توم باراك: سوريا تنتج العظماء

وقعت سوريا، مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 14 مليار دولار، تشمل 12 مشروعا استراتيجيا في قطاعات البنية التحتية والنقل والتطوير العقاري.

وجرت مراسم التوقيع في قصر الشعب بالعاصمة السورية، بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، وعدد من الوزراء والمسؤولين، إضافة إلى ممثلين عن الشركات المشاركة في الاتفاقات، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

سوريا توقع مذكرات تفاهم استثمارية بقيمة 14 مليار دولار

الرئيس السوري أحمد الشرع خلال توقيع مذكرات تفاهم اقتصادية (رويترز)

سوريا.. أفق نحو المستقبل

وقال رئيس هيئة الاستثمار السورية طلال الهلالي، خلال مراسم التوقيع، إن هذه الاتفاقات “تشكل إعلانًا واضحًا بانفتاح سوريا على الاستثمار، واستعدادها للعمل مع شركاء موثوقين لبناء مستقبل مزدهر”.

وأوضح الهلالي، أن المشروعات الجديدة، أبرزها تطوير مطار دمشق الدولي باستثمار 4 مليارات دولار، ومشروع مترو دمشق بـ2 مليار دولار، و”أبراج دمشق” باستثمار 2 مليار دولار، و”أبراج البرامكة” بـ500 مليون دولار، و”مول البرامكة” بقيمة 60 مليون دولار، دون تفاصيل عن بقية المشروعات.

وأشار إلى أن هذه المشاريع “ليست مجرد استثمارات عقارية، بل أدوات لتحفيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل، وتعزيز ثقة المستثمرين الدوليين في السوق السورية”.

سوريا توقع مذكرات تفاهم استثمارية بقيمة 14 مليار دولار

ووقع ائتلاف تجاري تركي قطري أمريكي، مع الهيئة العامة للطيران المدني السورية، اتفاقية استثمارية بقيمة 4 مليارات دولار، تهدف لرفع الطاقة الاستيعابية لمطار دمشق الدولي إلى 31 مليون مسافر سنويا، خلال 8 سنوات.

ويضم الائتلاف كلا من شركات الإنشاءات التركية كاليون، وجنكيز، وتاف، وشركة “يو سي سي/ UCC” القطرية، وشركة “Assets Investments” الأمريكية.

وذكرت كاليون القابضة في بيان، الأربعاء، أن المشروع يأتي كاستثمار جديد يضاف إلى سلسلة استثماراتها في سوريا بالتعاون مع جنكيز القابضة.

وفي تعليقه على الاتفاقية، قال رئيس مجلس إدارة كاليون، مرادخان كاليونجو، إن شركتهم منذ تأسيسها قبل 81 عاما، تضع الإنسان في محور اهتمامها في كافة مشاريعها بمناطق مختلفة بالعالم، وتهدف لترك أعمال خالدة للأجيال القادمة.

وأضاف كاليونجو أنهم يتطلعون لمواصلة تمثيل تركيا في الخارج بفخر، من خلال تنفيذ مشاريع تساهم في البيئة والإنسانية.

واشار إلى تجربتهم السابقة في إنجاز مطار إسطنبول في 42 شهرا فقط، بالتعاون مع جنكيز للإنشاءات، وتحقيقه مكانة عالمية بقدرة استيعابية تصل إلى 90 مليون مسافر سنويا.

وأعرب عن ثقتهم في أن المشروع الجديد سيحول دمشق إلى مركز إقليمي للنقل الجوي.

كما أعرب عن أمله في أن تكون هذه الاستثمارات نقطة تحول لصالح سوريا، ودعما قويا للتنمية والاستقرار الإقليميين.

من جانبه، أوضح نائب رئيس مجلس إدارة شركة جنكيز، عاصم جنكيز، إنهم ينقلون خبرات شركتهم إلى سوريا للمساهمة في إزالة آثار الحرب.

سوريا تنتج العظماء

من جانبه، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، الذي حضر مراسم التوقيع إن “الأرض السورية تنتج العظماء، ودمشق ظلت عبر آلاف السنين مركزا للتجارة والنقل في المنطقة”.

وأشار باراك، الذي لم تذكر الوكالة مزيد من التفاصيل عن مدة زيارته لسوريا، إلى “الأهمية الاستراتيجية للعودة إلى الاستثمار في سوريا”.

وتسعى دمشق، من خلال هذه الاتفاقات، إلى استقطاب استثمارات أجنبية تسهم في إعادة تأهيل البنية التحتية وتعزيز الانتعاش الاقتصادي بعد سنوات من الصراع.