اشتباكات عنيفة بين هيئة تحرير الشام والمنشقين عنها
- مواجهات مسلحة بين فصائل هيئة تحرير الشام
- تحرير الشام ماضية في خطة جديدة وهي إقصاء السلفيين عن المناصب القيادية
شهدت مدينة إدلب ومناطق محيطة بها وأخرى حدودية، في شمال غربي سوريا، الأسبوع الماضي، استنفاراً كبيراً لجهاز الأمن العام وعناصر من فصيل هيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقا.
تزامن هذا مع قطع لشبكات الإنترنت عن بعض المناطق، وسط أنباء عن حدوث تمرد في صفوف الهيئة ومحاولة انقلاب على زعيمها أبو محمد الجولاني، في حين نفى مكتبها الإعلامي الأنباء، وأرجع الاستنفار إلى مهمة أمنية واسعة لضبط الأمن في محافظة إدلب.
وأفادت مصاد خاصة لأخبار الآن أنه اندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر من تنظيم هيئة تحرير الشام “النصرة” سابقا ومجموعة منشقين عن التنظيم استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وآليات ضخمة وترافق ذلك مع خروج رتل عسكري لهيئة الجولاني بالمضادات والمصفحات من منطقة حارم باتجاه ادلب المدينة
وكان الاستنفار بشكل غير مسبوق وضخم جدا وفي نفس الوقت ترافق ذلك مع انقطاع الانترنيت في مناطق مختلفة من إدلب وريفها بينها أطمه والدانا والتي تعتبر البؤرة الأكبر لتواجد تحرير الشام وقادتها وفي نفس الوقت نقل العميد المنشق أحمد رحال عبر قناته على تليغرام معلومات مفادها “أن جناح الصقور بجبهة النصرة بقيادة مظهر الويس وابو ماريا القحطاني قاموا انقلاب على أبو محمد الجولاني وفشلوا به وحاليا تتم ملاحقتهم باتجاه الحدود السورية التركية”.
وفي حديث خاص بمصادر من داخل المكتب الإعلامي في تحرير الشام لقناة الان نفى بشكل قطعي صحة الأنباء المتداولة حول الانقلاب وأشار المصدر إلى أنه ما ورد هو شائعات لا أكثر” ومرادها هو بث الفتنة ”
وفي الوقت ذاته نفى أبو ماريا القحطاني، في خبر نشره على قناته الرسمية في موقع “تلغرام”، انقلابه على القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، مؤكداً عدم وجود خلافات بينهما، وأرفق الخبر بصورة تجمعه مع الأخير، وذلك بعد ساعات من تداول صفحات ومجموعات أنباء عن قيادته انقلاب على زعيم الهيئة الجولاني.
ويعدّ القحطاني، وهو عراقي الجنسية، أحد أهم الشخصيات العسكرية والأمنية النافذة في فصيل الهيئة، ومقرّب من الجولاني بشكل كبير وكان له دور في قيادة قطاع مناطق البادية السورية ومناطق شمال شرقي سوريا.
وفي حديث خاص مع الناشط عمار الإدلبي : تحدث أنه من وجهة نظره و اطلاعه بشكل كبير أنه ليس من المستبعد أنه كانت عملية انقلاب ولكن كانت فاشلة هذه المرة , خاصة أنه في تلك اللية كانت حشود كبيرة من تحرير الشام استنفرت في معظم أنحاء إدلب وخاصة في مدينة أطمة و الدانا وخاصة خلال الفترة الحالية والخلافات الحاصلة في صفوف تحرير الشام وخاصة بين قادتها وخاصة أن الهيئة تشهد صراع كبير في صفوفها منذ سنوات بين كوادرها وتياراتها المتشددة و المعتدلة.
