من ريف دمشق إلى تكريم في البلاط الملكي السويدي.. قصة نجاح نحات سوري
أحمد عبلة من ريف دمشق – القلمون – التل، أتى للسويد في الفترة ما بين نهاية 2013، وبداية 2014 يعمل في الرخام، والمنحوتات.
يكرر أحمد عند حديثه للإعلام جملة “بدك تتعب لتوصل للي بدك ياه”.
أحمد اليوم يمتلك مصنعاً في مدينة هاملستاد في السويد، ولكن كيف كانت بداياته؟
اللغة والانخراط في العمل أولى خطوات النجاح
يقول أحمد بأنه بدأ بتعلم اللغة لعدة أشهر، ويرى أحمد أن تعلم اللغة هي أهم خطوة في الحصول على عمل، والاندماج في المجتمع. بعد ذلك سارع أحمد للانضمام إلى سوق العمل.
كان لدي أحمد هدف واضح، وهو الاستقلال، والدخول في نظام العمل، ولا يهم إن كان من نفس مجاله. لذلك عمل أحمد في فندق، ثم عمل في رياض أطفال، وهناك استفاد الكثير في تحسين لغته، يقول أحمد: “كانت هناك صعوبة في بداية الأمر حيث أنني كنت صاحب شركة في بلدي الأم، وأدير عدداً لا بأس به من الموظفين، وفجأة وجدت نفسي في روضة أطفال، وملزماً بمواعيد، وقوانين لا يمكنني تخطيها لكن من أجل الهدف الأسمى، وهو الدخول في سوق العمل السويدي، وتعلم اللغة، والمعرفة بالقانون ثابرت، وصبرت لأجد نتيجة مُرضية في النهاية”.
بعد ذلك أتت الفرصة لأحمد للعمل في مجاله حيث استطاع أن يعمل في مصنع لتصنيع الرخام، وحصل على عمل ثابت هناك، ولكن بعد أشهر لم يستطع التفاهم مع صاحب المصنع، وقرر بأن يترك العمل، فهل كان ترك عمل ثابت خطوة صعبة بالنسبة له, يجيب أحمد: “لم أخف أبداً من عدم حصولي على عمل ثانٍ لأنني كما ذكرت كان لي هدف أسمى، وهو إنشاء شركتي الخاصة ضمن مجال عملي، وكانت فكرة العمل الثابت هي عبارة عن خطوة أولى حيث من خلال العمل الثابت ممكن أن أدرك، وأتعلم القوانين المتعلقة بمجال مهنتي بشكل أكبر، ولم يكن العقد الثابت سوى مرحلة مبدئية للانطلاق إلى مشروعي الخاص، مع العلم أن هناك أصدقاء من حولي لم يؤيدوا فكرة إنهاء عقد العمل الثابت، وانهاء فرصة برأيهم لن تتكرر، إلا أنني أثبتُّ لهم العكس بالاصرار، والتعب، والجهد”.
أحمد يحقق حلمه، ويمتلك مصنعاً للرخام، والمنحوتات
بعد إنهاء عقد عمل أحمد الثابت بدأ في البحث عن مكان عمل مناسب، وتواصل مع عدة جهات ليتمكن من استئجار مستودع، وبدء مشروعه الخاص في غسيل السيارات بالتعاون مع أخوته، ثم بعد عام كان يفكر في إنشاء شركته الخاصة، وقد حالفه الحظ في إيجاد شخص سويدي يملك شركة، وتم النقاش على عدة أمور من أجل أن يحصل على نصف المستودع الذي يملكه، ولكن حدث شيء مفاجئ يقول أحمد: “قرأت في إحدى الصحف عن أن المصنع الذي كنت أعمل فيه معروض في المزاد العلني، فقررت أن أجرب حظي في امتلاك المصنع، ثم بمساعدة أصدقاء سويديين منهم صديقة سويدية آمنت بفكرتي، وقدرتي على إنجاح المشروع، واقرضتني المال الذي أستطيع به الدخول في المزاد”، وفعلا استطاع أحمد أن يمتلك المصنع.
تكريم ملك السويد له، وحصوله على جائزة
في عام ٢٠١٩ تم ترشيح أحمد للحصول على جائزة الملك كارل غوستاف لأفضل شركات رواد الأعمال من أصول أجنبية والذي أقيم في القصر الملكي في استوكهولم، وفاز بها.
يقول أحمد بأنه كان واثقاً من أنه سيحصل على هذا التكريم “كنت شبه متأكد من حصولي على الجائزة من الملك لعدة أسباب أهمها ثقتي بنفسي، وثقتي بأن تعبي لن يضيع سدى، وكنت المتسابق الوحيد الذي يملك شركة صناعية، أوحرفية تقوم بمنافسة الشركات السويدية، ومعظم عملائها من السويدين، بمعنى أن مشروعي لم يستهدف الأجانب بشكل خاص بل على العكس يستهدف السويدين قبل الأجانب.
يصف لنا أحمد شعوره عند الاعلان عن فوزه بالمركز الأول: “لا يمكن وصف الشعور الذي أحاطني عندما ردد مقدم الحفل اسمي بأنني الفائز بالمركز الأول، وتلعثمت بالكلمات في فمي لأنه الآن، والآن فقط شعرت أن هناك من قدَّر كل التعب، والجهد الذي بذلته للوصول إلى ما أنا عليه حاليا، وكانت الجائزة عبارة عن وسام للشركة أمام كل عملائنا، وزادت جدا من ثقة السويدين بعملنا، وقدمت صورة اكتر من رائعة أمام المجتمع السويدي بأنَّنا نحن –اللاجئين- قادرون على الإنتاج، والإبداع رغم كل الظروف القاسية التي مررنا بها.
ينهي أحمد حوارنا الشيق معه بكلمات شكر لكل من سانده، يقول أحمد: “شكراً لكل من قام بمساندتي، وآمن بفكرتي. شكرا لعائلتي، وأصدقائي من العرب، والسويديين. شكرا لكل عملائنا الذين وثقوا بنا، وكنا عند حسن ظنهم، وأخيرا شكرا للسويد كل السويد بلدا، وشعبا، وأتمنى من جميع أخواني اللاجئين أن يثبتوا لأنفسهم اولاً، وللمجتمع ثانيا أننا قادرون على الإنتاج، والإبداع، وأننا