قصر الحوطة يحتفي بشبام التاريخية
اختتم يوم الثلاثاء في 28 أيلول/ سبتمبر الجاري (2021) المعرض السياحي والتراثي الذي احتضنه فندق قصر الحوطة الكائن في مدينة شبام التاريخية بوادي حضرموت جنوبي شرق اليمن. وكان المعرض قد انطلق يوم الاثنين بمناسبة اليوم العالمي للسياحة، وشارك فيه عدد من اليمنيين واليمنيات.
من بين المشاركات، أم عبدالله التي عبّرت لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في اليمن عمر يعقوب عن بالغ سعادتها لمشاركتها في المعرض. وأضافت أم عبدالله أنها حرصت على المشاركة في هذا المعرض لتسويق منتوجاتها من الحرف اليدوية، ولإظهار مدى نمو وازدهار هذا المجال باعتباره أحد مصادر الجذب السياحي لمحافظة حضرموت، والذي اشتهرت وتميزت به على مرِّ العصور.
كما أشارت أم عبدالله إلى أن هذه الحِرَف ليست محط اهتمام الجيل السابق فقط، بل باتت تستقطب اهتمام كثير من الشابات، وصار يعتريهن فضول لمعرفة المزيد عنه، ما يبرهن على افتتان الجيل الحالي والمقبل بهذا المهنة.
من جانبه، أوضح محمد عمر الجابري، رئيس مؤسسة قادة التنمية، المنظمة للمعرض، في تصريح لمراسل “تطبيق خبَّر” إن المعرض نظمته المؤسسة بالتعاون مع مكتب السياحة بمديرية شبام، بهدف تنشيط الجانب السياحي وإبراز ما تكتنزه مدينة شبام التاريخية، التي تحتضن أول ناطحات سحاب في العالم بُنيت من الطين، ومحافظة حضرموت من عوامل جذب سياحي فريدة، جعل منها إحدى أهم الوجهات المفضلة للسيّاح حول العالم سابقًا، قبل أن تتأثر كغيرها من المناطق بما تمر به البلاد من ظروف سياسية واقتصادية صعبة.
ولفت الجابري إلى أن المعرض السياحي والتراثي، حوى على خيمة تراثية، تضمنت عرض أبرز العادات والتقاليد التراثية المتوارثة في المدنية، في مجالات الفن والطبخ، والألعاب الشعبية وغيرها، بالإضافة عدد من الأركان والمتاجر للأسر المنتجة، ومعرض للفنون البصرية.
ونوّه الجابري بأن المعرض السياحي والتراثي، ليس سوى فعالية واحدة من سلسلة الفعاليات التي أقامتها المؤسسة بمناسبة اليوم العالمي للسياحة تحت شعار “من أجل التنمية ونحو النمو الشامل”، وكان منها إقامة محاضرة وحلقة نقاشية عن السياحة بمشاركة نخبة من المختصين والمهتمين بمجال السياحة، فضلًا عن مباراة لكرة القدم بين ناديي “شبام” و”الاتفاق” على كأس اليوم العالمي للسياحة، ومهرجان فني بمشاركة ألمع نجوم حضرموت.
كذلك أكد الجابري أن المنظمون حرصوا في هذه المعرض على الجانب الصحي، من خلال تخصيص ركن خاص للتوعية بسرطان الثدي، الذي ركز نشاطه على رفع مستوى الوعي للحد من انتشار هذا المرض، عن طريق التعريف بأعراضه وطرق العلاج، بين أوساط النساء والفتيات الزائرات، وكذا التعريف بالأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به، وكيفية تجنبها وكذلك التعريف بطرق الفحص الذاتي.
كما قدم الجابري شكره لكل ساهم في إنجاح هذه الفعاليات من شخصيات اجتماعية، ومسؤولين، ومشاركين، وفنانين، وإعلاميين، ومتطوعين، متمنيًا أن تكون هذا الفعاليات لبنة أولى لفعاليات أكبر مستقبلًا.
سعادة الشباب بمعرفة تاريخهم وتراثهم
بدوره عبّر الإعلامي محمد مصطفى بامخرمة، الذي كان أحد زوار المعرض، عن ارتياحه بما حواه المعرض، وقال لمراسل “تطبيق خبِّر” إن، “هذه الفعالية بادرة طيبة من شباب قادة التنمية في جانب مهم، هو الجانب السياحي، الذي كان يعد واحدًا من أهم موارد البلد، ومصدرًا رئيسًا لسكان شبام تحديداً”.
وأضاف بامخرمة إن، “ما قام به الشباب في هذا المهرجان والمعرض شيء طيب ورائع وجهد يشكرون عليه”، مؤكدًا سعادته لإحياء العديد من العادات التراثية والألعاب الشعبية التي باتت عرضة للاندثار والاختفاء بفعل التطور التكنولوجي.
وتمنى بامخرمة أن تتواصل إقامة مثل هذه المعارض والمهرجانات بشكل دوري، فصلي أو سنوي، على أقل تقدير، ونقل هذه المعارض إلى بقية المدن حتى تحظى بمتابعة وتفاعل أكبر، كتريم، وسيئون، والقطن، وخاصة أنها مديريات كبيرة وتاريخية، وتمتلك إرثًا كبيرًا حتى تعود لوادي وصحراء حضرموت مكانته السياحية التي عرف بها طوال السنوات الماضية.
أما الرسام والنحّات والفنان التشكيلي يعقوب هبشان، الذي كان أحد المشاركين في الخيمة التراثية، فأوضح لمراسل “تطبيق خبِّر” أن مشاركته تمثلت في عرض مجموعة من المنحوتات ومجسمات لمعالم أثرية قام بصنعها بيده، فضلًا عن الرسم بالرمل على الزجاج لبعض المعالم السياحية، والفنانين القدامى.
وأكد هبشان أنه شعر بالارتياح والسعادة، للاهتمام الذي أبداه زوار المعرض وتحديدًا فئة الطلاب للتعرض العادات والتقاليد القديمة، والمعالم السياحية التي تزخر بها بلادهم، مشيرًا إلى أنه يشعر بالفخر بهذه المشاركة ويعتبرها واحدة من أفضل مشاركاته لارتباطها بتاريخ وتراث محافظته.
حظي المعرض أيضًا باهتمامٍ كبيرٍ من قبل القطاع التربوي والتعليمي في المدينة، إذ نظمت مدارس المدينة زيارات لطلابها، لتعريفهم على ما يحتويه المعرض من زوايا وأركان، وما يعرضه من تراث وتاريخ سطّره أجدادهم.
الطالب مجدي عمر سالم، عبر لمراسل “تطبيق خبِّر” عن سعادته وهو يرى تجسيدًا واقعًا للعادات التي تميّزت بها شبام في السنوات الغابرة، لافتًا إلى أن العديد من تلك العادات لم تعد تُمارس من قبل الأهالي، كما أنه وأبناء جيله لم يشاهدوها واقعًا سوى في هذا المعرض، بعد أن اقتصرت معرفتهم بها على ما يتم تداوله عنها في أحاديث السابقين.