الشرع يكلف الفصائل المحلية ومشايخ العقل بحفظ الأمن في السويداء
في ظل الأحداث المؤسفة التي شهدتها محافظة السويداء من انتهاكات طالبت رموز وشيوخ وأبناء المحافظة من قبل بعض المجاميع المنفلتة في الأمن العام .. أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في كلمة متلفزة، أن الشعب السوري خرج في ثورة من أجل نيل حريته، فانتصر فيها وقدم تضحيات جسيمة، ولا يزال على أهبة الاستعداد للقتال من أجل كرامته في حال مسّها أي تهديد، مشيرا إلى تكليف الفصائل المحلية ومشايخ العقل بحفظ الأمن في السويداء تجنباً لحرب واسعة.
وأشار الشرع إلى أن الكيان الإسرائيلي، الذي اعتاد استهداف استقرار سوريا وخلق الفتن بين أبنائها منذ إسقاط النظام البائد، يسعى اليوم مجدداً لتحويل الأرض السورية الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية، تهدف إلى تفكيك وحدة الشعب وإضعاف قدراته على المضي قدماً في مسيرة إعادة البناء والنهوض، مؤكداً أن هذا الكيان لا يكفّ عن استخدام كلّ الأساليب في زرع النزاعات والصراعات، غافلاً عن حقيقة أن السوريين، بتاريخهم الطويل، رفضوا كلّ انفصال وتقسيم.

وأوضح أن أبناء سوريا يدركون جيداً من يحاول جرّهم إلى الحرب، ومن يسعى إلى تقسيمهم، مشدداً على أن الشعب السوري لن يمنح أحداً الفرصة لتوريطه في حرب لا هدف لها سوى تفتيت الوطن وتشتيت الجهود نحو الفوضى والدمار، مؤكداً أن سوريا ليست ساحة تجارب للمؤامرات الخارجية، ولا مكان لتنفيذ أطماع الآخرين على حساب أطفالها ونسائها.
وأضاف أن الدولة السورية هي دولة الجميع، وهي كرامة الوطن وعزته، وحلم كلّ سوري في أن يرى وطنه يعيد بناء نفسه من جديد، ومن خلالها يتّحد الجميع دون تفرقة، من أجل إعادة الهيبة لسوريا ووضعها في مقدمة الأمم التي تعيش في أمن واستقرار.
وشدد الشرع على أن بناء سوريا جديدة يتطلب من الجميع الالتفاف حول الدولة والالتزام بمبادئها، وتقديم مصلحة الوطن على أي اعتبارات فردية أو محدودة، داعياً إلى الشراكة في هذا البناء والعمل يداً بيد لتجاوز جميع التحديات، ومؤكداً أن “الوحدة هي سلاحنا، والعمل الجاد هو طريقنا، وإرادتنا الصلبة هي الأساس الذي سنبني عليه هذا المستقبل الزاهر”.

الدروز جزء أصيل من نسيج الوطن
وأضاف الرئيس الشرع: “كما أخصّ في كلمتي هذه أهلنا من الدروز الذين هم جزء أصيل من نسيج هذا الوطن، إنّ سوريا لن تكون أبداً مكاناً للتقسيم أو التفتيت أو زرع الفتن بين أبنائها، نؤكد لكم أن حماية حقوقكم وحريتكم هي من أولوياتنا، وأننا نرفض أي مسعىً يهدف لجرّكم إلى طرف خارجي أو لإحداث انقسامٍ داخل صفوفنا، إننا جميعاً شركاء في هذه الأرض، ولن نسمح لأي فئة كانت أن تشوّه هذه الصورة الجميلة التي تعبّر عن سوريا وتنوعها.”
وتابع الرئيس الشرع: “لقد تدخلت الدولة السورية بكلّ مؤسساتها وقياداتها، وبكلّ إرادة وعزم، من أجل وقف ما جرى في السويداء من قتالٍ داخلي بين مجموعات مسلحة من السويداء، ومن حولهم من مناطق، إثر خلافات قديمة، وبدلاً من مساعدة الدولة في تهدئة الأوضاع، ظهرت مجموعات خارجة عن القانون اعتادت الفوضى والعبث وإثارة الفتن، وقادة هذه العصابات هم أنفسهم من رفضوا الحوار لشهور عديدة، واضعين مصالحهم الشخصية الضيقة فوق مصلحة الوطن.”
View this post on Instagram