أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
من سلسلة من الظلمات الى النور
كابوسٌ داعشي امتد حوالى ثلاثِ سنوات، ظلّل مدينةَ الموصل بظلال الموتِ والدمار.. كانت رائحةُ الخوف تملأ النفوس، وحياةُ الأسرِ بلا قضبان تعبق بأثير المدينة.
كذلك كانت حالُ المخرج الإذاعي محمد الفاضل في فترة احتلال داعش للموصل. كان اسم محمد الفاضل في قائمة المستهدفين من قبل التنظيم، على خلفية عملهِ الإعلامي قبل سنواتٍ من احتلال المدينة. حياة كثيرين من إعلاميي الموصل كانت في خطرٍ شديد، ما اضطر بعضهم إلى الهرب خارج المدينة، فيما تخفى آخرون في منازل الأصدقاء والأقارب بعيدا عن عيون مخبري داعش.
عاش محمد رحلةً طويلة من التخفي حتى تنشق الحريةَ في لحظة ولادة.
أيام التخفي التي عاشها محمد الفاضل خلال احتلال داعش على الموصل، كانت قاسية جدا عليه، لكنه قرر أن يكتبَها قصةَ نجاحٍ عبر تحويل ظلامِ لياليها إلى نورٍ من الأمل بالمستقبل الأفضل. ليس له فقط بل لمجتمعه أيضا. عاد محمد لممارسة العمل الإعلامي من جديد عقب تحرير الموصل.. تحسس حاجة الناس، وعرف كيف يجعل منها نواة لتجربة إعلامية، وثقت على أنها الأولى من نوعها في العراق كله. كانت مدينتُه الموصل بحاجةٍ إلى صوتها.. فأسس مشروعاً إعلامياً وثقافياً وتجارياً مستداماً.
في اليوم الأول من عام 2018، انطلق هذا المشروع الإعلامي ليأخذ حيزاً واسعاً من حياة الموصليين، بعد دحر داعش. إذاعة تساهم بتوسيع قاعدة الإعلام الموصلي الذي ملأ الفراغ الاعلامي أيام داعش. لكن ميزتها أنها تمول نفسها بنفسها عبر المقهى الملاصق حيث يجتمع مثقفو المدينة وأدباؤها في نشاطات ثقافية وفنية، كما يستمتع باقي رواد المقهى بتحولهم لضيوفٍ مشاركين عبر أثير الإذاعة.
محمد الفاضل ليس وحده في هذا المشروع المستدام. شباب آخرون شاركوه وسخروا مثله كل إمكانياتِهم المادية والمعنوية ليكسروا حواجز الخوف عند الصحفيين الموصليين. إذ قبل سيطرة داعش، وخلال إحكام قبضته على المدينة، كان الصحفي الموصلي يكتب بأسماء مستعارة ليحمي نفسه من مختلف التنظيمات والجماعات المتشددة. الآن، يكتفي راديو ون أف أم بجدارٍ زجاجي يفصل بين الاستديو والمقهى.
تعرفوا على رسالة هذه الإذاعة الموصلية في وثائقي خاص موجود على اليوتيوب، ومشاهدة الفيديو الموجود على الموقع.
اقرأ أيضاً:
“أطفال داعش” يتوج بجائزة أفضل فيلم في مسابقة “من الظلمات إلى النور” التي أطلقها تلفزيون الآن