السودان .. تظاهرات شعبية تنتهي بغازات مسيلة للدموع واعتقالات
- سعر الخبز ارتفع في أنحاء السودان أكثر من 40 % فوصل ثمن الرغيف إلى 50 جنيها سودانيا
- الطلاب والأهالي في مدن سودانية عدة يطالبون بالعودة إلى الحكم المدني
- دخول ثلاثة معتقلين في سجن كوبر بالعاصمة في إضراب عن الطعام
أطلقت قوات الأمن السودانية الغازات المسيلة للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين الذين احتجوا على تدهور القدرة الشرائية في مدن سودانية عدة، حسب ما أفاد شهود عيان.
و ارتفع سعر الخبز في أنحاء السودان أكثر من 40 % فوصل ثمن الرغيف إلى 50 جنيها سودانيا (0.08 دولار) بعد أن كان 35 جنيها (0.05 دولار) كما قفزت تكلفة النقل بنسبة 50 % وسط ارتفاع أسعار الوقود.
ومع ارتفاع سعر الخبز والنقل، خرج الطلاب والأهالي في مدن سودانية عدة للمطالبة بالعودة إلى الحكم المدني والاحتجاج على ارتفاع تكلفة المعيشة في أحد أفقر دول العالم.ومذ ذلك الحين تشّن السلطات الأمنية في البلاد حملة قمع واسعة ضد الاحتجاجات، ما أسفر عن مقتل 87 شخصاً على الأقل وإصابة المئات، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية.
وفي الخرطوم حيث دعت “لجان المقاومة” المحلية إلى احتجاجات للمطالبة بعودة الحكم المدني والإفراج عن المعتقلين، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى القصر الجمهوري في وسط العاصمة، وفقًا لمراسل من فرانس برس.
كذلك، أعلنت مجموعة من المحامين في بيان عن دخول ثلاثة معتقلين في سجن كوبر بالعاصمة في إضراب عن الطعام بسبب “المعاملة غير الانسانية والعنف المفرط من قبل الشرطة، وتستر النيابة على ذلك، بالمخالفة للقانون وللمسلك الواجب اتباعه، وإجبارهم على تقديم بينة ضد أنفسهم”. وتتهم السلطات هؤلاء الأشحاص بالضلوع في مقتل ضابط شرطة رفيع المستوى أثناء الاحتجاجات السابقة.
وفي نيالا عاصمة جنوب دارفور، قال عبد المنعم محمد عبر الهاتف “التظاهرات بدأت بطلاب المدارس ثم شارك معهم نازحون من المعسكرات القريبة “.
وقال نشطاء قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرة وإن ثلاثة متظاهرين اعتقلوا الاثنين في نيالا.
أوضاع لا تُطاق
وقال المتظاهر حمد بشير أحد عمال السكك الحديد في مدينة عطبرة التي تقع على بعد 250 كيلومترا شمال العاصمة “نتظاهر لليوم الثالث. خرجنا بعدما صارت الأوضاع لا تطاق كما أن المدينة تعتمد على السكك الحديد ونحن نقترب من شهرين ولم نحصل على مرتباتنا”.
وأضاف “نعاني من غلاء فاحش .. قطعة الخبز تجاوز سعرها 50 جنيها”.
ومن جهته، قال رئيس نقابة عمال السكك الحديد هشام خضر لوكالة فرانس برس إن عمال السكك الحديد في المدينة بدأوا الأحد إضرابا مفتوحا.
كذلك، أفاد شهود عيان بقيام الشرطة باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر.
وقد تكون السودان من الدول التي ستتضرر جراء نقص الإمدادات الواردة من الخارج في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية، خصوصا في بلد يعتمد واحدا من كل ثلاثة من أبنائه على المساعدات الإنسانية، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وبعد الانقلاب العسكري، علقت الحكومة الأميركية مساعدات بقيمة 700 مليون دولار للخرطوم.
واعاق الانقلاب العملية الانتقالية التي تم التفاوض عليها بين العسكريين والمدنيين وانتهت إلى تقاسم السلطة في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر البشير العام 2019.
وكان ارتفاع سعر الخبز وتردي الأوضاع الاقتصادية، أحد الأسباب الرئيسية لانتفاضة السودانيين ضد البشير.