إدلب، 2 ابريل، (عمر حاج قدور – أخبار الآن)–
تقع بلدة معارة النعسان في الشمال الشرقي من ريف محافظة ادلب، على الطريق القديم الواصلة بين حلب وادلب.وتعتبر هي الحدود الإدارية الفاصلة بين المحافظتين حيث تبعد عن ادلب 22 كيلو متر وعن حلب 35 كيلو متر.
تاريخياً
يعود تسمية البلدة معارة النعسان الى : كلمة “معرة ” و التي ترجع لكثرة المغاور (الكهوف) فيها.أما “النعسان” فنسبةً لآغا البلدة قديماً، ،والآغا هو هو لقب مدني وعسكري كان مستعملا في عهد الدولة العثمانية.كما و كان يطلق عليها سابقاً “معارة الحاسكي” وذلك نسبة لمحمد الحاسكي وهو أيضا آغا البلدة في وقت سابق منذ ما يقرب من 400 عام.
السكان
يقدر عمر البلدة بأكثر من 400 عام.وقد زارها الكثير من الرحالة الأوروبيين وكتبوا عنها.يبلغ عدد سكان البلدة “13،600” نسمة، و تحتضن اليوم أكثر من 300 عائلة نازحة من بلدات مجاورة.
يعمل غالب شبابها في تعبيد الطرق, ولكن مع سوء الأوضاع وخوفاً من اعتقال قوات النظام لهم, توقف عملهم.و يعمل أيضا أهالي البلدة بالزراعة حيث تشتهر بزراعة الزيتون والقمح والبقوليات.
معارة النعسان و الثورة
التقى مراسل أخبار الآن بمدير المكتب الإعلامي في المجلس المحلي للبلدة “حسان العلي”.
الذي حدثنا حول مشاركة معارة النعسان في الثورة، فقال : خرجت أول مظاهرة في البلدة بتاريخ 22/5/2011 وكان بهدف نصرة أطفال درعا.وشاركت البلدة في الحراك السلمي منذ بدايات الثورة السورية.وكان أهالي البلدة البلدات المجاورة يشاركون في في المظاهرات مع بلدة معارة النعسان.
كما وشاركت البلدة مع كل من بلدات بنش وطعوم وتفتناز منطلقين إلى مدينة ادلب في جمعة الزحف لساحات الحرية حيث خرج السوريون يومها لملاقاة المراقبين العرب في الساحات الرئيسية لمناطقهم للتأكيد على سلمية حراكهم بعد أكثر من 9 أشهر على انطلاق الثورة.
إقتحام أمن النظام للبلدة
قامت قوات الأمن باقتحام البلدة مرتين.أولها، في رمضان بتاريخ 10/8/2011.حيث قام الأمن باعتقالات تعسفية للعشرات من شباب البلدة.كما و قاموا بجمع عددا من رجال البدة على الطريق العام و تعريضهم للضرب و الشتم.وقاوا أيضا بنهب أثاث المنازل وتكسير وتحطيم ما لم يتمكنوا من حمله كما وقاموا بسرقة مصاغ النساء و هذا بحسب شهادات سكان البلدة.
كل هذا لم يثني أهالي معارة النعسان من المعاودة الى المظاهرات مستمرين في الحراك السلمي.وحينها كان الإقتحام الثاني في شهر 11 -2011.وعاودت قوات الأمن هذه المرة الإعتقالات التعسفية كما وقامت قامت بتحطيم خزانات مياه المنازل وتكسير السيارات.محاولة منها لإرهاب الأهالي عبر إطلاق النار العشوائي، وكانت هذه آخر الإقتحامات.
بعدها بدأ تعرض البلدة للقصف بالمدفعية الثقيلة من الفوج 46 و من مطار تفتناز العسكري الذي تحرر في وقت لاحق.كما وتم قصفها بالبراميل المتفجرة .ومازالت البلدة إلى اليوم تتعرض للقصف بالمدفعية من جهة بلدة الفوعة الموالية للنظام ومن معمل القرميد.كما ويغير الطيران الحربي عليها ليلاً بالرشاشات بشكل متواصل.
الشهداء
أضاف حسان العلي، المتحدث الإعلامي بمجلس البلدة. بأن معارة النعسان فقدت من أبنائها 45 خلال الثورة السورية بين مدنيين ومقاتلين.كان أولهم “عبد الرحمن قاسم”.حيث استشهد بتاريخ 18/4/2012.وكان قائد الحراك في البلدة.و خرج الآلاف من أهالي البلدة في تشييع جثمانه وسميت مدرسة البلدة وأحد شوارعها بإسمه كما سمي أطفال البلدة حديثي الولادة بإسمه تقديرا له ولمشاركته الكبيرة في الثورة.
كما التقينا بالسيدة “أم وليد” والدة الشهيد “وليد الصطوف” التي حدثتنا عن ابنها فقالت إنه”لم يستطع تحمل رؤية القتل والظلم..وقال لها أنه سيطيعها بكل شيء الا مشاركته بالثورة فهي غير قابلة للنقاش”.فحمل وليد السلاح في وجه جيش النظام بعد قتل الأخير الأطفال والنساء واعتقال الشباب واقتحام المدن.و أصيب وليد بطلق ناري في رأسه أثناء تحرير بلدة الزربة في ريف حلب الغربي وكان ذلك بتاريخ 28/10/2012.و هو من مواليد عام 1975 ولديه 10 أطفال.
وختمت أم وليد حديثها قائلة بأن الدنيا كلها لن تعوضها عن ولدها.ورفعت يديها إلى الله بالدعاء بالأمل و النصر.