أزمة البنزين في لبنان.. تؤرق اللبنانيين
- الطبيب رفض الوقوف في “طوابير الذل” وقرر ركوب الدراجة الهوائية
- الطبيب: صورتي مع الطفل أخذت ضجة كبيرة لأنها تعبر عن وجع كل لبناني
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بصور طبيب نسائي يرتدي ملابس رياضية مخصصة للدراجات الهوائية ويحمل طفلا حديث الولادة.
طبيب نسائي يرتدي ملابس مخصصة للدرجات الهوائية ويحمل طفل حديث الولادة، قصة من قصص المعاناة التي يعيشها لبنان. قبل موعد عملية الولادة، وجد الدكتور زكي سليمان أن سيارته فارغة من البنزين، فاختار أن يذهب إلى المستشفى بالدراجة الهوائية.
قال الدكتور زكي سليمان متخصص بالجراحة النسائية والتوليد في لقاء خاص مع أخبار الآن :
ما جرى هو أنه كان لدي موعد ولادة في المستشفى وسيارتي خالية من البنزين ورفضت أن أقف بطوابير المحطات أو أن أستخدم الوساطة
أو حتى الأفضلية لدي كطبيب لتعبئة البنزين.. فاستقليت دراجتي الهوائية وقصدت المستشفى لاجراء عملية الولادة..
وعقب الانتهاء من العملية، قرر الطبيب أن يترك ذكرى للطفل المولود حديثا على فيسبوك، فأخذ صورة معه بملابس الرياضة من داخل المستشفى ونشرها.
وقال الدكتور زكي سليمان
ما كتبته على صفحتي الخاصة على فيسبوك بمثابة تذكار للطفل الذي ولد حديثا، كي يرى عندما يكبر البوست الذي يبرز أنه ولد في فترة لم يكن فيها البنزين والدواء والكهرباء وغيرها مؤمنين..
وأضاف: “ان شاء الله عندما يكبر هذا الطفل يكون لبنان قد أصبح بحال أفضل بكثير من الوقت الراهن.. ما دونته كان رسالة إلى جميع اللبنانيين بضرورة أن نصل إلى مكان لا نعود فيه كزبائن، إنما نصبح مواطنين لنا حقوقنا التي يجب أن نحصل عليها ليس لأنه لدينا واسطة أو تابعين لأي زعيم”.
لم أكن أعتقد أن الصورة ستنتشر الى هذه الدرجة.. أعتقد انها أخذت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي لأنها انسانية من جهة، وتعبر عن وجع كل لبناني يريد أن يفعل مثلما فعلت أنا.. أي لا يريد أن يقف بالطوابير مذلولا، من جهة أخرى”
على الرغم من أن كثيرا من الأطباء غادروا البلاد، إلا أن الدكتور زكي تمسك بخدمة بلده في ظل هذه الظروف الصعبة.
قال: أنا وعائلتي تركناالبلاد لكننا نأتي كل ثلاثة أسابيع حتى أقدم خدمة لبلدي..أما هل لدي أمل بالتغيير؟ فهذا سؤال صعب لأن ما يحصل هنا وبشكل يومي وضمنا انفجار المرفأ، لم يحصل في أي بلد بالعالم ولا يمكن أن يأتي على عقل أي مخرج سينمائي حتى، أعتقد أن التغيير ليس مستحيلا، انما صعب للغاية..
ظروف صعبة عاشها لبنان في ذلك الوقت، ولكن بفضل جهود الحكومة والطبقة السياسية في البلد وصلنا إلى بر الأمان.. هل نسمع هذه الكلمات من الطفل عندما يكبر؟