موقع ظلومة الأثري بمديرية بروم ميفع، وكذلك حماية المواقع الأثرية في المديريات.
رسامات ورسامون من اليمن في حديقة حصن الغويزي التاريخي
محمد أحمد شامي، من أبناء مدينة تريم بوادي حضرموت، زار المتحف، وأكد لمراسل
“تطبيق خبِّر” خلال تواجده أن سعادته وهو يشاهد هذا الكم من القطع الأثرية التي توثّق الحقب التاريخية لمحافظة حضرموت كانت كبيرة جدا.
وقال شامي إن مشاعره امتلأت بالفخر والاعتزاز بحضارة بلاده وهويته والعبق التاريخي الذي احتضنه هذا القصر التاريخي الذي يروي عظمة ما جسده السابقون خلال الماضي السحيق.
من جانبه، عبّر محمد سالم فرج، من أبناء منطقة الريدة شرقي المكلا، عن سعادته لرؤية الآثار القديمة لمنطقة المشقاص في متحف سرار الذي تم نقله ليكون ضمن هذا المعرض.
إقبال جماهيري فاق التوقعات
وأكد فرج أن هذا العرض لعاداتهم وتقاليدهم أمام الزوار من أبناء حضرموت وخارجها، يمثل مصدر فخر واعتزاز له، كما أنه يكشف الكثير من الأسرار والغموض في الروايات التي تُسرد في الحكايا عن الآثار المشقاصية.
وعلى غرار الفعاليات التي شهدها متحف المكلا، تشهد المكلا خلال موسم البلدة السياحي، فعاليات فنية وكرنفالية، وتكتظ المدينة بالزائرين للاستمتاع بمياه بحرها الباردة والاستفادة من فوائده الصحية.
جدير بالذكر أن نجم البلدة ليس مجرد موسم تنخفض فيه درجات حرارة البحر فحسب، بل هو يرتبط بحياة الناس في حضرموت ومواسم زراعتهم وتجارتهم منذ القدم. ويعد نجم البلدة جزءًا من التقويم النجمي، وهو أحد 28 نجمًا أو منزلة، التي تغرب وقت الفجر، ومع غروبها تحدث تغيرات مناخية مهمة.