في الوقت ذاته وتابع حديثه أنه يحاول في الوقت الحالي الجولاني بإقصاء كل من يغرد خارج سربه وخاصة مع رفض مجموعة من حملة الفكر الجهادي المتشدد كابو الفتح الفرغلي وأبو اليقظان (المصريين)، وآخرين خطة تركيا الهادفة إلى اجتثاث بعض التنظيمات الجهادية الأكثر تشدداً و تشهد منظمة الإفتاء التابعة في هيئة تحرير الشام منذ فترة حالة من الاستقالات من قبل شخصيات بارزة فيها وكان آخرهم القاضي الشرعي يحيى بن طاهر الفرغلي المعروف بـ “أبي الفتح الفرغلي”. وقال الفرغلي في تغريدة: ” بسبب كثرة الأسئلة في المجموعات العامة وعلى الخاص، وقطعاً لدابر الإشاعات، تعين أن أبّين أني قدمت استقالتي من المجلس الشرعي لهيئـة تحرير الشام سائلًا المولى أن يوفقهم إلى ما يحبه ويرضاه”.
وقالت مصادر من داخل تحرير الشام للآن أن المجلس الشرعي في تحرير الشام هو من اتخذ قرار الفصل بحق السلفي الفرغلي، وليس كما كان يروج بأنه استقال، وقد صدر قرار فصله داخلياً بداية شهر يونيو وخاصة بعد رفضه تنفيذ القرارت ولم يلتزم أيضاَ بقرار نقله إلى القطاع عسكري في أحد التشكيلات في تحرير الشام” مجيباً بعدم وجود مبررات منطقية تستدعي نقله وفصله من المجلس.
ويبدو أن تحرير الشام ماضية في خطة جديدة وهي إقصاء السلفيين المهاجرين وإبعادهم عن المناصب القيادية فيها وفي حديث خاص مع أحد المنشقين من تحرير الشام حديثا والذي رفض الإفصاح عن أسمه خوفا من تحرير الشام يقول أن تشهد خلال الفترة الأخيرة حملة من إقصاء كثير من القادات داخلها و إعادة هيكلة في صفوف قادتها وخاصة بعد خطط من قبل قادات و شرعيين تم إقصائهم في محاولة لتشكيل تكتلات داخلية في تحرير الشام وهذا ما أغضب الجولاني بشكل كبير خشية زعزعة أمن تحرير الشام الداخلي وإبقائها كجسد واحد حسب وصفه وهذا ما جعلها تنجح خلاف على الفصائل الأخرى.
ويتابع المصدر حول الاستقالات الأخيرة إن أهم الشخصيات التي تم إقصائها مؤخراً، هو عضو “المجلس الأعلى للإفتاء لدى هيئة تحرير الشام أسامة السيد محمد القاسم” الملقب أبو الحارث المصري ويعتبر “أبو الحارث المصري” من أبرز القضاة المهاجرين لدى “هيئة تحرير الشام” وقد دخل سوريا في العام 2014، حيث كان مبايعاً لتنظيم “القاعدة” ومن أشد المقربين لزعيمها السابق “أيمن الظواهري”، قبل أن تعلن “هيئة تحرير الشام” فك ارتباطهاً بها في العام 2016.
و كما عرف عنه سابقاً تكفيره لعدد من الفصائل مثل “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”حركة نور الدين الزنكي” وغيرها و هو إرهابي مصري مصنف على قوائم الإرهاب، محكوم عليه بـ 50 سنة سجنا في قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ومطلوب للأمن المصري في قضية اغتيالات، تمّكن من الهرب إلى ليبيا عام 2013 وانضم إلى تنظيم “أنصار الشريعة” في بنغازي، قبل أن يتحول إلى سوريا بعد قضاء الجيش الليبي على التنظيمات الإرهابية في الشرق الليبي، وأصبح هناك أحد القيادات الإرهابية في “القاعدة” ثم انتقل إلى “هيئة تحرير الشام”، وأصبح يعمل تحت رعاية المخابرات.
ولم تكن الهيئة على حافة التفكك كما هي عليها اليوم، خصوصاً أنه لم يعد هناك مناص أمام الجانب التركي إلا التعامل بشكل جدي مع الهيئة، إما حلاً نهائياً أو دمجاً في فصائل المعارضة السورية.
وقامت تحرير الشام بتغير اسمها على مراحل مختلفة فقد بدأت بجبهة النصرة بعد بداية الصراع السوري مرورا بجبة فتح الشام بعد الانفكاك عن تنظيم القاعدة في عام 2016 وبعد ضمها لفصائل أخرى خلال سنوات ماضية أصبحت هيئة تحرير الشام والتي تعتبر على قوائم الإرهاب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وردت الهيئة على ذلك التصنيف لمرات عديدة أنه غير عادل.