مهنة الصيد في الموصل تأثرت سلباً خلال فترة وجود داعش
منذ دخول تنظيم داعش الإرهابي إلى العراق وتحديدا إلى مدينة الموصل المطلة على النهر بدأت الحياة تضيق على الناس وأعمالهم، نتيجة ممارسات التنظيم، واستراتيجيته في السيطرة على الأنهار والبحيرات والممرات المائية بشكل عام، ومن بين هؤلاء الأشخاص صيادو الاسماك.
وخلال زيارتنا للمدينة تحدث لنا أحد الصيادين ويدعى أركان عن الظروف الصعبة التي عاشها الصيادون خلال فترة وجود داعش، حيث منعوا من النزول إلى النهر وقطعت أرزاقهم.
كما أن مهنة الصيد لم تسلم من ضرائب التنظيم التي كان يجمعها ديوان الحسبة والزكاة التابع له.
ويقول أحد سكان الموصل رافضاً الكشف عن اسمه لأخبار الآن إنه في أيام داعش كان جهاز الحسبة والزكاة يصادر الخضار والأسماك، كما تعرض بعض الصيادين اللذين يخالفون تعاليم التنظيم للقتل بشكل وحشي.
أما حسن علي عباس وهو صياد وبائع سمك فيقول إن فترة وجود داعش كانت صعبة جداً وكان الناس يخشون النزول إلى النهر للصيد، كما أن الأوضاع اليوم ليست جيدة وهم يعتمدون على السمك المستورد أكثر من المحلي.
والصيد مهنة يعتمد عليها مئات الموصليين لتأمين لقمة العيش، لكنها شهدت تراجعاً خلال فترة وجود التنظيم وحتى بعد القضاء عليه، حيث تشهد اليوم ظروفاً صعبة بعضها يتعلق بالجفاف، والأخرى متعلقة بالاضطرابات الأمنية، فالقوات العراقية تمنع في بعض الأحيان الصيادين من النزول إلى النهر وذلك خوفاً من هجمات تنفذها خلايا داعش، وهو مادفع العديد من الصيادين لهجر هذه المهنة.
استراتيجية لاتزال متواصلة رغم زوال داعش
ومنذ انهيار الخلافة في مارس/ آذار 2019 لجأ داعش إلى العمل بطريقة حروب العصابات الاستنزافية، وكان لافتاً تركيزه التواجد قرب الأنهار والمسطحات المائية الأخرى، حيث يعتمد عليها بشكل كبير لتوفير الإمداد اللوجيسيتي لعناصره.
ولجأ داعش إلى استهداف السكان المحليين خاصة قرب المناطق التي تحتوي على المياه، فاختطف العديد من الصيادين والعمال الزراعيين وأعدم بعضهم.
ومؤخراً شهدت مناطق الأنهار والجداول المائية في العراق نشاطًا مكثفًا لتنظيم داعش، وهو ما استدعى إطلاق القوات العراقية لحملات عسكرية لتطهير تلك المناطق.
وتعد إستراتيجية داعش الحالية، التي توظف المياه كسلاح امتدادًا لإستراتيجية الجهاد العالمي التي تبناها تنظيم القاعدة، والذي نفذ مقاتلوه هجمات ضد المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول” في خليج عدن، عام 2000،
ومن الملاحظ أن داعش تعمد مهاجمة المدن الرئيسية التي تتيح له السيطرة على الأنهار والسدود التي تتحكم في الموارد المائية.
وسيطر داعش على سدود الموصل، وسد النعيمية (الفلوجة)، وسد الطبقة في سوريا، وأتاحت له تلك السيطرة التحكم في توليد التيار الكهربائي لمناطق سيطرته، بالإضافة لتوظيف الماء كسلاح سواء عبر قطع إمدادات المياه في مناطق وإغراق مناطق أخرى لوقف تقدم خصومه على الأرض.