أخبار الآن | درعا – سوريا (براء عمر)

في المِنطقةِ ذاتِها التي تشهدُ معاركَ عنيفةً بينَ الثوارِ وقواتِ النظامِ، وتساقطاً لبراميلِ الموتِ هنا وهناك، تبرزُ معاناةُ الأهالي في مدينةِ درعا في ظلِ المعركةِ التي أطلقها الثوارُ رداً على خُروقاتِ النظامِ المتكررةِ للهدنةِ، لم يجدِ النازحونَ الذينَ فروا من منازِلِهم في درعا سوى خِيَماً صغيرةً غيرَ قادرةٍ على حمايةِ أطفالِهم من بردِ الشتاء.

تقول أم محمد وهي نازحة من مدينة درعا الى السهول : انا من مدينة درعا من طريق السد نحنا تهجرنا من أول يوم، يوم صارت المعركة الله وكيلك لد شلون قاعدين منخيط خيام بإيدينا والله ماعندنا شيء، عندي عشرين ولد عندي ارملتين اثنتين وتهجرنا.

وفي المكانِ نفسه الذي تعيشُ فيهِ أمُّ محمد.. نجدُ أُسَرًا كثيرةً تعاني أوضاعاً مأساويةً.. لكنْ ما يواسيهم هو تقدمُ الثوارِ على الأرضْ وسيطرَتُهم على مناطقَ جديدةٍ في حيِّ المنشيةِ في المدينة.

تقول نور أمرأة هربت من درعا البلد مع طفلتها : نحنا صحيح تشردنا ودورنا تدمرت وبيوتنا راحت وشبابنا كلها تذبحت بس نحنا الحمد لله رب العالمين راضيين ودورنا كلها راحت واحنا قاعدين بالسهول ونازحين ، قاعدين بخيام والخيام وقعت علينا.

وتضيف قائلة : نحنا منقبل نقعد بين الشجر ونقعد بالسهول بس انشاء الله الجيش الحر بينتصر وبحقق الله أماني وتنتصر معركة "الموت ولا المذلة".

ومعَ التصعيدِ في قصفِ أحياءَ مدينةِ درعا، تزدادُ اعدادُ النازحينَ منها إلى المزارعِ المحيطةِ والقرى المجاورةِ، اذ قُدِّرَ عددُ النازحينَ الى المزارعِ بحَسَبِ مسؤولينَ في المجلسِ المحلي بدرعا إلى ألفينِ وستِمئةِ أُسرةٍ بينما نَزَحَ الى أريافِها قرابةُ ألفِ وتسعِمئةٍ أسرة، مشهدٌ أعتاد العالم أن يراه في بلد إما ان يموت سكانه في قصفقوات النظام على منازلهم، أو أن يذوقوا مرارة العيش في هذه الخيامتحت برد الشتاء.

اقرأ ايضا:

مخطط إيراني لفرض تغيير في النسيج السكاني الدمشقي

الجبهة الجنوبية تهاجم داعش في درعا والأسد يقصف درعا البلد بالبراميل