بعد القصف الإسرائيلي على مطار دمشق.. هذه هي مواقع المليشيات الإيرانية في سوريا
- يزيد عدد الميليشيات الإيرانية في سوريا على 50 فصيلاً
- تجاهد إيران للسيطرة الكاملة على منطقتي جنوب دمشق والغوطة الشرقية
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فجر السبت، بتنفيذ إسرائيل قصفا جويا على مواقع في مزارع الغسولة قرب مطار دمشق الدولي ومحيط منطقة السيدة زينب ومنطقة الكسوة في ريف دمشق، تتمركز فيها ميليشيات موالية لإيران.
وأضاف أن الهجوم أسفر عن سقوط 7 قتلى بينهم 2 من الميليشيات الإيرانية.
هذه الميليشيات الإيرانية التي تنتشر في سوريا ويزيد عددها على 50 فصيلاً ويتجاوز عدد مسلحيها 60 ألفاً يعملون تحت قادة خبراء عسكريين إيرانيين على تنفيذ استراتيجية طهران.
كان أول من شارك في الأزمة السورية من تلك الميليشيات: “فيلق القدس” بقيادة قاسم سليماني آنذاك، التابع لحرس الثورة الإيراني، و “حزب الله” اللبناني، وبعض العراقيين المقيمين في منطقة السيدة زينب بريف دمشق الجنوبي. كان ذلك في مايو (أيار) 2011؛ أي بعد اندلاع الثورة السورية بنحو الشهر والنصف. بعدها، توالت فصول الاستراتيجية الإيرانية في سوريا، بطريقة مشابهة لما جرى في لبنان إبان ثمانينات القرن الماضي، والعراق بعد حرب 2003.
ويعتبر مطار دمشق الدولي الذي تم استهدافه اليوم بصواريخ إسرائيلية بمثابة القلب للوجود الإيراني والميليشيات متعددة الجنسيات التي يقودها “فيلق القدس” في سوريا. ومما يشبه القاعدة المبنية بجوار المطار، يوجه الخبراء الإيرانيون المسلحين الوافدين سواء من إيران أو العراق.
أما مدينة السيدة زينب التي تم استهدافها من قبل إسرائيل أيضا فلها مكانة خاصة في الاستراتيجية الإيرانية المتمركزة حول مطار دمشق، إذ ليس فقط أن ذريعة الدفاع عن مقامها تشكل أداة تجنيد فعالة للغاية في جذب المسلحين الشيعة من حول العالم، بل تشكل المدينة نقطة ارتكاز للميليشيات متعددة الجنسيات التي تقودها إيران حول دمشق، تمكنها من الوثب على الريف الجنوبي والشرقي للعاصمة السورية.
ولا تخفي إيران نياتها في دمج مناطق يلدا وببيلا وحجيرة والحجر الأسود، مع مدينة السيدة زينب وبلدة سيدي مقداد، وأجزاء الغوطة الشرقية الواقعة حول مطار دمشق منطقة المرج تحديداً، ضمن ما يشبه الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، على أن يتوسطها المطار ويكون بمثابة قلب وجودها.
المنطقة المحيطة بمطار دمشق هي القلب النابض للوجود الإيراني متعدد الجنسيات في سوريا
تؤكد أهمية منطقة المطار لإيران التقارير التي تحدثت عن مبنى زجاجي قرب مطار دمشق الدولي يدير منه قادة الحرس الثوري الإيراني أنشطتهم في سوريا.
مدينة القصير بريف حمص الغربي أهيمة كبرى لدى إيران إذ يحتل حزب الله المنطقة المحيطة بالمدينة، حرفياً، ويمنع الأهالي، حتى المسيحيون منهم، من العودة إلى قراهم وزراعة أراضيهم الخصبة. القصير ليست فقط القلب لحزب الله في سوريا، وهي بمثابة نقطة ارتكاز وعمود فقري لوجوده العسكري هناك، ومنها تمدد مسلحو الحزب إلى بقية المناطق السورية: حلب، وحماة، وإدلب، دير الزور، وأخيراً، البادية الشامية.
وإذا كان مطار دمشق بمثابة قلب الوجود الإيراني، فإن محافظة حمص هي العمود الفقري لهذا الوجود، هناك تتلاقى الميليشيات المدعومة إيرانياً الوافدة إلى سوريا، سواء من العراق، أو لبنان، أو إيران، أو أفغانستان، أو باكستان. منها تتفرع الأجنحة والميليشيات المدعومة من إيران إلى المحافظات الساحلية: اللاذقية، وطرطوس، والشرقية: دير الزور تحديداً، والشمالية: حلب، وإدلب وحماة.
وكثفت إسرائيل مؤخرا غاراتها على المواقع العسكرية الإيرانية المهمة داخل الأراضي السورية، وفي محيط مطاري دمشق وحلب الدوليين.
هذه الاستهدافات تتزامن مع نقل إيران الأسلحة والذخائر، من بينها دفاعات جوية وطائرات مسيّرة، إلى سوريا، وتخزينها ضمن مستودعات في عدد من المدن السورية، منها منطقة مصياف غرب حماة.