استهداف مطار اربيل
الميليشيات العراقية المدعومة من إيران ارسلت رسائل جديدة بمضمون متشابه .. فالاستهداف هذه المرة كان لأربيل عاصمة أقليم كردستان حيث انهالت صواريخ عدة استهدف أحدها قاعدة عسكرية أمريكية قرب مطار أربيل الدولي.. في حين اعتادت الميليشيات على قصف قواعد عسكرية في بغداد واطرافها،،هذه المرة تبنت الهجوم جماعة تطلق على نفسها “سرايا أولياء الدم”،،على أثرها ادان المجتمع الدولي وحكومة بغداد الهجوم واستنكروا،،كعادتهم..!
رئيس الجمهورية “برهم صالح” اجتمع برئيس أركان هيئة الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي،،او مثلما يطلق عليه “أبو فدك” التصريحات الرسمية تقول إن اللقاء ناقش تحركات الحشد الأخيرة لضبط الأمن في كركوك وغرب نينوى وصولا إلى الحدود العراقية السورية، لكن الاجتماع جاء بعد هجوم اربيل مباشرة وهذا ما يفسر اللقاء العاجل. مصادر إعلامية كشفت أن اللقاء كان ابعد من ذلك فوفقا لمصادر من داخل الحشد اوضحت أن برهم صالح نقل رسالة كردية وأمريكية شديدة اللهجة إلى (ابو فدك) هذا الكلام اكده ايضا نائب من تحالف “الفتح” ذكر أن اللقاء لم يكن هادئاً بين أبو فدك وصالح حيث نقل الأخير رسائل غاضبة من أطراف في أربيل وواشنطن حيال الهجوم والفصاىل المنفلتة. المصدر اشار ايضا إلى أن صالح ابلغ “ابو فدك ” بأن الولايات المتحدة قد توجه ضربات جوية على معسكرات للحشد في العراق وان عليهم التزام الصمت، في حال قررت واشنطن الرد على هجوم أربيل ضد الفصائل الموالية لايران.
أما “ابو فدك” فقد نفى كحليف النظام الإيراني أي علاقة للفصائل التابعة للحشد الشعبي بالهجوم واعتبر أنهم غير مسؤولين عن مثل هذه الهجمات، عارضاً المساعدة في التحقيق للتوصل إلى المتورطين..
ويرى محللون في هذه الهجمات التي تظهر بين حين وأخر أنها تندرج في سياق “الرد الاستراتيجي” لإيران على مقتل قاسم سليماني، حيث وضعت طهران إخراج القوات الأمريكية من العراق ثمنا لرأسه.
الهجموم على اربيل من قبل الميليشيات عمق الأزمة بين أربيل وبغداد..إيران وعلى الفور اعلنت تبرأتها من هذا الهجوم وشجبت واستنكرت،، وهذه أحد أساليب “الحرب بالوكالة” . صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية ذكرت في افتتاحيتها، أنه لا يمكن الفصل بين الهجمات الصاروخية، التي استهدف بعضها قاعدة عسكرية أمريكية في مطار أربيل، وبين تصاعد حالة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددتها طهران في 21 (فبراير) بالانسحاب كليا من الاتفاق النووي، ورفع سقف معدلات تخصيب اليورانيوم ووقف التعاون مع المفتشين الدوليين، إذا لم تُرفع العقوبات المفروضة عليها كاملة وفورا…فهذه كلها اوراق تلعب عليها طهران لتثبت وجودها.
يأتي هذا في وقت تهيأ فيه حلف الشمال الاطلسي إلى توسيع نطاق مهمة التدريبة التي يضطلع بها الحلف في العراق بمجرد انحسار جائحة كورونا، في خطوة سيترتب عليها على الأرجح ترسيخ دور أكبر في الشرق الأوسط. وتوقع دبلوماسيون، أن يرفع الناتو عديد قواته في العراق من نحو خمسمئة جندي كحد أقصى في الوقت الراهن إلى حوالي أربعة الآف أو خمسة الآف.
لكن ما الهدف من ذلك؟
يقول الأمين العام لحلف الناتو “ينس ستولتنبرغ” أنهم قرروا توسيع المهمة التدريبية للناتو في العراق لدعم القوات العراقية في محاربة الإرهاب وضمان عدم عودة تنظيم داعش الإرهابي…في حين يراها سياسيون عراقيون أنها ضمن جهود تعزيز قدرات التصدي لميليشيات إيران وعناصر داعش.
إعلان حلف الأطلسي خلق حالة من عدم الارتياح لدى المواليين لإيران في العراق معتبرين أن هذه الزيادة في قوات الحلف قد تستخدم غطاء للإبقاء على القوات الأمريكية التي يطالبون برحيلها، بينما ترى قوى سياسية أخرى أنّ وجودها في البلاد ما يزال ضروريا ليس فقط للمساعدة في التصدّي لعناصر داعش بل لعلها تخفف من استهداف الميليشيات للقواعد الامريكية التي قد تصبح بوجود الحلف الاطلسي تحت ادارته.
تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن