أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
بالرغم من بذلِ بن لادن والظواهري جهودا لاخفاء حقيقة بنية التنيظم المتصدعة، فقد كانت بنيةُ التنظيم يتآكلها الإنقسامُ العرقي
الجزراويون والمصريون في أعلى الهرم، ويتبعهم العراقيون، والأردنيون، والسوريون، واليمنيون، والمغربيون ليس هذا فحسْب بل كان الانقسامَ الاكبرَ بين العرب، والأفارقة والأفغان والآسوييين.
ومن أبرز المصريين، كان الظواهري وأبو الخير المصري و سيف العدل وأبو محمد المصري هم احتكروا السلطة داخل تنظيمِ القاعدة منذ وفاة بن لادن، الذي احتكرها قبل.
إقرأ: أفول القاعدة 3.. قاعدة الظواهري الفساد والإيديولوجية المفلسة
قيادةُ القاعدة حاولت ايجادَ تحالف بين الجزراويين والمصريين وهذا التحالف الرمزي يبدو أنه بدأ بعد زواج حمزة بن لادن بابنة أبي محمد المصري في إيران. وللملاحظة، فإن هذه الدائرةَ الضيقةَ من القادة تملك نفس التركيبة الايديولوجية وتستمر في العيش بالخفاء في إيران وجنوب آسيا.
هم آمنون وبعيدون من ساحة المعارك، ويسعون في الاستمرارِ بتحكم بالامور من مخابئهم من خلال التحكم بالأموال ومنح المصداقية لمن يرونه مناسباً. ولكن بالطبع فإن قبضتَهم تتلاشى تدريجياً.
إقرأ أيضاً: #أفول_القاعدة – الجزء الثاني.. القائد الغائب
تحولت القاعدة إلى مجموعاتٍ عرقية تعمل كلُ واحدة منها في نطاقها الاقليمي وتحت قيادةٍ محلية ترفض هيمنةَ مسؤولين ينتمون إلى عرقيات مختلفة، لقد كان هذا واضحا في كلِ فروع التنظيم.
بالرغم من التملق بالكلام عن الوحدة الإسلامية، فإن القاعدة من الناحية العملية تحافظ على التسلسل الهرمي العرقي بكل ما في الكلمة من معنى، وبالإضافة إلى انتشار عدم الثقة والفساد على اساس الاختلافات العرقية. فإن ترقية حمزة بن لادن من خلال “التوريث الأسري” هو تجسيد لفلسفة القاعدة. علاوة على ذلك، فإن الفروع التي تعاني بالفعل من الانقسامات الداخلية، هي نفسها التي تقوم بتجربة تغيير أسمها لكي تتخلص لمرة واحدة وإلى الأبد من اسم القاعدة وقيود فشل الظواهري وعدم كفاءته.
اقرأ أيضاً: وثائقي #أفول_القاعدة – الجزء الأول
فقد انشق السوريون والعراقيون، ويسعى اليمنيون وعرب شمال إفريقيا لتغيير أسماء جماعاتهم أيضاً. فمن الواضح أن كل فرع يحاول الإبتعاد عن الظواهري بطريقة أو بأخرى.