أخبار الآن | الموصل – العراق (حسام الأحبابي)
في الوقت الذي يتسارع فيه التقدم الميداني الذي تحرزه القوات العراقية المشتركة في الموصل , بات داعش متيقناً من خسارة معقله في هذه المدينة العراقية لاسيما مع إستمرار إنهيار تحصيناته في أهم محور وهو الساحل الأيسر ,"أخبار الآن" تكشف اليوم أيضا وثائق تثبت أن داعش يحزم حقائبه لمغادرة الموصل بعد قيامه بجرد كل دواوينه ومقراته.
بناء على الوثائق التي تكشفها "أخبار الآن" و وفقا لما آلت إليه أوضاع داعش من إنهيار و تصدع في هيكليته القيادية , فإن التنظيم بدأ يحزم حقائبه مستجمعاً أوراقه ومعلوماته المهمة الموجودة في دواوينه تمهيداً لمغادرة الموصل لاسيما بعد الرفض التام الذي قوبل به من قبل الموصليين , وخساراته المستمرة في أهم محور في الموصل و هو الساحل الأيسر أي الجزء الشرقي من المدينة حيث تـضيق القوات العراقية الخناق عليه من كل الجهات.
و بعد أن شعر داعش بأن الساحل الأيسر من الموصل آخذ بالإنهيار بسبب التقهقر الميداني الذي يعانيه, أوعز زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الى المدعو "أبو أيمن" للتعميم على جميع مسؤولي ما تسمى بالمضافات التي تضم دواوين داعش و أهمها "ديوان الجند" بـإزالة كل المخاطبات الرسمية بين أمراء التنظيم ومسؤولي الدواوين و عدم تركها في هذه المضافات , بالاضافة الى عدم السماح لمن يسميهم "بالرعية" أي أهالي الموصل بالتردد على الدواوين منعاً لتسريب معلومات الى القوات الأمنية العراقية.
أما الوثيقة الأخرى فتبين جزءاً مهماً من تحصينات داعش للساحل الأيسر من الموصل في المحور الشرقي من المدينة لاسيما بين منطقة السلطان مروراً بتل الشعير حتى منطقة الدويزات , و تثبت هذه الوثيقة مدى ضعف التحصينات التي نشرها داعش أمام هذه القرى المحاذية لمحوري الكوير و مخمور , حيث أوعز قادةُ التنظيم لمسلحيهم بزرع الموجود لديهم من عبوات ناسفة حتى مع كونها لا تنفجر , وهنا يظهر تعليقٌ يسخر فيه أحدُ قادة داعش من وضع التنظيم و يقول فيه "أنه مع نقص عدد العبوات الناسفة فإن نصفها لا ينفجر" على حد تعبيره.
و بسبب التخبط والإنهيار الذي يعانيهما داعش في الموصل , لم يبق أمام زعيمه أبو بكر البغدادي سوى الإستعانة بمسلحين أجانب, وهنا يبينُ مخططٌ حصلت عليه "أخبار الآن" لإحدى الكتل الخاصة التابعة لداعش كيفية توزيع البغدادي المسلحين الأجانب على سبع سرايا بواقع أربعة وثمانين مسلحاً أجنبيا يسميهم "الوافدون" و في خمسة معسكرات , هذه المعسكرات تحمل أسماء مدن في المنطقة وهي الرقة و القوقاز و عدن و الفرات و الحجاز بإستثناء معسكر الطبقة الخاص بما يصفهم "بالإنغماسيين".
وفي محاولة منه لوقف هروب المسلحين المحليين , تبين وثيقة أخرى في الموصل مدى تشدد داعش تجاه مسلحيه بسبب التغيب المستمر , و تؤشر وثيقةٌ صادرة عن ما يسمى "بديوان الجند" تؤشر حجم التهرب المستمر الذي يعانيه داعش لأفراده من المعارك لاسيما من قبل مسلحي ما تسمى "بفرقة مؤتة" , إذ يتوعد خطابٌ مكتوبْ مسلحي هذه الفرقة بعقوبات صارمة و غرامات مالية عن كل يوم يتغيبون فيه.
اقرأ أيضا:
لماذا يخسر داعش الموصل؟