ما هو الشابو الصيني الذي ارتبط اسمه بإراقة الدماء في مصر؟
استيقظ أهل محافظة الدقهلية في شمال مصر اليوم على خبر صادم ملون بالدماء ، حيث كان مخدر الشابو سببا في إقدام شاب على ذبح زوجته في محافظة الدقهلية، مساء الثلاثاء، بسبب خلافات زوجية بسيطة وتركها تنزف حتى الموت بمنزلهما، قبل أن يحاول الهروب من أعلى سطوح منزله، وتمكن الأهالى من القبض عليه، وتسليمه للشرطة.
وأكد شهود العيان أن الزوج تعاطي مخدر «الشابو» وأنه ذبح زوجته بجرح ذبحي بالرقبة 15 سم، وحاول الهروب من أعلى سطوح منزله، ولكنه سقط وتمكن الأهالى من القبض عليه فصرخ «أنا قتلت مراتى».
ولم تكن هذه الحادثة الأولى التي يرتبط فيها ذكر مخدر الشابو بجريمة قتل بشعة ، فقد قضت محكمة جنايات الإسماعيلية الأسبوع الماضي على المتهم عبدالرحمن نظمي، الشهير بدبور، المعروف باسم سفاح الإسماعيلية بالإعدام شنقًا عما أسند إليه من قتل المدعو أحمد محمد صديق على قارعة الطريق ذبحا، وهدد حياة آخرين حاولوا الامساك به.
أكد محامي الدفاع عن المتهم في قضية «سفاح الإسماعيلية»، أن موكله ضحية تعاطي مخدر «شابو»، والذي سبب له هلاوسا وخللا دماغيا، وباتت ذاكرته شبه ممسوحة كليا، وأضاف المحامي في دفاعه “ده مخدر خطر يهدد أمن وشباب مصر”
حماد: أعراض الشابو تتضمن الهلاوس الضلالات والعنف والهياج
في حديثه مع “أخبار الآن ” يشرح الدكتور عبد الرحمن حماد رئيس وحدة علاج الإدمان بمستشفى العباسية للصحة النفسية في مصر سابقا، مخاطر المخدرات المصنعة كـ” الشابو” و”الفنتانيل” قائلا “ الشابو من المواد الميث أمفيتامينات ، وهي مادة خطيرة جدا منتشرة في العالم الآن تنتجها دول جنوب شرق آسيا وخاصة الصين.”
ويضيف حماد “خطورة المواد المصنعة أنها سهلة التصنيع وبات اسمها “مخدرات الشارع” وفي حالة حدوث الأوفر دوز ، لا نعرف ما هي المادة المضادة لها ، فهي عبارة عن مجموعة مواد غير معروف مصدرها الطبيعي فيصعب مواجهتها كعدو غير معلوم، و أغلب الحالات التي قمت بعلاجها من الشابو كانت في صعيد مصر وهي مادة خطيرة جدا جدا تتسبب في أعراض خطيرة جدا مثل الأعراض الذهانية كالهلاوس والضلالات وأعراض هياج وعنف ومشاكل صحية كبيرة وهي مادة يمكن العلاج منها ولكن مخاطرها عالية جدا.”
المخدرات المصنعة وراء الجرائم الجديدة الغريبة
وعن العلاقة الشابو والجرائم الأكثر دموية وغرابة يقول الدكتور عبدالرحمن حماد “هذه النوعيات من المخدرات تتسبب في الجرائم الجديدة الغريبة التي تحدث مؤخرا بسبب حالة الهياج والعنف التي يتعرض لها المتعاطي بالإضافة الى الهلاوس والضلالات”
وعن الحالات التي عالجها وعايش معها معاناتها يقول حماد “الشابو مخدر غالي الثمن وتحدث بسببه جرائم سرقة ، عالجت أحد الشباب الذي باع عقاراته وكل ما يملك من أجل الشابو بعد أن أدمنه في الكويت وأتى مصر ليكمل تعاطيه،وحالة أخرى قمت بعلاجها وصلت به الضلالات التي يحدثها الشبو في انه أطلق الرصاص على اسرته وكان عنيف جدا معهم”
الشابو أو الآيس أو الكريستال كلها مسميات لمخدر واحد يحتوي على مادة عنيفة جدا تتسبب في حدوث أعراض كأعراض أمراض نفسية وعقلية كمرض الفصام (الاسكيزوفرينيا)
ولو استمر المدمن في تعاطي الشابو أو المخدرات المصنعة فان كيمياء المخ يحدث لها مشاكل ، بسبب التأثير العنيف لهذه المواد لانها مواد مجهولة المصدر وكل مافيا وكل عصابة تضع لمساتها عليها من مواد غريبة غير معلومة .
