أخبار الآن | مخمور – نينوى – العراق – (لؤي أمين)
أضطر أهالي مدينة الموصل إلى الهرب لمناطق لا تقع تحت إحتلال داعش، بسبب الإنتهاكات التي أصبحت هاجسَ الأهالي والتي يُنفذها جهاز الحِسبة في التنظيم. قتلٌ وجلدٌ وتجويعْ عقوباتٌ يُوقِعُها مسلحو الحِسبة بالأهالي المخالفين للقوانين الصارمةِ التي يَسُنها ويفرضها التنظيم على المدنيين. مراسلنا لؤي أمين التقى عددا من الهاربين من الموصل ليرووا ما عايشوه في ظل احتلال داعش لمدينتهم. نتابع
القتل والسجن والجلد عقوبات يهدد بها تنظيم داعش المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي يحتلها، فبعد فرضة قوانين صارمة على الأهالي في كل من سوريا والعراق، تشمل حياتهم وتعاملاتهم، أطلق داعش يد جهاز الحسبة (وهو جهاز للشرطة)، لترصد المخالفين لقوانينه التي يفرضها على المدنيين بالقوة، مما دفع كثيرا من أهل الموصل العراقية وغيرها إلى النزوح هربا من العقوبات الوحشية.
يقول خلف عاكوب أحد أهالي الموصل: "بس محدد لحيتي سجنوني يومين وجلدوني 15 جلدة، والله تعاملهم ليس جيدا كان عندي سيارة اخذوا مني 100 الف دينار (80 $) والا يصادرون السيارة ويغرمونني".
الفاقة وصعوبة الحياة، في ظل الوضع الإقتصادي المتردي في مناطق احتلال داعش، أجبرت أحمد على بيع السجائر، لتعتقله الحسبة ويلاقي أقسى أنواع التعذيب في سجون داعش، قبل أن يطلقوا سراحه بعد دفعه مبلغا من المال.
من جانبه يقول أحمد عادل وهو من أهالي الموصل أيضا الذين فروا من داعش: "شدوا رجلي وبدأوا بجلدي اكثر من أربعين جلدة، كانوا ثلاثة واحد منهم لم يكن في الحسبة اصلا كان في ما يسمى جهاز المعلومات، وقاموا بضربي لكي اعترف. سلخوا جلدي وفي النهاية وضعوا خرطوم المياه في فمي حتى تقيئت وبعدها اعترفت بأنني بعت أربع علب سجائر وغرموني 75 الف دينار، قلت لهم اخرجوني قالوا يجب أن تملأ استمارة تعهد بانك لن تبيع السجائر بعد وتعهدت بمليوني دينار".
النوم على الأرض في الشتاء القارس ووجبة طعام واحدة في اليوم مع عدم توفر الحمامات النظيفة، تفاصيل عاشها أحمد داخل أحد سجون داعش.
ويضيف أحمد: "سجنت في الشهر الأول ونمت على الارض اربعة ايام على الارض في البرد من دون فراش، وكان الاكل وجبة واحدة في اليوم".
تشوب الإزدواجية تطبيق قوانين الحسبة، فهي لا تنطبق على مسلحي داعش إن خالفوها، غير أنها تطبق بصرامة على المدنيين الذين لا صلة لهم بالتنظيم.
ويقول النازح من الموصل نور صباح: "داعش بكيفو يسرق بكيفو ينهب بكيفو ينتهك، هذا مخول عندهم ما يحاسبوه لكن المواطن هو الذي يعاقب دائما ".
بين الحصار وانتشار البطالة في مناطق داعش والحسبة الجاثمة على صدور المدنيين التي تمنعهم من ممارسة أعمالهم، يبقى أهل الموصل يعانون الأمرين حتى خلاصهم من داعش.
إقرأ أيضاً:
داعش نقل مقاتلين أجانب من الرقة إلى الموصل