القلق ينتاب المواطن العراقي بعد استهداف الكاظمي
أحداث وصفها العراقيون بالمرعبة بعد استهداف منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من قبل الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران، رعب وقلق ينتابان المواطن العراقي الذي بات يتساءل كيف يستطيع أن يضمن أمنه وسلامته وسلامة عائلته بعد استهداف مقر رأس السلطة.
ميليشيات لا تضع قيمة او منصب لأي شخص.. أما هيبة الدولة فهذا السؤال الأبرز والذي يبحث عنه العراقيون، أين هيبة الدولة العراقية وسيادتها؟
ميليشيات مسلحة ممولة ومدعومة من إيران تعبث بالعراق ومستقبله وأمنه، تتبنى مصالح إيران وتعمل كل شيء من أجل تنفيذ أوامر المرشد الأعلى علي خامنئي، فالعقيدة بنظرهم أقوى وأهم من الوطن، حتى وإن كان ذلك على حساب أبناء جلدتهم.
خلية الإعلام الأمني وعبر موقعها الرسمي أكدت تعرض الكاظمي لمحاولة اغتيال فاشلة بمُسيرتين وأنه لم يصب بأذى وصحته جيدة، في حين أكد اللواء يحيى رسول الناطق الإعلامي باسم القائد العام للقوات المسلحة أنه تم تحديد موقع انطلاق المسيرات وخط سيرها وهي تبعد مسافة 12 كم جنوب شرق بغداد.. معلومات محددة تجعل الوضع مبهمًا ومقلقًا.
الرد على بيان خلية الإعلام جاء من المسؤول الأمني لميليشيا كتائب حزب الله أبو علي العسكري الذي غرد قائلًا أن الكاظمي لا يستحق خسارة مسيرة واحدة، وإذا كان أحد يريد الأضرار بالكاظمي فهناك طرق أخرى أقل كلفة.. الاستهزاء والاستهتار بالعملية أخذ منحى خطيرا ليس لشخص الكاظمي فقط، بل للدولة بأكملها، فهو لا يزال يمثلها كرئيس وزراء.
استهداف الكاظمي.. رسالة صريحة من الميليشيات المسلحة
وتعد حادثة استهداف منزل الكاظمي رسالة صريحة من الميليشيات بأنهم لا يخشون أحدًا، وأنهم مستعدين لقتل أعلى سلطة في البلاد، واسقاط المنطقة الخضراء، وحرق العراق بالكامل، إذا لم يتم منحهم ما يريدون من مناصب ومكاسب.
من يقف وراء الهجوم الذي استهدف منزل الكاظمي؟.. هل هو قيس الخزعلي زعيم ميليشيات عصائب أهل الحق الذي وقف أمام المنطقة مع المعتصمين الرافضين لنتائج الانتخابات؟ طبعًا المعتصمين هم ذاتهم أنصار ومسلحو الأحزاب الخاسرة بالانتخابات والتي لم تستطع تقبل فكرة الخسارة وأن الشعب أصبح أوعى من السابق وكشف حقيقة هذه الأحزاب التي تمثل مصالح إيران في العراق، قيس الخزعلي ظهر في فيديو من أمام المنطقة الخضراء وسط المعتصمين مهدد الكاظمي وموجهًا رسالة مباشرة له وإلى من يقف معه، قائلًا فيها أن دماء الشهداء بما فيهم قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس على حد وصفه سيرد عليها. بعد هذا التهديد بساعات جاء الهجوم وقصف منزل الكاظمي لكن الحكومة لا زالت تبحث عن من يقف وراء الهجوم.
هناك تهديد آخر وصل للكاظمي من هادي العامري رئيس كتلة فتح، حيث اتهمه باستهداف المعتصمين وهدد العامري قائلًا: “إن من استهدف وأعطى الأوامر باستهداف المتظاهرين لن يمر دون عقاب“، فهل هذا العقاب؟
أما أحمد عبد السادة الصحفي والتابع للميلشيات المدعومة من إيران والذي يصرح بالنيابة عنهم خلال استضافته في القنوات المحلية، ذكر في تغريده له قبل الهجوم أن وصول الخزعلي وأمين عام حزب الكتائب إلى بوابة المنطقة الخضراء هي رسالة مفادها أن الثأر من الكاظمي ”أمر محتوم“.
مصادر أفادت أنه قبل يوم من الهجوم على منزل الكاظمي دخلت كتائب حزب الله حالة الانذار القصوى وهذه علامة استفهام أخرى.. ننتظر الإجابة ومثول المتهمين للعدالة.
دول عدة أدانت هذا الهجوم المستفز، من بينها كندا التي أكدت أن الأعمال الإرهابية وغير القانونية لا مكان لها في العملية الديمقراطية، وأكدت وقوفها إلى جانب الشعب العراقي.
أما الرئيس الأمريكي والذي طالما انتظر العراقيون منه موقفًا حازمًا ضد الميليشيات، فقد أعلن الاستعانة بخبرات فريق الأمن القومي الأمريكي لمساعدة القوات العراقية، كما تلقى الكاظمي اتصالاً هاتفيًا من وزير الخارجية الأمريكي أعرب فيه عن غضبه وقلقه العميقين من الحادث.
منذ الثاني عشر من أكتوبر الماضي، أي إعلان نتائج الانتخابات، والعراق يعيش حالة من التصعيد السياسي بينما الشارع يترقب ويتخوف من اقتتال داخلي بين الأطراف الخاسرة والفائزة في الانتخابات، فالكتل الخاسرة أغلبها لديها فصائل مسلحة مدعومة من إيران وتصر على أن الانتخابات مزورة وأنها لن ترضخ لها، خاصة بعد أن أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فور فوز كتلته في الانتخابات أنه سيشكل حكومة أغلبية سياسية وسيعمل على حصر السلاح بيد الدولة.
ولم يعجب هذا التصريح الفصائل المسلحة واستفزها، فدخلت في مواجهات مع القوات الأمنية أمام بوابة المنطقة الخضراء في ذات اليوم الذي اجتمع فيه الصدر مع رئيس كتلة تقدم محمد الحلبوسي.
سيناريوهات مختلفة تنتظر العراق.. إما اقتتال داخلي من أجل كسب المقاعد، أو تسوية يتدخل فيها طرف دولي.
تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن