تناقل مدونون أخبارا تفيد بإنزعاج خامنئي من الميليشيات العراقية بعد اختفاء أربعة مليارات دولار بستة أشهر, وهي اموال تهريب السلاح والمخدرات..فماذا كان يتوقع المرشد الايراني علي خامنئي عندما يجمع مرتزقة ويمدهم بالمال والسلاح لقتل الابرياء.. فمن قتل أبناء جلدته سيغدر بغيرهم ايضا..
ونقلا عن ما تم تداوله على مواقع اخبارية عراقية محلية ،فإن قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني ابلغ خامنئي بأن الميليشيات تتصارع على الأموال، وهذه القضية اغضبت خامنئي..الذي وصفهم “باللصوص”.
قبل هذه الأخبار بأيام، ارتفع صوت الرئيس حسن روحاني على العراق،على البلد الذي بعثرته ميليشياتهم، مطالبا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي باطلاق أموال بلاده المجمدة , وهي قيمة مشتريات الغاز المجهز لمحطات الكهرباء العراقية لسنوات ..
الدكتور مظهر محمد صالح المستشار الإقتصادي لرئيس الوزراء العراقي ، أكد أن هناك حظرا تاما من الولايات المتحدة على أي تعامل بالدولار أو العملات الأجنبية بصورة تحويلات بنكية مع إيران , باستثناء التعاملات الإنسانية التي يمكن عن طريقها تسديد تلك الحقوق المتراكمة نقدا لمصلحة طهران لاحتياجات مثل الغذاء والدواء , وبعض مصاريف السياح القادمين إلى العراق، وتسدد من المتراكم لتلك المبالغ وتلك المستحقات وتخضع لمعايير مقبولة من الأطراف كافة.
الجانب الإيراني يقدر حجم الأموال المجمدة لدى العراق بـخمسة مليارات دولار، فيما يرد العراق أن الرصيد متغير وقد يزيد باستهلاك الغاز والكهرباء يوميا, وينقص عند التسديد.
هذه المؤشرات تعكس الوضع الاقتصادي الداخلي المتأزم في إيران والعجز المالي الذي وصل مراحله،،صوت روحاني المطالب بالافراج عن الاموال المجمدة دليل واضح على ما يتعرض له من هزيمة ثقيلة في أواخر ولايته , التي حاز عليها قبل ثمانية أعوام. خصوصا بعد أن وصف اقتصاديون الموازنة التي قدمها روحاني لعام ٢٠٢١ بأنها موازنة “بلا عائدات نفطية والتمويل من الفقراء”..
لكن على ما يبدو فإن سياسة “الضغوط القصوى” التي تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجاه إيران طيلة السنوات الماضية تسببت في تفاقم سوء أداء الاقتصاد الإيراني،هذا تزامناً مع حظر تصدير نفط إيران إلى الأسواق الدولية، الذي يُعد أهم مصادر دخلها.
نائب روحاني “اسحق جهانغيري” خرج عن صمته ووصف الوضع الأقتصادي بأنه شديد الاضطراب وينذر بالخطر..”الخطر الذي يتحدث عنه “جهانغيري” هو احتجاجات الشارع الإيراني وغضب المواطنين من إقتصاد متردي وهدر النظام الإيراني أموال شعبه على تسليح وتمويل الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
“اسحق جهانغيري” الذي حذر من خطورة الوضع قال إنه لا توجد دولة صديقة أو جارة قبلت أن تشتري النفط من إيران بصورة رسمية،،وهذا اعتراف إيراني أن الصديق والجار تخلى عنهم.
واكثر ما اغضب “جهانغيري” ايضا على حد قوله اولائك الذين زعموا الالتفاف على العقوبات الامريكية ولكنهم فشلوا ببيبع برميل نفط،،!
لو القينا نظرة على صادرات النفط الإيرانية في ظل العقوبات فقد وصلت إلى مستوى يتراوح بين 300 ألف و500 ألف برميل يومياً، مقارنة مع نحو 2.5 مليون برميل يومياً قبل العقوبات،ما يشير إلى تكبد الموازنة الإيرانية خسائر حادة وعنيفة خلال الفترة الماضية وزيادة مستويات العجز , في وقت لا تملك فيه الحكومة الإيرانية خيار اللجوء إلى أسواق الدَين الدولية مع استمرار العقوبات الأمريكية.
الانكسار الاقتصادي الذي يعيشه النظام الإيراني دفعه إلى فتح دفاتر الحسابات القديمة , والمطالب بدفع ديون قديمة أو أموال التهريب من الميليشيات.
السجال والاتهامات والتخبط في إدارة البلاد اقتصاديا،،انعكست على تصريحات المسؤولين الإيرانيين ايضا , فقبل أيام قليلة خرجت وزارة الخارجية الإيرانية مربكة من تصريحات محسن رضائي أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام والمقرب من المرشد علي خامنئي،،،،خلال مقابلة مع صحيفة فاينانشيل تايمز والتي قال فيها إن بلاده لم تدفع حتى الآن ريالاً إيرانياً واحداً لدول المنطقة دون أن تتأكّد من استلامه لاحقاً ! واضاف أنه من غير المعقول أن تقدّم إيران الدعم لسوريا والعراق لتوفير الأمن, ثم تكتشف أن باقي البلدان هي المستفيدة من الفوائد الاقتصادية نتيجة تحقق هذا الأمن…كما طالب بإستعادة الأموال الإيرانية التي أنفقت على الحرب في هذين البلدين..وهذا ما يفند شعارات إيران الرنانة في مساعدة الدول الجوار لدحر داعش بحسب ادعائها.
الخارجية الإيرانية وجدت نفسها في مأزق بعد هذه التصريحات وتنصلت من كلام رضائي , قائلة إن كلام رضائي هي “وجهة نظر شخصية، ولا يمثل وجهة نظر طهران، مضيفة أن “إيران سارعت إلى مساعدة نظام الأسد والعراق على أساس مبدأ الأخوة من أجل مكافحة داعش”، بحسب تعبيرها.
مسألة استرجاع الأموال التي أنفقتها إيران في العراق وسوريا، ترددت سابقا على لسان مسؤولين آخرين،،ففي العام الماضي، أشار القائد السابق للحرس الثوري “رحيم صفوي” إلى أن بلاده ستستعيد كل ما أنفقته في العراق وسوريا،،وقال ايضا في تصريحات أثارت جدلا أيضا “أي مساعدة قدمناها للعراقيين، حصلنا مقابلها على دولارات نقداً، كما وقعنا عقوداً عدة في سوريا، لكن روسيا استفادت أكثر.
تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن