من غزة إلى المريخ: مهندس فلسطيني ساعد ناسا في الوصول إلى الكوكب الأحمر
- المهندس الفلسطيني لؤي البسيوني أحد مصممي مروحية المريخ
- البسيوني حصل على درجة البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية
- “إنجينيويتي” هي أول طائرة بدون طيار تقوم برحلة على سطح كوكب المريخ
أعلنت وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية (ناسا) هبوط المركبة الفضائية “بيرسيفيرانس”، وبداخلها المروحية الصغيرة “إنجينيويتي”، على سطح كوكب المريخ، بعد رحلة استغرقت سبعة أشهر، بغرض البحث عن دلائل تثبت مظاهر لحياة سابقة على سطح المريخ.
وتعد هذه المهمة هي الأكثر تقدما بين المهمات الفضائية التي أقدمت عليها وكالة ناسا.
وكشفت الأمم المتحدة عن بطل عربي فلسطيني يقف وراء قصة مروحية كوكب المريخ المسماة إنجينيويتي
وقالت : حسنا! اليوم سنسلط الضوء على واحد من أولئك الجنود المجهولين الذين كانوا وراء تصميم مروحية المريخ قبل أن يحملها المسبار الفضائي “بيرسيفيرنس” إلى الكوكب الأحمر.
بطلنا هو المهندس الفلسطيني الشاب، لؤي البسيوني.
حصل البسيوني على درجة البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية، وتخصص في تقنيات تحويل الطاقة وأنظمة الدفع الكهربائية المتقدمة والمستخدمة في تطوير التطبيقات الفضائية.
وأضاف: أنا عشت ودرست في غزة من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية العامة. درست في مدارس الأونروا من الصف الأول الابتدائي وحتى التاسع، عشت خلال الانتفاضة الأولى كلها في غزة، كانت فترة صعبة جدا لأنها اتسمت بالإضراب ومنع التجول، وبالتالي كانت المدارس مغلقة في بعض الأحيان، وصادفت تلك الفترة أيضا اندلاع حرب الخليج وبقينا لأشهر خارج المدرسة، وكان يتعين علينا أن ندرس بأنفسنا.
نحن الفلسطينيون بطبيعتنا نحب الدراسة كثيرا، ونستثمر كثيرا فيها.
ساعدتنا مدارس الأونروا كثيرا، كان بها أفضل المدرسين، وكانوا يشجعوننا كثيرا على الدراسة، الأهل أيضا كانوا يشجعوننا.
كان لدي هذا الهدف منذ الصغر، وكنت دائما أتخيل نفسي بأن أصبح مهندسا في بعض الأحيان كنت أتخيل بأنني سأصبح صيدلانيا، ولكن في معظم الوقت كنت أفكر في الهندسة، لأنني كنت أحب بناء الأشياء التي تسهم في حل مشاكلنا وتحسين حياتنا في المستقبل.
كنت مغرما بالاستكشاف وفك وتركيب وإصلاح الأشياء مثل أجهزة التلفزيون والراديو، كنت أيضا أحب الرسم وبناء التماثيل، كنت دائم البحث عن طرق لتسويق الأشياء التي أصنعها.
على سبيل المثال كنت قد أصنع ساعات حائطية وأرسم عليها، حاولت بيع تلك الساعات، ولكن المشروع لم ينجح، ولذلك كنت دائما أفكر في كيفية تحسين مستوى المعيشة من خلال التعليم والتجارة.
وأضاف بسيوني أنه غادر غزة في سنة 1998 إلى الولايات المتحدة بعد أن قدّم للجامعات الأمريكية
وحول انضمامه إلى وكالة ناسا قال:
إنها قصة طويلة تعود إلى الأيام الأولى لتخرجي من الجامعة، كنت متأثرا بالقضايا البيئية، وشعرت أنه يمكنني فعل أشياء تحسن الكرة الأرضية من حيث تغيير طبيعة الاعتماد على البترول.
أنا درست هندسة اتصالات وكمبيوتر وتخصصت في نظام شبكات التحكم ثم تحولت إلى مجال الطاقة الكهربائية وخاصة السيارات الكهربائية، حيث عملت في هذا المجال واكتسبت خبرة في المحركات الكهربائية، كنت أعمل في شركة جنرال إليكتريك، ثم عملت في عدة شركات مبتدئة في مجال السيارات الكهربائية، ثم بعد ذلك عملت في شركة للطائرات الكهربائية واكتسبت خبرة في مجال صناعة المحركات الخفيفة، كنت أنا الوحيد الذي لديه خبرة في مجال إلكترونيات الطاقة في الشركة، وقد قمت بتصميم معظم محركات الطائرات الكهربائية في الشركة.
فزنا بمشروع مع مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا (Jet Propulsion Laboratory) بغرض تطوير مروحية المريخ، سألني مديري عما إذا كنت راغبا في أن أكون جزءا من هذا المشروع وأن أكون مسؤولا عن جانب الهندسة الكهربائية، كان الأمر في بدايته وكان مشروعا تجريبيا، بعد ذلك طورت ناسا المشروع واستمريت في العمل معهم، وقمت بتصميم أجزاء كبيرة من المروحية وكل الأمور المتعلقة بالدفع الكهربائي.
وأوضح بسيوني أن “إنجينيويتي” هي أول طائرة بدون طيار تقوم برحلة على سطح كوكب المريخ، وتعمل بالطاقة ويتم التحكم فيها من على سطح كوكب الأرض.
وكانت “إنجنيويتي” داخل المركبة أو الحوّامة بيرسيفيرنس عندما هبطت لأول مرة على سطح المريخ.
والهدف من المروحية هو معرفة إمكانية الطيران في غلاف جوي به نسبة هواء قليلة، كان يفترض أن تطير المروحية لخمس مرات فقط لإثبات نظرية الطيران، ولكننا أجرينا 19 رحلة.
وهذا يحدث لأول مرة، لأنه لا يمكننا أن نرسل مروحية على ارتفاعات عالية حتى على سطح الكرة الأرضية.
ثانيا، يمكن للمروحية أن تساعد الحوّامة (Rover) في الاستكشافات على كوكب المريخ من خلال إرسال الصور، ويمكن للمروحية أن تحلق في أماكن لا يمكن للحوّامة أن تصلها، فقد تمكنت المروحية آخر مرة من الطيران في منطقة ذات كثبان رملية في كوكب المريخ لا يمكن للحوامة أن تسير فيها.
أما الهدف من الحوامة فهو جمع العينات ووضعها في أماكن معينة، يمكننا إرجاع هذه العينات إلى الأرض في المهمات القادمة وفحصها لمعرفة المكونات لأن ما نعرفه عن المريخ معظمه تم من خلال دراسات بعيدة المدى، ليس لدينا معلومات عن مكونات التربة المريخية وما إذا كانت هناك مياه من قبل.