أعلن داعش مسؤوليته عن عدة هجمات بارزة في العراق في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك هجمات نادرة على قوات البشمركة الكردية.
واحتفل تنظيم داعش بهذه “الزيادة” في 9 كانون الأول / ديسمبر – في يوم الذكرى الرابعة لإعلان الحكومة العراقية انتصارها على التنظيم.
واستهدفت الهجمات الأخيرة الأكثر دموية قوات البشمركة في المناطق المتنازع عليها بين السلطات الكردية والعراقية.
دفعت الهجمات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى زيارة منطقة مخمور المتنازع عليها في 8 كانون الأول / ديسمبر لطمأنة السكان المحليين وإجراء محادثات مع السلطات الكردية بشأن التعاون الأمني.
وقع أحد الهجمات الرئيسية في 2 ديسمبر في قرية خضر جيجا في منطقة مخمور المتنازع عليها بين محافظتي نينوى وأربيل، مما أسفر عن مقتل 10 من مقاتلي البشمركة وتم إدانته على نطاق واسع محليًا ودوليًا.
أسفر هجوم سابق في 27 نوفمبر في محافظة ديالى عن مقتل خمسة من مقاتلي البشمركة.
ودفعت الأنشطة الإضافية في المنطقة إلى إخلاء قرية لهيبان بالقرب من مخمور ، وتقارير محلية عن استيلاء تنظيم داعش المؤقت على القرية ، وهو ما نفته المجموعة نفسها.
حتى الآن هذا العام، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن خمس هجمات على البشمركة، مما أسفر عن مقتل 33 مقاتلاً حسبما زُعم. ووقعت أربعة منها في الفترة ما بين 27 نوفمبر / تشرين الثاني و 5 ديسمبر / كانون الأول.
في المقابل، أعلن تنظيم اداعش مسؤوليته عن أربع هجمات وسبع عمليات قتل لمقاتلي البشمركة في عام 2020 بأكمله.
فيما يتعلق بهجمات تنظيم داعش المتواصلة في العراق كنا في وقت سابق تحدثنا حول هذا الموضوع مع أحمد سلطان الباحث في شؤون الجماعات الجهادية الذي قال لنا إن العراق يمثل ساحة العمليات المركزية بالنسبة لتنظيم داعش الإرهابي وإن التنظيم وفق إحصائيات العمليات التي ينشرها يركز بشكل أساسي على العراق ربما خلال الأشهرة القليلة الماضية حدث طفرة في العمليات في أفغانستان لتتجاوز العراق لكن كان الفارق ضئيل جداً ومازال الجهد العسكري الأساسي وخلايا التنظيم متركزة في العراق .
داعش في العراق
ومنذ منتصف العام الجاري، حذر مراقبون من عودة داعش تدريجيا لمعاقله القديمة في العراق، خاصة بعد رصد محاولات مسلحي التنظيم مهاجمة نقاط أمنية واغتيال قادة محليين لإعادة صفوفه بشكل أقوى وكسب عناصر جديدة.
وكما رصدت الاستخبارات العراقية ظهور علني غير معتاد لأكثر من 50 عنصرا تابعا للتنظيم، سبتمبر الماضي، ما بين كركوك وديالي ونينوى شمالي العراق.
ويشير تحليل لبي بي سي إلى أن انعدام التنسيق والتوتر بين القوات الفيدرالية والكردية في المناطق المتنازع عليها مهد ظروفًا مفيدة لازدهارداعش.
كما أن الجماعة قادرة أيضًا على الاستفادة من الصحاري غير المأهولة الشاسعة والمناطق الجبلية في المنطقة، وقد تتمتع ببعض الدعم بين القبائل السنية المحلية الناتج عن التوترات الطائفية العميقة الجذور في المنطقة.
وتقر حكومة كردستان وقواتها المسلحة بـ “الفراغ الأمني” في المناطق المتنازع عليها، وتلقي اللوم بشدة على الجيش العراقي.
وتشمل هذه المناطق مدينة كركوك الغنية بالنفط وأجزاء من محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين.
ربطت المخابرات الكردية الهجمات الأخيرة بما أسمته “تسلل 200 من مقاتلي داعش من سوريا” ، على الرغم من أنها لم تقدم الكثير من التفاصيل.
أشارت تقارير إعلامية إلى أن داعش يستخدم الجبل بشكل أساسي كمخبأ، لكن النشاط الأخير يشير إلى أنه أصبح منصة انطلاق للهجمات.