معرض للتراث نظمه مجلس عموديات ميري
على هامش الاحتفال بالذكرى السنوية للثائر السوداني الفكي علي الميرواي، أقيم معرض وفعاليات فنية وتراثية للتعريف بتراث قبائل النوبة بصفة خاصة، والسودان بشكل عام.
وكانت قاعة الصداقة بالعاصمة السودانية الخرطوم قد شهدت حفل إحياء الذكرى السنوية لإبن جبال النوبة الفكي علي الميرواي برعاية الفريق ركن ياسر العطا عضو مجلس السيادة الانتقالي وإشراف والي ولاية جنوب كردفان الدكتور حامد البشير إبراهيم.
أتت الفعاليات التراثية والفنية والمعرض، وسط حضور كبير من أبناء قبائل النوبة وعموديات ولاية جنوب كردفان للمشاركة في الاحتفالية التكريمية.
فالشخصية المكرمة الفكي علي الميراوي هو من قبيلة الميري بجبال النوبة، كان قد ولد في عام 1866، ويعتبر أحد الشخصيات البارزة في الحركة الوطنية السودانية خلال الربع الأول من القرن العشرين، حين قاد ثورة ضد الاستعمار الإنجليزي في الفترة ما بين 1914 – 1927.
في إطار معلومات أكثر عن الفعاليات والمعرض وأهمية ذلك لأهالي النوبة، التقى مراسل “تطبيق خبّر” الميداني وليد مختار حامد، مدير المعرض كامل سبت محمد الذي أوضح أن تدشين المعرض خلال الذكرى السنوي للميراوي جاء لعكس تراث قبائل جبال النوبة خصوصًا، والسودان عمومًا.
وأضاف كامل أن المعرض يحتوي على عدة أقسام من بينها قسم الكتب والقسم الإلكتروني، فضلًا عن المقتنيات والأعمال اليدوية التراثية الخاصة بأهل النوبة، كما هناك فرق فنية تراثية تصاحب المعرض.
الثقافة في جبال النوبة تعني السلام والوحدة
وبيّن كامل عن رسالة مهمة يؤديها المعرض، إذ قال، “نحن من خلال المعرض نريد أن نرسل رسائل إلى أهلنا في جميع أنحاء السودان والعالم أنه لا مفر من السلام، ونحن في جبال النوبة عندما نتحدث عن الثقافة نتحدث عن السلام، لأن ثقافتنا تعني السلام والوحدة”.
وأشار مدير المعرض إلى أن “جبال النوبة منطقة غنية بالثقافة، وهذا المعرض جزء بسيط من ثقافتنا وعاداتنا، ونحن سعداء جدًا عندما نمارس هذه الطقوس وفنون الموروث ونعمل علي تقديم شيء أصيل من ثقافة السودان وتاريخه”.
وفي ختام حديثه، أعرب كامل عن أمنياته كمواطن سوداني من جبال النوبة، قائلًا، “نتمنى عبر الثقافة والتراث أن يعم السلام جبال النوبة والسودان أجمع”.
حرم ابراهيم، سودانية مهتمة بالتراث، ومن بين المشاركات في المعرض، قالت لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني، “نحن اليوم نشارك في هذا المعرض بتراث ولاية جنوب كردفان، ولدينا جناح خاص بالمنتجات الغابية والزراعية والقرعيات التي يتم استخدامها بكثرة في الولاية”.
وأضافت، “في هذا المعرض نقوم بعكس ثقافتنا وتراثنا بطريقة بسيطة لكي تصل إلى كل العالم. كما يوجد لدينا جناح نسوي خاص بالعطور البلدية كالمحلب وغيره، وكذلك جناح الزي والزينة الذي يحتوي علي الملابس والخرز والسكسك وغيرها من الأشياء الأخرى التي ترتبط بالزي التراثي”.
ولفتت حرم ابراهيم إلى وجود “مفراكة مرصعة بالخرز، ونقوم بالاهتمام بها لأنها عملت على تربية أجيال بالنسبة لنا، لذلك نقوم بتزينها وتجميلها”.
كذلك أشارت حرم ابراهيم إلى احتواء المعرض على الوجبات الخاصة بمناطق جبال النوبة، ومن بينها السمسم والبليلة وغيرهامن الوجبات، “التي يتم أكله بالمحارة لأنها من ضمن عاداتنا وتراثنا، إذ نقوم باستخدام الأشياء الخام الموجودة في الجبال لممارسة حياتنا اليومية”، مؤكدة، “نحن في هذا المعرض نعمل على دعم التعايش السلمي عبر الثقافة والتراث لأن ولاية جنوب كردفان تعتبر سودانًا مصغرًا”.
التراث السوداني أساس السلام
مما يميّز المرأة في جبال النوبة أنها تقوم بمهام الزراع والرعي وجلب الماء من الجبال، وهذا ما تم عكسه من خلال المعرض.
نازك الرحيمة، وهي إحدى الزائرات للمعرض، أكدت على “الدور الكبير للتراث في السودان، وهو أساس السلام، ولا بد من التعرف على التراث، لذلك أنا سعيدة جدًا اليوم أني سجلت زيارة لمعرض تراث مناطق جبال النوبة”.
واعتبرت نازك أن، “المعرض جميل جدًا، تعرفت فيه على أشياء جديدة لم أعرفها من قبل، وتعرفت على تراث جبال النوبة وهو تراث قوي وله تأثير كبير على السلام، والمرآة التي لها دورًا كبيرًا في مجتمع جبال النوبة. كنت أتمنى أن يصطحب الأهالي أطفالهم خلال زيارة المعرض ليتعرفوا على التراث بشكل عام، لأنهم بعيدون عن الثقافة والتراث ولا بد من اصطحابهم في مثل هذه الفعاليات”.
من جانبه، عبر عيسى إسماعيل، وهو أحد زوار المعرض عن سعادته بالحضور، قائلًا لمراسل “تطبيق خبّر”، “أنا سعيد جدًا بحضوري لهذا المعرض حيث يتم التعريف بتراث جبال النوبة والسودان عمومًا. هذا المعرض أضاف لي الكثير عن ثقافة المنطقة وعاداتها وتقاليدها، فمعرفتي بجبال النوبة لم تكن على هذا القدر الكافي الذي وجدته بالمعرض. فعلًا يتطلب هذا العمل جهدًآ لعكسه لكل دول العالم”.
جدير بالذكر أن قبائل جبال النوبة بقيت محافظة على تراثها بالرغم من وجودها بالمدن، وقد عبّر المعرض عن جزء كبير من الثقافة الأوسع للسودان. وعلى الرغم من النسيج الاجتماعي الذي يربط السودانيين ببعضهم البعض، فإن لكل إقليم عاداته وتقاليده التي تميزه عن غيره من المناطق الأخرى.