هي واحدة من أقدم مدن العالم، ومركز محافظة نينوى العراقية، غنية بتنوع ناسها وتاريخها وتراثها وثقافتها، لطالما وصلت الشمال بالجنوب، والشرق بالغرب، فشكلت منذ تاريخ نشأتها في العصر ما قبل الحجري موقعاً استراتيجياً، مهماً، سياسياً وتجارياً.
إنها الموصل.. مدينة عتيقة ممتدة جذورها حتى بلاد آشور، التي أرّخ التاريخ بهم أول حضارات المدينة التي تحولت متحفاً مفتوحاً على آثار آشور والتاريخ العربي والإسلامي وحضارات كثيرة، وحين كانت عاصمة للدولة الزنكية، حازت إرثاً إسلامياً شكل رمزها ومرتكزها، المنارة الحدباء والجامع النوري الكبير.
داعش دمّر دور العبادة
بين أعوام 2014 و 2017 اجتاحها داعش، عاث فيها فساداً وتدميراً، محاولاً قتل روحها وتعايش أهلها ومسح تاريخها وإرثها.. فجّر المنارة، دمر الجامع النوري الكبير بعد أن استغله لضرب روح التعايش، كما دمر كنائس ودور عبادة أثرية، للمسيحيين والمسلمين على حد سواء.
مشروع إحياء روح الموصل
بعد دحر داعش في معارك ضارية، احتضنت منظمة اليونيسكو، بدعم مادي من دولة الإمارت العربية المتحدة بلغ خمسين مليون دولار، مشروع “إحياء روح الموصل”.
سيقوم هذا المشروع بإعادة إعمار الجامع النوري الكبير، والمنارة الحدباء رمز المدينة، وكنيسة الطاهرة الكبرى وكنيسة الساعة، كلها دور عبادة أثرية تشكل نسيج الروح الموصلية، وتساهم في الإشراف على تنفيذ المشروع جهات رسمية عراقية عديدة، من بينها دائرة الأوقاف بالمدينة.
جهود كبيرة تُبذل في إحياء روح الموصل وبإيدٍ عراقية محلية، خبراء في الآثار وحرفيون ومهندسون وعمال من الموصل أو محافظة نينوى، ما وفّر فرص عملٍ كبيرة للسكان المحليين، لكن هؤلاء يعملون بكل الحب لأجل ما تمثله الموصل في وجدانهم.. من بين هؤلاء أفراد لجنة العمل الآثاري من مفتشية آثار وتراث نينوى.