معاناة مرضى السرطان في لبنان تزداد بسبب الواقع الاقتصادي المتردي
- تضرر قطاع الاستشفاء والأدوية المستوردة بمعظمها من الخارج
- أدى شحّ الأدوية إلى ارتفاع ثمنها بشكل كبير جراء انهيار سعر صرف الليرة في مقابل الدولار
- تفاقم معاناة المرضى الذين باتوا بغالبيتهم عاجزين عن توفير علاجاتهم أو تحمّل كلفة شرائها
- وقفة احتجاجية في بيروت شارك فيها عشرات المرضى للمطالبة بتأمين أدوية السرطان
على وقع الأزمة الاقتصادية المتمادية التي يشهدها لبنان منذ نحو عامين، لم يبق قطاعٌ بمنأى عن تداعيات الانهيار وبينها قطاع الاستشفاء والأدوية المستوردة بمعظمها من الخارج، من دون استثناء حتى أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة ومن ضمنها السرطان.
ريتا، مريضة مصابة بالسرطان دعت وهي في وقفة احتجاجية لفعل شيء من أجل مرضى السرطان، لأنهم أكثر المرضى عذاباً في هذا الكون، يذهبون العلاج، والعلاج كالنار التي تدخل الجسم. لا تستطيعين التحرك، وفوق كل ذلك علينا الذهاب لإحضار الدواء.
وأدى شحّ الأدوية الى ارتفاع ثمنها بشكل كبير جراء انهيار سعر صرف الليرة في مقابل الدولار، وتفاقمت معاناة المرضى الذين باتوا بغالبيتهم عاجزين عن توفير علاجاتهم أو تحمّل كلفة شرائها.
ريتا، مريضة مصابة بالسرطان، تحدثت عن حالتها الصعبة، واضطرارها للدين لدفع مصاريف الدواء” حتى يجب أن أدفع ثمن الدواء، أنا استدين كي أدفع… ما زال فيّ روح…”
وترفع مبادرات وجمعيات عدّة الصوت، بينها جمعية بربارة نصار التي تعنى بدعم مرضى السرطان، وقد نظمّت وقفة احتجاجية في بيروت شارك فيها عشرات المرضى للمطالبة بتأمين أدوية السرطان.
هاني نصار، رئيس جمعية بربارة نصار، قال: “تأخير الدواء للمريض يؤدي الى تراجع صحته، كل العلاج يذهب سدى ونعود الى نقطة الصفر، لا بل تتدهور صحته أكثر، ننتقل من مرحلة اولى كان المريض فيها سعيداً لاكتشاف مرضه مبكراً وفي استطاعته الشفاء، للوصول الى مرحلة رابعة تؤدي الى وفاته. لم نعد نتحدث هنا عن الشفاء بل عن تأجيل الوفاة.”
بهاء قسطنطين، مريضة مصابة بالسرطان: مثلما قلت سابقاً، أنا أحارب السرطان لكني لا أستطيع الكفاح لشراء الدواء أيضاً، أتمنى أن يساعدونا وأن يقفوا الى جانبنا … من حقي أن أعيش.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية توفّر الأدوية لمن ليس لديهم ضمان صحي بشكل شبه مجاني ويستفيد منها كثر، لكنها لم تعد قادرة على ذلك بانتظام.
باتريسيا ناصيف، مريضة مصابة بالسرطان: هذا ذل، نحن في سنة 2021، مرضى السرطان خط أحمر، هناك الكثير من الألم. الشخص يكون متبعاً في الأساس، ويقولون له ليس هناك دواء، هذا غير مقبول، أنا أتحدث عن نفسي وعن سواي، ثمة وجع كبير، وخلال أسبوعين رأيت الكثير من الناس الذين يطلبون الدواء. ثمة احتمال أن يذهب كل ما أنجزناه سدى وأن يعاودنا السرطان وهذا ما لا نريده، خصوصاً أننا في أعمار صغيرة ونريد أن نعيش المستقبل.
وبحسب تقرير نشره “المرصد العالمي للسرطان” المنبثق عن منظمة الصحة العالمية في آذار/مارس 2021، سجل لبنان نحو 29 ألف إصابة بمرض السرطان خلال السنوات الخمس الأخيرة، بينها أكثر من أحدَ عشرَ ألفَ حالة عام 2020. إلا أن أطباء يوضحون أن عدد من يتلقون العلاج يتجاوز هذا الرقم باعتبار أن مدة علاج بعض المرضى قد تمتد لسنوات.