المغرب.. هند النعيرة شابة متميزة في أداء عروض فن “كناوة”
هند النعيرة، من مواليد 4 أبريل 1997 في الصويرة، هي موسيقية وفنانة كناوية شابة، ومن الوجوه النسائية القليلة في فن كناوة الذي تشتهر به مدينة الصويرة المغربية، ويشتهر بكونه فن رجالي بإمتياز.
ترعرعت هند بين أسوار مدينة الصويرة التاريخية في المغرب، وتأثرت كما أبناء جيلها بفن كناوة الذي يحظى بمكانة خاصة عند أهل الصويرة، حيث عرفت تسعينات القرن الماضي وتحديداً سنة 1999، تنظيم أول نسخة من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، الحدث الفني الذي سيساهم في توهج كناوة والتعريف بها.
التقى مراسل أخبار الآن بالمغرب بالفنانة الشابة وحاورها حول مسارها الفني، والتي أوضحت أنه “لم يكن من السهل اتخاد قرار عزف آلة الكنبري، والتي تعتبر أهم آلة في فن كناوة، حيث أن عازفها يتحمل مسؤولية إنجاح العرض الموسيقي كاملة”.
وعادت بنا هند، إلى محاولاتها الأولى مع آلة الكنبري، حيث كانت برفقة بعض من أصدقائها وعزفت أول نوتاتها، ومع توالي محاولاتها تمكنت من عزف أول قطعة موسيقية بشكل كامل، والتي لاقت إعجاب اصدقائها، الذين شجعوها على الاستمرار.
ومقابل ذلك، تسّر لنا هند، برفض والدتها في البداية لاختيارها فن كناوة، الذي ظل منذ معرفته بالصويرة قادماً مع القوافل التجارية القادمة، إمبراطورية السودان الغربية قبل قرون، فناً رجالياً خالصاً، وهو الرفض الذي تبرره هند بخوف والدتها وحرصها على سلامتها.
تنقلنا هند إلى أول عرض فني تنظمه وتتحمل فيه المسؤولية الكاملة، والذي احتضته الفضاء التاريخي دار الصويري، والذي حضرته والدتها، وتذكر هند كيف رأت نظرة الإفتخار في عيون والدتها بعد التصفيق الحار الذي أعقب عرضها الفني ، وكلمات التشجيع التي صدحت بها حناجر من حضرواً.
شكلت هذه المحطة، نقلة نوعية في دعم أسرتها الصغيرة، والتي ساعدت هند على التألق والنجاح في مسارها الفني على الرغم من صغر سنها، كما ساعدها أصدقاء الأمس الذين أضحوا أعضاء ضمن مجموعتها الفنية التي قامت بجولات فنية داخل المغرب وخارجه.
تقول هند هند عن أبرز محطات تجربتها الفنية، “إن المرأة يمكنها أن تنجح في جميع المجالات إن وثقت في قدراتها وآمنت بما تقوم به، وأضافت البداية تكون صعبة، لكن بالعمل والإلحاح كل الصعاب تتبدد.
ومن ثم، توالت نجاحات هند، حيث تمكنت بتقاسم منصة مهرجان كناوة بأمستردام مع الفنان حميد القصري، أشهر فنان كناوي في المغرب، وحصلت على شرف الصعود لمهرجان كناوة، وموسيقى العالم كأول فنانة كناوية في تاريخ المهرجان.
وتحدثت هند بافتخار كبير، عن كيف أن أهل مدينة الصويرة يشجعونها، وما تتلقاه من دعم معنوي كبير من أشهر فناني كناوة، وهو ما يدفع بها للاستمرار في هذا المجال الفني.
وحول طموحاتها، قالت هند، “أريد أن أتمكن من تأسيس مؤسسة ، من أجل تشجيع الفتيات على ممارسة هذا النوع الموسيقي الذي يعتبر جزءاً من تاريخ مدينة الصويرة والمغرب”.
تجدر الإشارة إلى أن موسيقى كناوة لها امتدادات مغاربية، مثل موسيقى “الديوان” في الجزائر، و”ستانبلي” في ليبيا وتونس، واستطاعت عبر الزمن تطوير موسيقى تمزج فيها ما بين الإيقاعات الأفريقية القويـة والعربية والأمازيـغـية، مختزلة إرثاً ثـقافـياً غنياً.