أخبار الآن | الموصل – العراق ( وثائقيات)
جامع وكنيسة ومعبد، ثلاثيةٌ تشكل حقيقة الروح الموصلية منذ قدم التاريخ الرابض عند شاطىء دجلة، خصوصاً عند الساحل الأيمن للمدينة، صمدت الموصل طويلاً في وجه فتن الزمن ، كانت تعود بعد كل منها لتكون صلة وصل و تنتقل من الظلمات الى النور ..
تحاول الموصل لملمة أوصالها التي قطعها داعش صيف عام 2014، وأوغرت في جراحها معارك التحرير التي أدت لدحره عام 2017.
بكت حضارتها الأشورية، وافتقدت المدينة ناسها وتعايشها، لكن مشروع روح الموصل الذي تشرف عليه اليونيسكو بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة وتنسيق مع السلطات المحلية، يعمل على زرع الأمل بإعادة بناء نسيج المدينة المجتمعي، وحث أهلها المهجرين والمهاجرين على العودة إلى مدينتهم العتيقة.
هذا المشروع سيعيد الروح لدور عبادة كانت رمزاً أصيلاً لهوية الموصل وقيمها، من بين هذه الدور، كنيسة الطاهرة الكبرى، التي يعرفها الموصليون بكنيسة البيعة العتيقة.
بدأت المرحلة الأولى من إعادة إعمار كنيسة الطاهرة والدير الملحق بها، بإزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة وتأمين موقع المشروع بشكل كامل، وهي مرحلة من مراحل عديدة يشرف عليها خبراء آثار وحرفيون في التراث المحلي، لترميمها عقب الدمار الواسع الذي لحق بها.
المصور سعد، من رعية الكنيسة، موصلي يأمل أن يتم إعمار منازل أهل الأحياء المجاورة للكنائس، لكي يعودوا ويملأوا دور العبادة بصلواتهم وتعايشهم.
في تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، كانت كنيسة الطاهرة تشهد إحتفالات السنة الطقسية وهو ما يعرف لدى رعيتها بتجديد البيعة، وعسى أن يٌنجز إعمارها، لتعود أكبر كنائس العراق وأهم مراكز الكنيسة السريانية، لتجديد بيعتها لتاريخ الموصل، وتقرع أجراس الفرح والسلام.