أخبار الآن | لبنان – (منى علامي)
العملية العسكرية التي شنَّها الجيش اللبناني في شهر آب/ أغسطس الماضي ضد داعش على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا وضعت حداً لثلاث سنوات من تواجد المجموعة الإرهابية على الأراضي اللبنانية، وفتحت صفحة جديدة على الساحة الأمنية في لبنان الذي اضطر، منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، إلى الدخول في مواجهة متنامية مع خطر الحركات الجهادية.
وبالرغم من انخفاض منسوب التهديد الإرهابي بشكل ملحوظ في الأشهر القليلة الماضية في لبنان، ترجِّح مصادر أمنية أن يشهد البلد انتقالا من العمليات المنظمة إلى هجمات "الذئاب المنفردة" أي تلك الهجمات التي ينفذها أشخاص منفردون، أضف إلى ذلك نقاط التوتر الجديدة/القديمة في مخيم عين الحلوة الفلسطيني.
إقرأ أيضا: أمير داعش في الرقة وراء إعدام العسكريين اللبنانيين
منذ العام 2013 ولبنان يصارع خطر التهديد الجهادي بعد دخول ميليشيا حزب الله في الحرب السورية إلى جانب نظام بشار الأسد في ثورة غالبيتها سنية.
فقد شهد البلد حتى تاريخه، 18هجوما انتحاريا على الأقل. في كانون الثاني/ يناير 2017، تمكنت الأجهزة الأمنية في لبنان من إحباط محاولة انتحارية تم ربطها بداعش استهدفت مقهى كوستا في الحمرا، وفي عام 2016، فجَّر ثمانية مهاجمين انتحاريين أنفسهم في بلدة (القاع) المسيحية في البقاع الشمالي وتبنى حينها "داعش" هذه الهجمات، أضف إلى ذلك تفجيرات برج البراجنة عام 2015 وفندق دوروي في بيروت في أوائل عام 2014. في تلك السنة أيضا (2014) استولت الجماعة الإرهابية على بلدة عرسال شمال شرق لبنان. وفي الفترة بين عامي 2014-2015، نفذت جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة التي باتت تعرف اليوم "بهيئة تحرير الشام" ثماني هجمات على الأقل، فضلا عن ثلاث هجمات أخرى تولتها كتائب عبدالله عزام التابعة للقاعدة.
إعتقال قيادي في داعش شارك بهجوم على الجيش اللبناني
يشير مصدر أمني الى ان الحملات الامنية على الخلايا الارهابية اجبرت داعش فى العام الماضى على تغيير أسلوب عمله والاعتماد على "الخلايا الصغيرة واللامركزية" لتصعيب الكشف عنه، موضحاً "ان عدد الاشخاص المشاركين فى الخلايا الارهابية انحسر ايضا". وفي الأشهر الستة الماضية، برز تحول آخر في طريقة عمل الشبكات الإرهابية مع التركيز من جديد على عمليات الذئاب المنفردة"، التي وحسب المصدر نفسه "يُتوقع ان يجد لبنان نفسه في مواجهة هذا النوع من الهجمات بالرغم من ان الوضع الامني تحت السيطرة". ومن البديهي أن عمليات الذئاب المنفردة ستفرض أسلحة أقل تطورا مع الاعتماد على استخدام الأحزمة الناسفة أو المدافع الرشاشة أو العربات التي تستعمل لدهس المارة، كما ستفرض تغييراً في نوعية الإرهابيين مع اللجوء إلى العناصر الشابة الحديثة التطرف التي تعمل بمفردها.
أما في ما خص انحسار قدرات الجماعات الإرهابية فمرده إلى ان عددا من العوامل يأتي في مقدمها المعلومات الاستخبارية المهمة التي تحصل عليها المؤسسات الأمنية اللبنانية من مراقبة وسائل الإعلام الاجتماعية وأيضا من عناصرها المنتشرة في المناطق المعروفة كبؤر للجهاديين. ومن ثم تأتي الهزيمة التي مُنيت بها الجماعات الإرهابية على الحدود الشمالية الشرقية بين لبنان وسوريا، وأيضا الحملة التي نفذتها الأجهزة الأمنية اللبنانية لقمع الاسلاميين المتطرفين في سجن رومية الذي يقال انه شكل في مرحلة من المراحل غرفة عمليات لتنسيق الهجمات الارهابية في لبنان.
أما العامل الرابع والأخير فيتمثل في تعاون الجماعات الفلسطينية مع الأجهزة الأمنية اللبنانية في مخيم عين الحلوة، حيث يقدم الفلسطينيون معلومات عن نشاط الجهاديين في المخيم.
ويختم المصدر الأمني معتبرا أنه الآن بعد أن تم تطهير الحدود الشمالية الشرقية من الجماعات الارهابية، قد تتمحور المرحلة الحاسمة التالية حول مخيم عين الحلوة الذي يأوي عشرات من أتباع داعش وهيئة التحرير الشام.
المزيد