محمد عطية غروره كان أكبر من موهبته
- محمد عطية عاد للتريند بتصريحات مثيرة وليس بأعمال فنية
الشهرة والأضواء والمعجبين والمعجبات.. ملايين رسائل الدعم والهدايا.. وعود بالأموال والملابس من أشهر وأغني بيوت الأزياء.. مشاريع وخطط وترتيبات لسلم المجد والصعود إلي القمة وتحقيق ما لم يسبق له أن تحقق لأحد.
كلها أحلام سوف تشعر بها عندما تتابع ما يحدث في برامج “اكتشاف المواهب” التي نعلم جيدا كيف يكسب صناعها ويحققون المشاهدات طوال فترة بث تلك البرامج لكننا لا نعلم كيف يخسر المشاركين ليس فقط علي المستوى الفني لكن الأهم خسارتهم علي المستوى النفسي والأخلاقي خصوصا عندما ندقق النظر في ملامحهم وملابسهم وطريقة كلامهم وهم في بداية تلك البرامج والتحول السريع الذي يحدث لهم حتي انتهاء حلقات البرنامج .. ضغوط نفسية لا يتحملها أي إنسان عادي فتخيل أن يتعرض لها من هو فنان والمفترض أنه مرهف الإحساس!
نماذج كثيرة مرت أمامنا من مواهب برامج اكتشاف المواهب ومعظمهم ينتهون بشكل فني وإنساني بعد فترة ليست كبيرة من نهاية البرنامج الذي يصنع منهم بالونات هواء يتم نفخها بقوة وسرعة ويتركهم قبل الإنفجار بثواني معدودة لتظل تلك البالونات لامعة ومنتفخة عن آخرها لحين انتهاء “الشو” وحصد المكاسب من التفاعلات والجمهور والرسائل والمكالمات والإعلانات والرعاة.
ينتهي كل ذلك وتنفجر البالونات وحتى مع انفجارها لا تجد من يحاول المساعدة لأن عقود احتكارها موقعة من قبل مع المسئولين عن برامج اكتشاف المواهب التي تحول تلك المواهب لسلع لا تباع ولا تشتري إلا بمعرفتهم، لا تتنفس إلا من خلالهم.. لا ترتدي إلا من ملابس الرعاة.. لا تنجح لأن الموسم القادم هناك الجديد ولا يصح أن نقضي علي كل موسم قادم بنجاح من سبقه وتستمر المسرحية الهزلية التي راح ضحيتها الكثيرون وأشهرهم وأكثرهم اثارة للجدل محمد عطية الذي كان اسمه في يوم من الأيام ملهما لمعظم أبناء جيله.. كان حلما للنجاح والموهبة وخفة الدم والطموح خصوصا بعد ظهوره فى أحد برامج مسابقات الغناء منذ سنوات ونجح في الحصول علي تأشيرة يدخل بها عالم الفن دون استئذان.. صنع محمد عطية ما أهله لحصد الشهرة .. سافر وتنقل وأقنعه من حوله أنه البطل القادم ولكن يبدوا أن غروره كان أكبر من موهبته وظهرت حقيقته عندما بدأ يشعر أنه أهم من كل من حوله لكن الصدمة كانت كبيرة عليه وهو يري مستقبله الفني يضيع بين قلة الظهور ونسيان الجمهور لاسمه وشكلة بالإضافة إلي مغامراته المتعددة في الوسط وهي كفيلة بالعبث مع مستقبله الذي خطط له.
