أفغانيات في كندا يرفضن العودة لحقبة عام 1996
لم أكن أتوقع أن عدد أفراد الجالية الأفغانية في كندا أكثر من مئة ألف شخص، واغلبهم يشغلون مناصب مرموقة في المجتمع الكندي ومندمجين بطريقة مميزة حتى ان وزيرة المرأة الكندية لطيفة منصف هي من أصل أفغاني .
الأحداث الأخيرة التي شهدتها أفغانستان جعلتني كصحفية أبحث عن الجالية الأفغانية في كندا وأتعرف على بعضهم من الناشطين والصحفيين.
أول ناشطة تعرفت عليها كانت الناشطة في حقوق المرأة “سيرينا آي” ناشطة شابة همها الوحيد هو الدفاع عن حقوق المرأة واليوم أصبحت مهمتها أصعب بعد ان سيطرت طالبان على أفغانستان حيث تُعتبر المرأة فئة ثانية في المجتمع في حكم طالبان بحسب حديث سيرينا، عن النساء وحياتهن في ظل حكم طالبان عام 1996 فان المرأة لا تمثل نصف المجتمع ولا يمكنها ان تعمل او تدرس.
تتحدث سيرينا بحزن وقوة في آن واحد، حزنها على ما يحصل لبلدها والفوضى في ظل سيطرة طالبان والقوة التي ستمكنها من الدفاع عن بلدها لتكون صوتا من بلاد الغربة يدافع عن الحرية وحقوق المرأة.
خلال جلستنا للحديث عن الأوضاع في أفغانستان قررت سيرينا الاتصال بشقيقتها وبناتها اللواتي يسكن العاصمة كابول، لتطلعنا اكثر عن الأوضاع هناك ، حيث تقول مهما قلت لكم سيكون قليلا مقارنة بما يشعر به الناس هناك ،تحدثت الى ابنة شقيقتها العشرينية وسألتها عن احوالهم وبعد دقيقة واحدة من المكالمة انهالت سيرينا وابنة شقيقتها بالبكاء قائلا نحن خائفون جدا عناصر طالبان بدأوا يسحبون النساء في مدن أخرى ويفصلوهن عن اهاليهم، وأضافت انهم يشعرون بالرعب فكلما طُرق باب المنزل يختبأن النساء ظنا منهن انهم طالبان ، ابنة شقيقتها كانت تتحدث وهي باكية ، أن اغلب النساء قررن الانتحار إذا حاولت طالبان اخذهن..
المكالمة كانت محزنة للغاية سألت سيرينا عن مشاعرها قالت انها خائفة وحزينة وقلقة لكنها في الوقت ذاتها يجب ان تكون قادرة وقوية حتى تتمكن من انقاذ شقيقتها وبناتها وايصالهم الى كندا بسلام.
كندا التي تشارك قواتها التحالف الدولي في أفغانستان أعلنت يوم الخميس الماضي انهاء عمليات الاجلاء واخر طائرة أقلعت من أفغانستان كانت قبل ثماني ساعات من انفجار مطار كابول، القائم بأعمال رئيس اركان الدفاع الكندي الجنرال “وأين آير” اعلن ان بلاده أوقف عمليات الاجلاء بعد ان اجلت نحو 3700 شخص بين قوات كندية ومتعاونين ومترجمين وبعض الاسر، مؤكدا بقاء قوة عسكرية صغيرة الى جانب قوات التحالف فقط ، الجنرال وصف الوضع بالمأساوي والمحزن وأضاف انهم كانوا يرغبون البقاء مدة أطول لإجلاء اكبر عدد ممكن لكن الوضع صعب للغاية.
لم يمر قرار وقف عمليات الاجلاء الكندية من مطار كابول مرور الكرام فمنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان في كندا انتقدته وطالبت اوتاوا بمزيد من عمليات الاجلاء وعدم التخلي عن المترجمين واسرهم الذين ساعدوا القوات الكندية خاصة وانهم الهدف الأول لطالبان ويجب انقاذهم واسرهم هذا بالإضافة الى ان هناك اكثر من 1500 كندي من اصل أفغاني او مقيم لايزالون عالقون في أفغانستان.
الجالية الأفغانية في كندا لم تقف مكتوفة الايدي، قبل أيام نظم افرادها وقفة احتجاج كبرى وسط تورنتو رفع في شعارات لأبرز مطالبهم من كندا والمجتمع الدولي واهمها،،الحرية لأفغانستان والحرية للمرأة تحديدا ، الوقفة الاحتجاجية قادتها نساء كنديات من أصول أفغانية وقفن صفا واحدا وبصوت عال منددين بطالبان ومؤكدات انهن لن يعدن الى عام 1996 الذي كانت فيه المرأة رهينة المنزل ومن دون دراسة او عمل لان الجيل اختلف والمرأة الأفغانية تغيرت خلال العشرين عاما الماضية وانهن لن يرضخن لطالبان وحكمه، المتظاهرون طالبوا المجتمع الدولي بمحاسبة الولايات المتحدة محملين الأخيرة مسؤولية ما حصل في أفغانستان، اما رسالتهم الأخرى فكانت للحكومة الكندية التي تضع منذ عام 2013 حركة طالبان على قائمة الإرهاب ، الرسالة شددت على ان كندا يجب ان تبذل جهدها لمنح تأشيرات الدخول السريعة للمهاجرين واللاجئين الأفغان ، وكان وزير الهجرة الكندي ماركو منديتشيو إنّ بلاده تضع اللمسات الأخيرة على خطة لاستقبال 20 الف مهاجر أفغاني وسط مخاوف من انتقام طالبان من المترجمين وعائلاتهم الذين عملوا مع القوات الكندية وساعدوا الجنود في التواصل مع القادة المحليّين، وترجمة الأحاديث معهم وساعدوا في بناء الثقة على الأرض. وشارك نحو أربعين الف جندي في المهمة الدولية في أفغانستان منذ عام 2001 وحتى عام 2014 .
وانسحبت آخر دفعة من الجنود الكنديّين عام 2014، وأعلن رئيس الحكومة السابق ستيفن هاربر انتهاء المهمّة الكنديّة في هذا البلد، ويخشى المترجمون الأفغان على حياتهم، لأنّ البعض يعتبرونهم خونة، وهم مهدّدون بخطر الموت، وفي عام ا استقبلت كندا ثمانمئة مترجم أفغاني. .2009 وساهم هؤلاء في مساعدة الجنود الكنديّين في أفغانستان، رغم أنّ حياتهم كانت معرّضة للخطر أحيانا كثيرة.
تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن