أخبار الآن | إسطنبول – تركيا (إيهاب بريمو)
في "أحد القيامة "احتفل مسيحيو سوريا بعيد الفصح في مدينة إسطنبول في الكنائس المنتشرة في المدينة، منهم من أشعل شمعة من أجل السلام لسوريا والآخر أشعل شمعة من أجل حبيبته التي لم يرها منذ سنتين على أمل اللقاء.
وكانت من عادات عيد الفصح الزيارات العائلية وتناول غداء الفصح معًا، والزينة بألوان زاهية تطبع أجواء المتاجر والبيوت بما تحمله من رمزية للفصح، فالبيض بألوانه المختلفة ومفارش طاولات السفرة والمحارم بألوان الربيع هي عادات موغلة في القدم، وما تزال عادة تلوين البيض مستمرة حتى يومنا، فتعج المتاجر الخاصة ببيض طبيعي وغيره من الصناعي واليدوي بأسعار باهظة، بينما يقدم للأطفال بيض فصح مصنوع من الشكولاتة.
سوريّو إسطنبول في عيد الفصح
في "أحد القيامة "احتفل مسيحيو سوريا بعيد الفصح في مدينة إسطنبول في الكنائس المنتشرة في المدينة، منهم من أشعل شمعة من أجل السلام لسوريا والآخر أشعل شمعة من أجل حبيبته التي لم يرها منذ سنتين على أمل اللقاء.
"مارلين سعادة " معلمة من مدينة حلب، أتت مع عائلتها إلى إسطنبول منذ سنة تقريبا حدثتنا عن قدوم عيد الفصح وكيف احتفلوا فيه هنا: "في الحقيقة لم يعد للعيد طعم ونحن مهجرين خارج سوريا، نعيش في كل يوم آلاف الويلات، حزن وألم على سوريا وشبابها، على بيوتنا على ذكرياتنا التي يمحوها نظام الأسد شيئا فشيئا"، وتضيف: اليوم ذهبنا أنا وزوجي وأولادي إلى كنيسة القديس أنطونيو في منطقة "تقسيم" أشعلنا شموعا وصلينا من أجل السلام لسوريا.
"جان" شاب في الرابعة والعشرين من عمره، يعمل في مدينة إسطنبول من أجل جمع تكلفة السفر إلى أوروبا مثله مثل الكثير من الشباب السوريين في إسطنبول، يقول لمراسل أخبار الآن: "لم أشعر بقدوم العيد بسبب بعدي عن عائلتي التي تسكن في مدينة حلب، جمالية العيد "باللمة العائلة والأصدقاء" والاحتفال معهم، عندما كنت في طفولتي كانت عائلتي تحضر لنا البيض الملون في داخله الشوكولا"، وقد عبّر عن حزنه بسبب الكارثة الإنسانية التي تحدث في سوريا: في عيد الفصح هناك العديد من أطفال سوريا لم يشتروا ثياب العيد ولم يحظوا بالبيض الملون، ونهى حديثه بالصلاة لسوريا ليعم السلام والأمان فيها.
أما "مار شربل" فقال: "هناك فرق كبير بين الاحتفال في سوريا وهنا، كنا في سوريا نذهب إلى الكنسية ونصلي ونحتفل مع جميع الناس، أما هنا فالأمر مختلف، لا معنى للعيد فنسبة السورين المسيحين قليلة جدا وعادات العيد تختلف بكون تركيا تحمل الطابع الإسلامي، فيقتصر الاحتفال بزيارة الكنائس فقط"، وأضاف: جمالية العيد باجتماع العائلة والأصدقاء وتبادل البيض الملون، أما هنا فلم يحدث هذا الشيء، وأنهى كلامه بأمنية عند إشعال شمعته في كنيسة القديس أنطونيو في شارع الاستقلال "أتمنى السلام والأمن لسوريا وآمل من الرب العودة إليها".
تمر أعياد واحتفالات وما زال الشعب السوري يعاني من حرقة البعد عن الوطن سوريا، في "أحد القيامة" صلّى السوريون في إسطنبول من أجل السلام والأمان وأضاءوا جمعيهم شموع المحبة آملين العودة إلى سوريا.
وكان بابا الفاتيكان "فرنسيس" قد دعا في عظته بمناسبة عيد الفصح، إلى "المصالحة في سوريا"، مؤكداً في الوقت ذاته "ضرورة بناء السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، عبر مفاوضات مباشرة وصادقة" ونقلت إذاعة الفاتيكان عن فرنسيس قوله، في عظته التقليدية التي تحمل اسم "رسالة إلى روما والعالم"، والتي تلاها أمام جموع المؤمنين في ساحة القديس بطرس وسط الفاتيكان: "نسأل المسيح القائم من الموت، أن يري سوريا العزيزة، درب الرجاء، بعد أن مزّقها النزاع الطويل"، واستذكر رأس الكنيسة الكاثوليكية في كلمته "معاناة شعوب العراق وليبيا واليمن"، وشدد على "ضرورة استقبال اللاجئين" و"حماية المضطهدين لأسباب عرقية ودينية".