مخيم الهول.. أكثر من 15 ألف أسرة
- قسد تُناشد الدول بأخذ رعاياها
بعد تحرير بلدة الباغوز قبل ثلاث سنوات، على يد قوات سوريا الديمقراطية، قام الكثير من عوائل تنظيم داعش بتسليم أنفسهم مما اضطر القوات لأخذهم إلى مخيم الهول الذي يقع شرق مدينة الحسكة السورية والقريبة من الحدود العراقية.
وتجاوزت أعداد الدواعش الحد الذي يُمكن السيطرة عليه بالإضافة إلى الوجود السابق للعراقيين الذين فروا إلى الحدود السورية في حرب الخليج.
وبلغ عدد العوائل الداعشية الموجودة في مخيم الهول حسب آخر إحصائية 15471 عائلة و56537 شخصا، بينهم 18869 سوريا و29428 عراقيا، و8240 أجنبيا، جُلهم من النساء والأطفال.
ونشطت خلايا تنظيم داعش في الآونة الأخيرة في المخيم بسبب الظروف الملائمة، والضغط الكبير من العدد الهائل لعوائل داعش على قسد، والإدارة الذاتية التي ناشدت المجتمع مرارًا بأخذ رعاياهم إلى دولهم.
وأدى نشاط هذه الخلايا إلى عمليات اغتيال واسعة طالت سكان المخيم الذي شكل رُعبًا بين المدنيين في داخله.
وتقول فاطمة أم زيد عمرها 30 عامًا من مدينة الرقة: “كل شيء عشناه وجربناه الخوف بأنواعه لكن ليس مثل هذه الجرائم التي تحدث في المخيم، كل يوم جريمة بطرق مختلفة بعضها باستخدام سكين أو الخنق أو بالرصاص أو بصرف صحي وغيره، يعني نحن نموت بشكل بطيء، نحن نموت موت نفسي، إنها حرب نفسية نعيشها لا ذنب لنا بها، نحن بشر ونخاف”.
وأضافت: “سابقًا كان الطيران يقصفنا وكان بإمكاننا توقع مكان الضربة أما الآن لا نعرف على من الدور أو من سيقوم بتصفية الآخر، ونخاف نطق كلمة حق، هل هذا هو الدين والإسلام، أم هذا هو حكم القوي على الضعيف، ليس لدينا أمنيات سوى أن نخرج من هنا ونعود كما كنا سابقا ونعيش في أمن وآمان”.
أما أم عبد الرحمن وعمرها 36 عاما من مدينة حلب تقول: “أيضا بالنسبة للقتل نحن نعيش حالة رعب، أصبحنا نخاف من الليل وننتظر الصباح بفزع حتى أطفالنا يعانون الخوف ويتبولون بشكل لا إرادي من الخوف، حتى صوت الريح والهواء في الليل نخاف منه، ما هو مصيرنا هنا وهل سنعيش للغد، مخيم الهول عبارة عن مافيا وحياتنا بخطر”.
هذا وشهد مخيم الهول الأيام الفائتة أسبوعًا داميًا، حيث تم تسجيل أكثر من 5 حالات قتل بطرق مختلفة وجميعها تم تسجيلها ضد مجهول، إلا أن التحريات التي تقوم بها قوى الأمن الداخلي في المخيم تؤكد وجود خلايا نائمة نشطة داخل المخيم تقوم بتهديد المدنيين وحتى تهديد المنظمات العاملة داخل المخيم.
وتعرض فريق منظمة NRC النرويجية لتهديد من أحد الملثمين التابعين لتنظيم داعش، وطلب من المنظمة جزية لداعش أو يتم قتل أشخاص من طاقم العمل.