علاج مدمن المخدرات المصنعة ومنها مدمن الشابو أصعب والمدار أعنف وأشد من مدمن المخدرات الطبيعية أو نصف المخلقة كالأفيون والهيروين.
وتقرير المخدرات العالمي يتوقع “مخاطر غير متوقعة ” من المخدرات المصنعة، فيمكن أن يحدث فشل مفاجئ في أحد الأعضاء الجسدية كالقلب أو الكلى ، أو حدوث حالة هياج وعنف شديد،
وعلى المجتمع أن يعلم أن المخدرات المصنعة عدو شرس نواجهه دون أن ندري ماذا نواجه فإن أعراضه غير موجودة حتى في الكتب.”
صندوق علاج الإدمان في مصر: المخدرات المصنعة تعمل حالة من الانفصال عن الواقع
أما الدكتور هشام جمعة ، أخصائي علاج الإدمان بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في مصر فيقول “خطر المخدارت يهدد مصر ولا تقل خطورته عن خطر الإرهاب ، ومصر دولة مستدهدفة بالمخدرات بسبب حدودها الواسعة و نسبة التعاطي 10% (ما يعادل 10 مليون مصر) وهو ضعف المعدل العالمي للتعاطي في معظم دول العالم ، ونسبة الإدمان 2% (أي ما يعادل 2 مليون مصر)، كما أن غالبية المتعاطين في مصر تتراوح أعمارهم من 20 عام الى 30 عام وهناك حوالي 5% تحت سن ال15 سنة وسبب إقبال الشباب على المخدرات المصنعة ، أولا لأنها سهلة التصنيع ، تروج في اماكن معينة وتزيد مع الوقت وعلاج الإدمان يلزمه فريق متكامل على مستوى الرعاية النفسية والعلاجية والطبية
ففي المراحل المتقدمة من الإدمان لا يستطيع المدمن التحكم في تصرفاته وتقدير خطورتها”
وعن علاقة المخدرات المصنعة بالجريمة يقول جمعة “المخدرات المصنعة تعمل حالة من الانفصال عن الواقع وتجعلهم يعيشون في حالة أشبه بالوهم ،عند تعاطي جرعات كبير ة يبدأ المتعاطي في عمل تصرفات غير واعي لها ،ويبدأ البحث الكبير وغير المبرر عن الأموال ، المدمن محتاج كل يوم يأخذ مخدرات وفي اليوم التالي محتاج يأخذ مخدرات ويزيد الجرعة ، ويبدأ في البحث عن أي وسيلة مشروعة أو غير مشروعة للبحث عن المال للحصول على المخدر لمواجهة أعراض الانسحاب القوية جدا.”
“أحمد فورنة” هو اسم مستعار لأحد مدمني الشابو السابقين الذي استطاع التعافي منه بعد أن مر بمواقف صعبة كثيرة كان آخرها انه لم يستطع في إحدى المرات التعرف على ابنه أو تذكر اسمه ، في لقاء سابق ل”أخبار الآن” مع أحمد يقول “بعد عامين من تعاطي الشابو ، تحليت بالإرادة وقررت الانعزال عند أقاربي في مدينة بعيدة عن القاهرة لأتعافى من إدمان الشابو.”