فكر كثيرا بعد سنوات من الركود ومحمد عطية لا يعلم كيف يستعيد اسمه وسمعته ومصاريف حياته التي اعتاد عليها.. دخل طريق الجدل عن طريق اعلان “علمانيته” التي أشك في أنه يعرف معناها وقرأ ما يكفي عنها لأنه اكتفي في النهاية بترديد ما يحفظه المبتدئون الذين يروجون لأفكار تثير الجدل، والمتعاطون لحب الظهور بأي شكل مهما كان وهو ما حدث مؤخرا عندما قرر محمد عطية الظهور علي الساحة بعد فترة طويلة من الاختفاء، لم يعد بفيلم أو أغنية لكنه قرر العودة بمنطق صناعة التريند برأي كشف عنه في أحد البرامج وهو يخص الزواج من امرأة من خارج ديانته، مشيرا إلى أنه يختار المرأة على أساسها الإنساني وليس ديانتها وهو الرأي الذي لن نختلف عليه لكنه كان البداية لاستكمال وجهة نظر أخري وهي كما صرح محمد عطية قائلا “مش مهم العصمة تكون في إيد من أنا أو زوجتى، لأن الشخص اللي عايز يمشي يمشي، وليه تكون العصمة في إيد حد وليه واحد بس اللى يقرر مصير العلاقة، وفى العلاقات اللى فاتت معايا، كنت بقول للشخصية اللى معايا لو صحيتى يوم لقيتى نفسك مش بتحبيني، ده لوحده سبب كافى للانفصال ..أنا مع الزواج المدنى، وممكن أتزوج من غير دين وعلى حسب الشخص اللى قدامى هي شخصيتها عملها إزاي، هو دينه إسلام أو مسيحى، أو حسب اختلاف الديانات، المهم الشخص اللى قدامى يكون إنسان..الزواج ده اخترعوه علشان الزراعة، على ذكر المثال، أنا بحب إنسانة، ليه ادخل المجتمع والقانون بيننا، ولا أرشح الزواج بعقد زواج، لأن ده أنسب ليهم الاتنين، والزواج يزود نسب الطلاق، وذلك بسبب زواج الأشخاص بدون اختبار الشخص اللي معى، ويحدث ذلك بسبب مشاكل عدة، أبرزهم الجنس، يعني الواحد بعد الزواج ميعجبوش حاجة يقوم مطلق .. انا عمرى ما اتزوج من واحدة شوفتها عجبتي حبتها وذهبت لها ونتزوج ونخلف أطفال وبعد كدا يحدث أي شي، دي مسؤولية كبيرة جدا!”.
إلي الآن لا أجد ما يطلق علية أزمة أو اختلاف يتطلب الرد لكن ما بعد هذه التصريحات التي يحاول بها محمد عطية مغازلة جماعات الدفاع عن الأنثوية والنسوية وغيرها بدأ الإعلان عن آراء صادمة مثل أنه قال: “في حاجات كتير في الدين صعب أتقبلها، زي القتل باسم الدين، وتعدد الزوجات، من يريده ينفذه، لكنه بالنسبة لي مرفوض.. كنت شرقي وذكوري لحد سن الـ30، وكنت شخص سيء جدًا في العلاقات، وبتدخل في أمور لا تخصني مثل أنت لابسة ايه بتكلمي مين، لابسه كده ما تنزليش مياه بالمايوه، وأرى أن ده مش حرص واهتمام ولا غيرة، فليه أنا من حقي أسألها في الحاجات دي ومن حقها هي.. وباشوف إن ده قمة في إهانة المرأة فالعلاقة مش محتاجة يد عليا ولا قائد للسفينة، وباشفق على الستات في الشرق الأوسط ومن التدخل في لبسها وحياتها الجنسية، ونفسي نسيب المرأة في حالها ليه شاغلين بالنا بالجنس والست نفسي نتكلم في حاجة تانية ونسيبها في حالها”.
بهذه الآراء يحاول محمد عطية البحث عن مكان للعودة، بحاول تمرير اسمه من جديد بأي شكل وبأية طريقة لكنه لا يعلم أن ما اختاره من جدل سوف يفتح عليه أبواب لا يعلم ما تخفيه وراءها ونصيحتي له أن يقرأ أكثر ويتعمق في القراءة ولا يكتفي بالقشور ليجسد دور المثقف العلماني المدافع عن النسوية بمداعبة أفكارهن بدون منطق.
تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولاتعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن