تجربة ثرية في جزر المحيط الهادئ
كنت دوما متأكدا أن لكل خطوة بداية وأنه علينا القيام بالخطوة الأولى.
البعض منا يتعلم هذا الدرس في المدرسة والآخر في البيت بين العائلة والأصدقاء.
قصتي أنا كانت مختلفة حيث استطعت ان أكتشف البروتوكولات والرسميات في سن مبكرة جدا وتعلمت العديد من الأشياء الجديدة؛ أشياء لم أكن أستطيع أن أكتشفها أبدا دون تجربتي الغنية بالعلاقات والحوارات.
أردت خلال كل مشروع أبدأه أن يكون مكان المشروع بعيدا عن أنظار وسائل الإعلام العالمية؛ أن أظهر في الأماكن المحلية وأجواءها الطيبة وتقاليدها الفريدة من نوعها.
كنت أرغب في مقابلة الشباب وسط حياتهم الطبيعة في الأماكن التي كانوا يعيشون فيها كي نظهر أننا نستطيع النجاح في الحياة مهما كانت الظروف وصعوبتها.
لم أكن أدري حقيقة معنى كلمة “النجاح” لأن كل واحد منا كان لديه تفسير مختلف لكن كنت أعرف أن “النجاح” يتمثل في أن نغير شيئا في عالمنا كي نعيش بصفة أفضل.
ومن هنا ولد حلمي لأجل السلام بين الأمم، وزرت العديد من الدول وفي كل قارات العالم.
وددت مرة أأن أقوم بمبادرة مختلفة عن العادة، وكنت أحب التغيير وكنت أريد أن يكون التغيير فرصة لتجربة إيجابية ومبتكرة.
أردت أن أزور جزر المحيط الهادي وبالتحديد بولينيزيا الفرنسية.
لأول مرة كنت أذهب في زيارة رسمية إلى عاصمة بعيدة أكثر من 16000 كيلومتر عن دولنا العربية.
كان النشاط الذي يغمر قلبي أقوى بكثير من حواجز البحور والحدود.
قبل أن أؤكد زيارتي، كان لي اتصال هاتفي مع المسؤول عن العلاقات الدولية، وزير الخارجية في بابيتي، عاصمة بولينيزيا.
أتذكر أنه جاملني كثيرا وكان يحكي معي وكأنه صديق أعرفه منذ سنوات عدة؛ رغم كل ذلك، طرح على سؤال كان يفكر فيه منذ مدة: “لماذا اخترت أن تزور جزرا صغيرة جدا داخل المحيط الهادئ يصعب حتى وجودها على خارطة العالم؟”.
كان الوزير يبدو متعجبا من اختباري وكأن الأمر كان غريبا ومختلفا عن العادة.
عكس ذلك، الجواب بالنسبة لي كان سهلا ولم أفكر فيه ولا ثانية واحدة “واجبي كسفير هو أن أظهر أن مفهوم السلام يتم مناقشته كذلك في الجزر والقرى الصغيرة التي لا نتحدث عنها كل اليوم، ليست فقط العواصم الدولية التي بإمكانها أن تناقش السلام والتسامح على الساحة الدبلوماسية”.
وأضفت: “أريد أن أعطي الصورة الحقيقة عن الشباب البولينيزي وبصفة عامة عن شباب العالم الذي مازال يحب العلم والمعرفة والتكنولوجيا.”
جوابي أقنعه بل أكثر من ذلك بكثير، جوابي جعله يدعمني ويساعدني كي يكون لي استقبال رسمي في قصر الرئاسة وكذلك كي ألتقي بالشباب في المدراس وفي الجامعة.
سجلنا سويا شريط فيديو يحتوي على أأروع رسالة إلى الإنسانية جمعاء، كل شخص بإمكانه أن يدافع عن السلام وحتى في أكثر الأماكن المنسية من قبل العالم.
نعيش في عالم حيث أن واجبنا يتمثل في تحقيق أحلام وآمال الأجيال القادمة، لا للتردد ونعم للتقدم.