أخبار الان | الموصل – العراق (حسام الأحبابي)
منذ اليوم الاول لإحتلاله مدناً في العراق وسوريا وليبيا وغيرها، سعى داعش الى تغيير مناهج التعليم في محاولة منه لجعل القطاع التربوي يسير على نهجه، التنظيم إستهدف بذلك المراحل الدراسية للشباب والفتية لاسيما الذين تتراوح أعمارُهم بين ثمانية أعوام و خمسة عشرة عاماً .
"أخبار الان" إنفردت خلال تغطيتها عمليات تحرير الموصل بنشر وثائق حصرية عن مناهج داعش التعليمية.
الى جانب الاجراءات والتشريعات التي أصدرها داعش في المدن الخاضعة لاحتلاله وقام من خلالها بتغيير التعاملات الاقتصادية والاجتماعية والدينية، سعى التنظيمُ أيضاً الى تغيير المناهج التعليمية لطلبة المدارس. نأتي على أهمها تباعا ونبدأ من المقدمات التي يضعها داعش في بداية كل منهج دراسي، فهو يفتتحُ الموسمَ الدراسيَ بالتركيز على كيفية تأسيس ما يسمى "بدولة الخلافة".
كما يحدد داعش في هذه المقدمات مدناً يعتبرها ولاياتِه في العراق وسوريا واليمن وجزيرة العرب و منطقة سيناء وليبيا وغرب أفريقيا وباكستان وأفغانستان وخراسان، مشدداً فيها على ما أسماه "بإستمرارِ التمدد في أرض الله".
داعش نشر أيضا بمادة الرياضيات الدراسية علمه و شعاراته ، بالإضافة الى صور أسلحة متنوعة و آليات مدرعة و أدوات جارحة بينها ما يستخدمها في إعدام ضحاياه ، ومن ثم يطلب من طلبة المرحلة الابتدائية في الموصل وضعَها في إطار عمليات حسابية و مقارنتَها مع صور أخرى لفواكه أو أشكالٍ حيوانات أو أدوات منزلية.
من أبرز الأمثلة على ذلك يدرج داعشُ سؤالاً رياضياً يسأل فيه الطلبة عن عدد المنضمين الى صفوفه ، ويقول السؤال بحسب تعبير داعش: إذا كان عددُ الوافدين الى "دولة الخلافة" مئتين و ثلاثين وافداً يومياً ، كم يبلغ عددهم خلال إثنين و ثلاثين يوماً ؟ وعلى شاكلة هذا السؤال اسئلةٌ كثيرة في هذا منهج الرياضيات.
في درس العلوم فإن داعش و الى جانب إستخدامه اللون الأسود الذي يطغى على جميع أشكال مناهجه الدراسية فقد وضع أيضا في المساحات الفارغة من صفحات كتاب العلوم للصفوف من الثالث الى السادس الابتدائي وضعَ إشارات عن الأسلحة المتنوعة التي يستخدمها مقاتلوه خلال المواجهات المسلحة.
وبين صفحات هذا الكتاب أيضاً وضع داعش مقدمة يدعو فيها الى التركيز بالتعليم على ما يصفها "بالرؤى الصافية ، لا شرقيةً ولا غربية" و يأمر برفض الاشتراكية ويصف نظرياتها "بأباطيل الشرق" ، كما يصف الرأسمالية بأنها "أضاليلُ الغرب ودعاةُ الكفر" على حد تعبير داعش، مضيفاً في هذه المقدمة أن هاتين النظريتين أي "الاشتراكية والرأسمالية" هما سببُ ما يسميه بانحراف الأمة.
اما في منهج التعليم الديني فيركز داعش على غزواته وعلى نوعية السرايا القتالية و مواعيدِ الحروب و تراخيصِ القتال، وهنا يأمر داعش الطلبة بحفظ مراحل تشريع القتال وأسماء الغزوات والتفريق بين ما يسميها الغزوة والسَرية أو الفصيل القتالي.
كما وضع داعش في درس الدين صور زعيمه أبو بكر البغدادي مع أناشيد التنظيم التي تدعو الى القتال وتشير الى ما يسميه بتمدد حدود "دولة الخلافة" ، وهو يفرض على الطلبة في هذه الدروس حفظَ أبيات شعرية من تأليف أفراده والتعرفَ على معانيها وإنشادَها مع بداية كل يوم دراسي.
إذن كان هذا الجزءُ الاول من المناهج التعليمية التي وضعها داعش . يشار الى أن التنظيم يركز بمناهجه على طلاب الرابع والخامس والسادس الابتدائي، إذ تتراوح أعمارُ الطلبةِ في هذه المراحل بين ثمانية أعوام و إثني عشرَ عاما وهي أعمارٌ يستهدفُ داعش الإستفادةَ منها في ما يسميهم "بأشبال الخلافة"، و في إثر ذلك فقد توقف أهالي الموصل منذ إحتلال مدينتهم من قبل داعش عن إرسال أبنائهم الى المدارس خشيةَ تأثرهم بأساليب التشدد والتكفير التي ينتهجها داعش، ولهذا السبب خسِرَ طلبةُ الموصل ثلاثَ سنين من حياتهم الدراسية.
للحديث حول الموضوع معنا عبر الهاتف من بغداد الدكتور عبدجاسم الساعدي رئيس جمعية الثقافة للجميع
اقرأ ايضا:
كتائب مقاومة داعش ترصد معمل تفخيخ بحي الثورة في الموصل