لليوم الثاني في الخرطوم احتجاجات للمطالبة بتولى العسكريين السلطة وحدهم في البلاد

  • يطالب المعتصمون بحل حكومة حمدوك
  • توافد المتظاهرون تجاه القصر الجمهوري، مقر السلطة الانتقالية، هاتفين “جيش واحد شعب واحد”

ما زال مئات السودانيين معتصمين الأحد لليوم الثاني في الخرطوم للمطالبة بتولى العسكريين السلطة وحدهم في البلاد، ما يزيد تعقيد الأزمة السياسية التي وصفها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بـأنها “الأسوأ والأخطر” منذ سقوط عمر البشير.
قال علي عسكوري المتحدث باسم المحتجين والمنشقين عن تحالف الحرية والتغيير الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير لفرانس برس “الاعتصام مستمر ولن يتم رفعه الا بحل الحكومة، ونقصد بذلك إقالة الوزراء دون رئيس الوزراء”.
وأضاف “طلبنا من مجلس السيادة بخطاب رسمي وقف التعامل معهم”.
توافد المتظاهرون السبت تجاه القصر الجمهوري، مقر السلطة الانتقالية، هاتفين “جيش واحد شعب واحد” ومطالبين بـ”حكومة عسكرية” لاخراج السودان، أحد أفقر بلدان العالم، من أزمته السياسية والاقتصادية.

المظاهرات تلبية لنداء فصيل منشق عن تجمع الحرية والتغيير

خرج المتظاهرون تلبية لنداء فصيل منشق عن تجمع الحرية والتغيير يحاول مع العسكريين أن يقود السودان الى أول انتخابات حرة بعد ثلاثين عاما من الدكتاتورية.
وقال جعفر حسن المتحدث باسم الحرية والتغيير (المجموعة التي تدعو لنقل السلطة بالكامل الى المدنيين) لفرانس برس إن “ما يحدث هو جزء من سيناريو الانقلاب وقطع الطريق على التحول الديموقراطي وهي محاولة لصناعة اعتصام ويشارك في ذلك أنصار النظام السابق”.
يثير الاعلان عن مواصلة الاعتصام مخاوف من حصول توتر اذ دعا تجمع الحرية والتغيير الى “تظاهرة مليونية” في الخرطوم الخميس للمطالبة بتولي المدنيين السلطة كاملة.
يطالب المعتصمون بحل حكومة حمدوك. وقال عبد المنعم حسين ابراهيم (61 عاما) وهو يقف أمام إحدى خيام الاعتصام “مطلبنا الوحيد حل هذه الحكومة”.
وأكد يوسف بريمه حسن (62 عاما) أن مطلب المعتصمين هو “أن تذهب هذه الحكومة التي لم تستطع تلبية مطالب الشعب في الحياة او الصحة”.
يعاني السودان، أحد أفقر بلاد العالم، من تضخم بلغ أكثر من 400%. واتخذت الحكومة اجراءات تقشفية في إطار برنامج للاصلاح الاقتصادي والمالي وضعته بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.
في المقابل يسعى انصار تولي المدنيين السلطة الى إظهار ثقلهم في الشارع السوداني.
وقال حسن إن الهدف من “هذه التظاهرة المليونية هو أن يرى العالم موقف الشعب السوداني”.

الاحتجاجات تأتي بعد إحباط محاولة انقلابية في السودان

تأتي هذه التطورات بعد قرابة شهر من الإعلان عن إحباط محاولة انقلابية في السودان وفيما يستمر إغلاق ميناء بورتسوان الرئيسي الواقع على البحر الأحمر.
وأقر حمدوك مساء الجمعة في خطاب الى الأمة بوجود “انقسامات عميقة وسط المدنيين وبين المدنيين والعسكريين” مؤكدا أن “الصراع ليس بين المدنيين والعسكريين بل هو بين معسكر الانتقال المدني الديموقراطي ومعسكر الانقلاب على الثورة”.
واعتبر أن السودان يمر “بأسوأ وأخطر أزمة” تواجهه منذ اسقاط البشير، مشددا على أنها “تهدد بلادنا كلها وتنذر بشرر مستطير”.
ويفترض أن تقوم السلطة الانتقالية المكونة من مدنيين وعسكريين بادارة البلاد الى حين تنظيم انتخابات عامة في العام 2023.
ويؤكد خصوم المتظاهرين أن تحركهم نظم بايعاز من أعضاء في قيادة الجيش وقوات الأمن وان أنصار النظام السابق كانوا بين المتظاهرين.