بالرغم من المعوقات.. سوريون يقطفون ثمار البرتقال في إدلب
بدأ موسم الحمضيات في منطقة حوض العاصي الممتدة من النهر الأبيض بالقرب من جسر الشغور وحتى دركوش غرب إدلب، وتنامت زراعة الحمضيات تدريجياً في المنطقة، وزاد الاهتمام بها أكثر، وذلك بعد نقص الكميات القادمة من مناطق سيطرة النظام، التي كانت المصدر الأساسي للحمضيات في إدلب وريف حلب، نتيجة الأوضاع الأمنية وإغلاق الطرقات.
وساعد على نمو هذه الزراعة وتطورها المناخ المناسب على ضفتي نهر العاصي، ما يحمي الأشجار والثمار من موجات الصقيع، ناهيك عن وفرة المياه، والتربة الخصبة، وتُزرع هناك أنواع متعددة من الحمضيات كالبرتقال بأنواعه والليمون والكريفون والكباد وغيرها، حتى أن أسعاره جيدة وحققت دخلاً مناسباً، وتفوّقت بجودتها على الحمضيات التي تدخل من تركيا وهي مفضلة عليها.
تحديات وصعوبات
بالرغم من توافر الشروط الملائمة لزراعة الحمضيات، إلا أن الوضع الاقتصادي المتردي كان له أثره في هذه الزراعة وانعكس على الإنتاج، خاصة “غلاء الأسمدة الذي يأتي على رأس الصعوبات والتحديات، حيث أصبح كيس السماد يناهز الـ 50 دولاراً أمريكياً، إضافة لغلاء مادة المازوت التي تستعمل وقوداً لمحركات الديزل المعدة للسقاية”.
كما يشكو المزارعون غلاء أجور الحراثة أيضاً والذي أثر على تلك الزراعة، حيث تجاوز إيجار حراثة الدونم الواحد 100 ليرة تركية، ناهيك عن غلاء أسعار المبيدات الحشرية وغلاء أجور النقل من المزرعة إلى الأسواق، وارتفاع سعر العبوات المعدة لتسويق المحصول حيث وصل سعر عبوة البلاستيك الواحدة 1.5 ليرة تركية”.
منافسة للحمضيات التركية
مع كل هذا الغلاء فإن سعر الحمضيات في الأسواق، لا يتماشى مع تكاليف إنتاج المحصول، إضافة لغزو الحمضيات التركية الأسواق وتسيّدها على الحمضيات المحلية بالنظر إلى سعرها المنخفض، وأصنافها المتعددة، إلا أنّ حمضيات حوض العاصي تمتاز بجودتها العالية ونكهتها المميزة.
ويأمل المزارعون من المنظمات المهتمة بشؤون الزراعة زيادة الاهتمام بهذه الزراعة، ودعم سلسلة الإنتاج لتخفيف التكاليف عليهم، وإدخال أصناف جديدة وتوسيع رقعة المساحات المزروعة للوصل إلى محصولٍ وافرٍ يؤمن الاكتفاء الذاتي من هذه الزراعة.