بعد استعادة السيطرة على سجن.. عملية مطاردة للمتشددين في الحسكة
- عملت القوات الكردية في شمال شرق سوريا الخميس على مطاردة عناصر مجموعة تابعة لتنظيم داعش هاجموا سجناً كبيراً قبل أسبوع
- علنت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة أنها استعادت الأربعاء “السيطرة الكاملة” على سجن الصناعة في حي غويران
- أفادت قوات سوريا الديموقراطية في بيان الخميس بأن وحداتها “كشفت خلال عملية التمشيط وجمع المعلومات عن جيوب إرهابية مموهة
عملت القوات الكردية في شمال شرق سوريا الخميس على مطاردة عناصر مجموعة تابعة لتنظيم داعش هاجموا سجناً كبيراً قبل أسبوع، غداة نجاحها في استعادة السيطرة عليه، فيما دعت مجموعات حقوقية إلى توفير مساعدة عاجلة للجرحى من السجناء.
أدت العملية المنسّقة لاقتحام السجن الواقع في مدينة الحسكة والاشتباكات التي تلته إلى أكثر من 200 قتيل، في “أكبر وأعنف” عملية للتنظيم منذ أن سقطت قبل نحو ثلاث سنوات “دولة الخلافة” التي أقامها وفقدانه مساحات واسعة كان يسيطر عليها في سوريا.
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة أنها استعادت الأربعاء “السيطرة الكاملة” على سجن الصناعة في حي غويران منهياً معارك استمرت ستة أيام تحولت خلالها كبرى مدن شمال شرق سوريا إلى ساحة حرب.
وأفادت قوات سوريا الديموقراطية في بيان الخميس بأن وحداتها “كشفت خلال عملية التمشيط وجمع المعلومات عن جيوب إرهابية مموهة ضمن المهاجع الشمالية للسجن”.
ورجّحت أنّ “ما بين 60 و90 مرتزقة يتحصنون” في هذا القسم من مبنى السجن، مشيرة إلى أنها “وجهت نداء للاستسلام الآمن لهؤلاء”.
وأوضحت أن نحو 3500 من السجناء التابعين للتنظيم استسلموا لها حتى الآن.
وفي بيان آخر أصدرته ليلاً، ذكرت القوات الكردية أنها “تلاحق خلايا إرهابية نائمة لداعش في الريف الغربي الجنوبي على أطراف مدينة الحسكة”.
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً أن “طائرة للتحالف (الدولي) قصفت بعد منتصف ليل الأربعاء مجموعة من المتشددين قرب سجن غويران مما أدى إلى مقتل سبعة منهم” على الأقل.
وأوقعت الاشتباكات في ايامها الستة وفق المرصد نحو 151 قتيلاً من عناصر التنظيم و53 من القوات الكردية، إضافة الى سبعة مدنيين.
ورغم إصرار السلطات الكردية على أن أي سجين لم يفرّ من السجن، أشار المرصد إلى هروب عدد كبير من السجناء بعد الهجوم.
“أزمة أوسع”
كان سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة يضم نحو 3500 معتقل منتمين إلى التنظيم، بينهم نحو 700 من القصّر، قبل تعرّضه لهجوم التنظيم الذي بدأ بتفجير شاحنتين مفخختين يقودهما انتحاريان.
وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء من أن “استعادة القوات التي يقودها الأكراد السجن تنهي المحنة القاتلة الحالية، لكنّ الأزمة الأوسع التي تتعلق بهؤلاء السجناء لم تنته بعد”.
وأضافت في بيان أن “على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والأطراف الأخرى المعنية التأكد سريعاً من أن جميع السجناء بأمان، وخصوصاً الجرحى والمرضى والأطفال، ومن أنهم يحصلون على الطعام والماء والرعاية الطبية”.
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية أن السجناء يُنقلون “الى مكان آمن”، فيما عملياتها في سجن غويران ومحيطه “مستمرة وستستمر”.
تضم السجون الواقعة في المناطق الواسعة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا نحو 12 ألف جهادي من نحو 50 جنسية، وفق السلطات الكردية.
ومنذ إعلان القضاء على التنظيم، تطالب الإدارة الذاتية ذات الإمكانات المحدودة، الدول المعنية باستعادة مواطنيها المحتجزين في سجون ومخيمات أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة المتشددين في سوريا. لكن مناشداتها لا تلقى
آذاناً صاغية. واكتفت فرنسا وبضع دول أوروبية باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى.
ودأبت السلطات الكردية على التحذير من أنها لا تتمتع بالقدرة الكافية على احتجاز الآلاف من مقاتلي التنظيم، ناهيك بمحاكمتهم.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا غير بيدرسن الخميس أمام مجلس الأمن ردًأ على سؤال عن الهجوم “أعتقد أننا يفترض ألا نكون فوجئنا، فنحن نحذر من هذا الأمر منذ مدة طويلة”.
ورأى مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية عبد الكريم عمر أن على المجتمع الدولي محاكمة عناصر التنظيم الأجانب أو إعادتهم إلى دولهم.
وقال عمر لوكالة فرانس برس الأربعاء “هذه القضية مشكلة دولية وليس بإمكاننا مواجهتها لوحدنا. هي أشبه بكرة نار تكبر وتزداد خطورة”.
سيطرت “دولة الخلافة” التي أقامها التنظيم عام 2014 على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
وبعد عمليات عسكرية استمرت خمس سنوات نفذتها قوات محلية ودولية، سقط في آذار/مارس 2019 معقله الأخير وهو بلدة الباغوز على ضفاف نهر الفرات في شرق سوريا.